20
0
الجزائر تجدد التزامها بتوحيد الصوت الإفريقي خلال فعاليات مسار وهران

أشاد أحمد عطاف، وزير الدولة، وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج والشؤون الإفريقية، خلال كلمته في الطبعة الجديدة لمسار وهران، بأهمية توحيد الصوت الإفريقي وتعزيز تأثير القارة في مختلف أطر الأمم المتحدة ومجلس الأمن، منوهاً بتحيات رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، الذي يبارك هذا المسار ويوليه بالغ العناية والرعاية، ويحرص على توفير سبل ديمومته وتقويته.
صبرينة دلومي
وأشار الوزير إلى أن الطبعة الحالية لمسار وهران تمثل فرصة للوقوف على ما تم إحرازه من تقدم على درب ترجمة الرؤية الاستراتيجية لتوحيد الصوت الإفريقي في أطر الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن.
وأكد أن مسار وهران أصبح موعداً قارياً ثابتاً على أجندة الاتحاد الإفريقي ومجلس السلم والأمن، وأن الدول الإفريقية الثلاث بمجلس الأمن تشكل كتلة واحدة وموحدة، معروفة بالإسم وراسخة في الهوية والمواقف، ويُحسب لها حسابها على الصعيد الدولي. وأضاف أن إفريقيا باتت تفوض أبنائها بمجلس الأمن للمرافعة عنها وعن أولوياتها بصوت جامع وموحد، وليس بألسن وطنية منفردة ومتفرقة.
وأوضح الوزير أن الجزائر كانت دائماً طرفاً فاعلاً في هذا المسعى، سواء كبلد مضيف أو كعضو في مجلس الأمن ومجلس السلم والأمن الإفريقي، مشيراً إلى الجهود المبذولة مع جمهورية الصومال وجمهورية سيراليون لتشكيل كتلة أفريقية متجانسة تعبر عن مواقف إفريقية لا وطنية، مع الالتزام بقرارات الاتحاد الإفريقي وتوجيهات مجلس السلم والأمن.
وذكر عطاف أهمية نقل الخبرة الجزائرية للدول الشقيقة التي ستخلفها في مجلس الأمن، جمهورية الكونغو الديمقراطية وجمهورية ليبيريا، لضمان استمرار رفع صوت إفريقيا وسط التعقيدات الدولية الراهنة وما تفرضه من تحديات على القارة.
ووصف الوزير الظرف الدولي الحالي بأنه "ليس عادياً"، مشيراً إلى أنه ظرف شديد التأزم والاضطراب تتقاذفه الاستقطابات والصراعات، ويحمل تهديداً للمكاسب الكبرى للإنسانية مثل القانون الدولي وتعددية الأطراف ودور الأمم المتحدة كمنارة للحق والعدل، مؤكداً أن هذا الوضع يفرض تحديات إضافية على إفريقيا، خاصة مع تراجع الاهتمام الدولي بقضايا السلم والأمن في القارة.
وأشار أحمد عطاف إلى الأزمات الرئيسية في القارة، من الحرب في السودان التي تُشارف عامها الثالث مخلفة أخطر أزمة إنسانية، إلى الأزمة الليبية بعد أربعة عشر عاماً من نشوبها، وكذلك الوضع في الصحراء الغربية بعد مرور اثنين وستين عاماً على إدراجها ضمن قائمة الأمم المتحدة للأقاليم المؤهلة لتصفية الاستعمار، مؤكداً ضرورة تمكين شعبها من ممارسة حقه في تقرير المصير وفقاً للقرارات الدولية.
وتناول الوزير الأوضاع في منطقة الساحل الصحراوي وبقية ربوع القارة، مشيراً إلى محدودية المبادرات الإفريقية في حل النزاعات، وأكد أن إفريقيا أحوج ما تكون لتعزيز دورها الدبلوماسي، وتفعيل حلول إفريقية للأزمات، والمبادرة بطرح مقترحات الوساطة وإغلاق المجال أمام عوامل التأزم والصراع.
وختم أحمد عطاف كلمته بالتأكيد على أن قوة إفريقيا تكمن داخلها، مستشهداً بكلمات الزعيم الإفريقي الراحل كوامي نكروما: "القوى التي توحدنا كامنة في أعماقنا، وهي أرسخ جوهراً من أي مؤثرات مفروضة تحاول عبثاً إقامة الحواجز بيننا"، داعياً إلى مضاعفة الجهود لمواصلة التعبئة من أجل إنهاء تهميش إفريقيا والمرافعة عن أولوياتها بصوت واحد وموحد في مختلف فضاءات العمل الدولي متعدد الأطراف، وعلى رأسها مجلس الأمن الأممي.

