أكد وزير التعليم العالي والبحث العلمي  كمال بداري ،  اليوم الإثنين،  بمناسبة يوم الأمم المتحدة للخدمة العمومية، أن الجامعة الجزائرية اليوم تحمل من المكاسب ما يجعلها في الريادة بفضل مواكبتها لمستجدت الرقمنة تحت عنوان "صفر ورق" ،الذي يعد شعارا قارا يخدم احتياجات الطلبة و يعزز ابتكاراتهم و مشاريعهم الموجهة لخدمة الصالح العام.

شيماء منصور بوناب

وفي كلمة له  في  افتتاح فعاليات  الندوة  العلمية، حول " الخدمة العمومية في ظل التحولات الراهنة .. ترقية الاداء والابتكار من اجل رضا المواطن"،قال بداري، أن  الاصلاحات الجوهرية التي مست قطاع التعليم العالي والبحث العلمي ، منذ  تنصيب  السيد رئيس الجمهورية ، عبد المجيد تبون، جعلت من  الجامعة الجزائرية قاطرة قيادية وريادة قابلة للتنمية وللمشاركة الفعالة في النهضة الاجتماعية. 

 الجامعة الجزائرية شريك اجتماعي بأسس علمية ابتكارية

ومن مقر المدرسة الوطنية العليا للعلوم السياسية ببن عكنون  لفت ،  بأن إنفتاح الجامعة على  المجتمع،  كشريك اجتماعي فعلي يجمع بين الأسس العلمية الابتكارية و بين السياقات  الإجتماعية و الاقتصادية ، في إطار تلبية احتياجات المواطن، من شأنه  تثمين المنجزات والخدمات العمومية بما يتماشى و التطورات الراهنة .

موضحا أن  الجامعة أصبحت  بفوائدها التأطيرية  تخلق مناصب شغل جديدة يشارك في صنعها الطلبة بمشاريعهم الاقتصادية  التي تجمع بين  التكوين و ريادة الاعمال التي جعلتها قاطرة  للمعرفة ترفع من  مؤشرات الدولة في  تحقيق  النهضة  التنموية برؤية شاملة  مواكبة لكل المستجدات الاقتصادية و  الاجتماعية الثقافية .

نحو خدمة عمومية ذكية و أكثر فعالية واحترافية

بدوره ، ثمن مجيد عمور وسيط الجمهورية، دور الجامعة في تعزيز الخدمات العمومية، التي تلعب دورا هاما في تحقيق التنمية المستدامة.

وتحت شعار"  خمس سنوات من تسريع تقديم الخدمات العامة  من أجل مستقبل مستدام " أكد  وسيط الجمهورية  بأن  رمزية يوم الأمم المتحدة للخدمة العمومية، تكمن على غرار تاثيراته الدولية التي تعزيز الثقة بين المواطن ومؤسسات الدولة  ، باعتباره أيضا  فرصة لتجديد  الإصرار العام على المضي قدما نحو خدمة احترافية  تكون أكثر قربا وتفاعلا مع المواطنين.

مؤكدا أن الخدمة العمومية تندرج في قلب السياسات العامة للدولة الجزائرية بقيادة رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون،  والتي تُبنى على رؤية واضحة تأسس لمحور اشراك المواطنين في بناء وتنمية هذه الخدمة العامة .

وركز وسيط الجمهورية، على التوجه  نحو الخدمة العموميه الذكية و الفعالة التي تواكب تطورات الرقمنة  في اطار تحسين استعمال و تعميم التكنولوجيا  الحديثة في كل المرافق و المجالات لا سيما في ادارة الوضع العام وكذا تحسين حوكمة القطاعات الاقتصادية.

من جانبها كشفت ناتاشا فان رين  الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي بالجزائر، أن هذا اللقاء، المنظم  يمثل فرصة لفتح نقاش حول الابتكار والكفاءة في تقديم الخدمة العمومية، إلى جانب الشفافية والمسؤولية في تنفيذ السياسات العامة.

وشددت  على أهمية  بناء علاقة ثقة بين المواطن والإدارة  بالشكل الذي يعتمد على الكفاءة والفعالية العالية لمختلف المساهمين في الميدان.

وفي السياق أشادت ذات المسؤولة بالدور المحوري للوظيفة العمومية في تسريع عملية  تحقيق أهداف أجندة 2030، التي تركز على ضرورة دعم الكفاءات،  لبناء إدارة قادرة على مواكبة التحولات.

وتحت عنوان" الخدمة العمومية في الجزائر على ضوء تحولات العصر الرقمي ... السياسات القائمة على الأدلة باعتباره مدخلا تحليليا" ،قال الأستاذ القمان مغراوي من المدرسة الوطنية العليا للعلوم السياسية، أن لإدارة العامة على مستوى العالم تشهد  تغيبيات عميقة مدفوعة بالدورة الرقمية الشاملة التي جعلت هذا التحول لا يقتصر على مجرد تحويل الخدمات العامة التناظرية إلى صنع رقمية، بل يتطلب إعادة الصور جوهر العمليات الحكومية ونماذج تقديم الخدمات بشكل جذري.

وفي حديثه عن الفرص الناشئة لتعزيز الخدمات العامة الرقمية، شدد على ضرورة الاستفادة من التقنيات الناشئة مع دمج الذكاء الاصطناعي و تحولات التطبيقات الضخمة في المنحى الذي يعزيز الشمول الرقمي.

وتابع مشيرا لتنمية برامج محو الأمية بشكل رقمي يساهم في  توسيع الوصول لكل الفئات من أجل بناء و تعزيز الشراكات الاستراتيجية   بين الوزارات والقطاع الخاص والمنظمات الدولية.

على هامش الفعاليات، تم توقيع اتفاقية تعاون بين وسيط الجمهورية ووزارة التعليم العالي و البحث العليم ، بهدف  ترقية التعاون المشترك  وارساء قواعد الشراكة في الميادين ذات الاهتمام الموحد ،  لا سيما ما تعلق  بتنظيم ملتقيات ونشاطات علمية لتبادل الرؤى في مجال  تحسين الخدمة العمومية.

فضلا عن  فتح مجالات التكوين من حيث تنظيم دورات تدريبية  التي تندرج في اطار تطوير اداء المرفق العام من خلال فتح المجال للطلبة الجامعيين باجراء التربصات على مستوى المصالح المركزية والادارات المحلية لهيئة الجمهورية .

بالاضافة إلى ذلك فإن الاتفاقية تهدف لتعزيز جودة الخدمة العمومية عبر تطوير التكوين الأكاديمي و  الاستفادة من خبرات الاكاديميين في مجال حوكمة تسيير المرافق العمومية  وذلك في سياق  فتح تخصص ماستر اكاديمي ومهني جديد في مجال السياسات العمومية الاستراتيجية للخدمة العمومية يضم كفاءات عليا و نخب رسمية تعمل على تطوير مقاربات الادارة بالنتائج والتخطيط الاستراتيجي دعما لاصلاحات الدولة في مجال الحوكمة والادارة العمومية.