22
0
الجزائر وسلوفينيا تعززان شراكتهما الاستراتيجية عبر اللجنة الحكومية المشتركة

أكد وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، أحمد عطاف، اليوم الثلاثاء، أن العلاقات الجزائرية–السلوفينية تشهد "زخماً غير مسبوق" يجسد الإرادة السياسية القوية لقيادتي البلدين في الارتقاء بالتعاون الثنائي إلى مصاف الشراكة النموذجية.
ماريا لعجال
عطاف وفي كلمة ألقاها خلال افتتاح أشغال اللجنة، بحضور تانيا فايون، نائب رئيس الوزراء ووزيرة الشؤون الخارجية والأوروبية لجمهورية سلوفينيا، أشار إلى أن انعقاد الدورة الأولى للجنة الحكومية المشتركة يمثل "منعطفاً مهماً في مسار العلاقات بين البلدين الصديقين".
كما استعرض عطاف التطور اللافت الذي شهدته العلاقات بين الجزائر وسلوفينيا خلال العامين الأخيرين، مؤكداً أن "وتيرة التبادلات السياسية والدبلوماسية والاقتصادية بين البلدين بلغت مستويات غير مسبوقة، تُترجم عمق الثقة والتفاهم المتبادل".
وأوضح الوزير أن هذه الحركية تجسدت في تبادل الزيارات رفيعة المستوى، بدءاً بزيارة الدولة التي قام بها رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، إلى لوبليانا شهر ماي الماضي، وزيارة الوزير الأول السلوفيني روبرت غولوب إلى الجزائر، فضلاً عن زيارات متبادلة بين مسؤولي الحكومتين والبرلمانين وممثلي المؤسسات الاقتصادية.
كما نوّه عطاف إلى تطور التمثيل الدبلوماسي بين البلدين بفتح السفارتين في الجزائر العاصمة ولوبليانا خلال فترة وجيزة، معتبراً ذلك "دليلاً واضحاً على الإرادة المشتركة لتوطيد التواصل والتعاون الدائم".
وفي سياق آخر، أبرز رئيس الدبلوماسية الجزائرية أن العلاقات الثنائية تجاوزت الإطار التقليدي القائم على التعاون الطاقوي لتشمل مجالات واعدة، منها الذكاء الاصطناعي واقتصاد المعرفة، وتكنولوجيات الفضاء، والفلاحة، والصحة، والصناعة الصيدلانية، والنقل، وتكوين الموارد البشرية، مؤكداً أن الجزائر تعتبر شريكاً موثوقاً وآمناً في مجال إمدادات الطاقة لسلوفينيا وأوروبا عموماً.
وفي الشق السياسي، عبّر الوزير عن تقدير الجزائر للمواقف المبدئية لسلوفينيا تجاه القضايا الدولية العادلة، مشيداً على وجه الخصوص باعترافها بدولة فلسطين ودعمها الثابت لحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره وفق قرارات الشرعية الدولية.
وأشار عطاف إلى أن عضوية البلدين المتزامنة في مجلس الأمن الدولي أضفت بعداً إضافياً على التعاون السياسي بينهما، قائلاً: "لقد اتسم عمل وفدينا داخل المجلس بالانسجام التام والتشاور المستمر دفاعاً عن المبادئ التي نتقاسمها، وفي مقدمتها الالتزام بميثاق الأمم المتحدة والعمل متعدد الأطراف."
واختتم الوزير كلمته بالتأكيد على أن المرحلة الجديدة من العلاقات الجزائرية–السلوفينية يجب أن تكون "منطلقاً لبناء شراكة نموذجية متوازنة ومستدامة"، تُسهم في تحقيق التنمية المتبادلة وتعزيز السلم والاستقرار في الفضاء المتوسطي المشترك.