بعنوان "مدينة الجزائر في الثقافة العالمية" نظمت المكتبة الرئيسة للمطالعة العمومية لولاية الجزائر يومي السبت والأحد، ملتقى وطني،  جمع العديد من الأساتذة و المؤرخين لتقديم مداخلات اكادمية تتناول تاريخ مدينة  الجزائر.

ياسمين بايو

و في كلمته الترحيبية، أشار مدير المكتبة الوطنية عبد القادر جمعة إلى أن هذا الملتقى الوطني  يهتم بشكل أساسي بتقديم بحوث و مقاربات حول موضوع صورة العاصمة في مجالات متنوعة و متعددة للثقافة العالمية، على غرار الفن المسرحي و الفنون التشكيلية و السنيما و غيرها، بهدف  إستقصاء صور الأدباء و الفنانين الأجانب  حول عاصمة الجزائر في إنتاجهم و ابداعهم الفني و الأدبي.

في مستهل اللقاء،  قدم مدير الجلسة الأستاذ عمر عاشور صورة عن الجزائر التاريخية في المجالات الفكرية و الثقافية و دورها السياسي و الثقافي و الفني في الثقافات العالمية.

من جهته، أشار وابل محمد أستاذ محاضر بجامعة ابن خلدون  بتيارت  الى دور أساقفة في التعريف بمدينة الجزائر المسمية ب اللاتنية (ICOSIUM) ، و تحدث عن صورتها في الفترة الرومانية في القرن الخامس ميلادي في المصادر القديمة و الفترة الرومانية و الوندالية،و ذكر  بعض المؤرخين القدامى الذين كتبوا على مدينة الجزائر من بينهم أنطوان الذي تطرق إلى أنها مستوطنة رومانية colonia.و أشار إلى أنها كانت محل اهتمام الكتاب القدامى خاصة في القرن الأول والثاني،  من بينهم الكاتب المؤرخ SOLIN والمختص في التاريخ الطبيعي الرحالة الإغريقي سيلاكس.

وتحدث، محمد كحلي أستاذ بجامعة إبن خلدون، عن مدينة الجزائر في فكر الإسباني "أنطونيو ديسوسا" و تاريخها عامة، حيث كانت ولا زالت مرجعا هاما و مصدر إلهام للكثير من العلماء و الأدباء الذين ترعرعوا في أرضها، و بقيت تُذكر حتى على يد الأسرى و الرهبان الذين لم يستطيعوا زيارتها و كل لديه تصوره الخاص.

وعن الكاتب الإسباني أنطونيو ديسوسا أوضح أنه كان أسيرا في سجون الجزائر في الفترة العثمانية ، و صاحب كتاب طوبوغرافيا و تاريخ الجزائر العام الذي يعد مرجعا هاما في سرد تاريخ مدينة الجزائر،.

و أضاف، أن هذا المفكر كان يهدف من خلال هذه المؤلفات و الكتابات الذي أرسلها للحكام المسيحيين، أن يعطي صورة عن هذه المنطقة لابناء جلدته لهدف معين، حيث جاء في كتابه مزيج بين المعلومات التاريخية و الأدبية و الوصفه العمراني  الشامل لمدينة الجزائر و كان الهدف من هذا الوصف إعطاء تفاصيل و معلومات للمسيحيين في أوروبا لتسهيل عملية إختراقها.