932
0
البيض : المؤتمر الدولي الثاني لاستثمار الذكاء الاصطناعي في مجال الرياضة يختتم فعالياته

اختتمت مساء الامس بالمركز الجامعي نور بشير فعاليات المؤتمر الدولي الثاني الموسوم : " استثمار الذكاء الاصطناعي بمساهمة المؤسسات الناشئة و المقاولاتية في مجال الرياضة و تكنولوجياتها ".
عبد العزيز عمران
هذا الملتقى الذي جرى على مدار يومين متتالين تحت اشراف مدير المركز البروفيسور فراج الطيب ، حضره استاذة و خبراء من ثمانية دول عربية ، بالإضافة الى باحثين مختصين من عدة جامعات جزائرية.
في هذه المناسبة العلمية ركّز الاساتذة في مختلف مداخلاتهم على اهمية ادراج الذكاء الاصطناعي في جميع مجالات الرياضة ، لاسيما في الجانب اللوجيستي ، لما لهذه التكنولوجيا من مساهمة كبيرة في تنظيم الدورات الرياضية و ذلك بوضع برامج تدريبية للأفراد ضمن المعاير المعتمدة للتنمية البدنية ، كما تم التأكيد خلال هذه الجلسات على ضرورة مواكبة التشريعات و القوانين مع التغيرات التي يشهدها قطاع الرياضة ، مما يجعل لمجال الذكاء الاصطناعي معاير علمية و اخلاقية و التي من خلالها يتم تحديد استراتيجية النشاط الرياضي.
كما تطرق المحاضرون في هذه الندوات الى اهمية الذكاء الاصطناعي في كيفية انتقاء اللاعبين و توجيههم إلى مختلف الفروع الرياضية حسب قدراتهم البدنية المحددة بفضل هذه التكنولوجيا ، بالإضافة الى امكانية استعمال هذه التقنيات الجديدة في ميدان صناعة ادوات و مستلزمات الرياضية ، كما اصبح من الضروري الاعتماد على الذكاء الاصطناعي لاسيما في تفعيل دوره الاستراتيجي في حجز الملاعب و برمجة الدورات الرياضية مع التحكم في مختلف الموارد البشرية و المالية و استثمارها بصورة مثلى وكذا وضع الخطة المحكمة لترويج المنتجات الاشهارية في اطار الشفافية و المصداقية من اجل ان يكون للحدث الرياضي معاير اخلاقية تحكمه قبل المعاير الاقتصادية.
و في هذا الصدد نبه المشاركون الى اهمية استحضار العقل البشري اثناء ادخال البيانات لأجهزة الذكاء الاصطناعي من اجل الحفاظ على اهداف الرياضة و ضمان منافسة عادلة في اطار المبادئ الاخلاقية .
كما تم في هذا الملتقى المصادقة على التوصية الخاصة بضرورة سد الفراغ الذي يعاني منه المجال الرياضي في اطاراستراتيجية الحوكمة و ادارة المنشئات الرياضية ضمن القانون 13/05 الذي يحتاج الى التحيين من اجل مواكبة مستجدات الذكاء الاصطناعي ، والتي هي في الواقع بعيدة كل البعد عن المجال التكنولوجي و المعلوماتي ، بصفتها مجال حيوي لا تقل اهميته عن المجالات الاخرى الثقافية و الاقتصادية... .
اما الندوات الخاصة بقرار 12/75 المتعلق بالمشاريع المقاولتية فقد حظيت بعدة جلسات ومداخلات ، شرح من خلالها الاساتذة و المدربون في هذا المجال ، اهمية انخراط الطلبة في هذا الفضاء الحيوي ، والذي من خلاله سوف تصبح الجامعة قاطرة التنمية الاقتصادية ، لاسيما بعد تأكيد السيد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون خلال احتفالات عيد الطالب الاخيرة عن استعداد الدولة لتموين كافة المشاريع المسجلة .
و ذات الموضوع ثمّن المشاركون دور وزير التعليم العالي كمال بداري في تسخير حاضنات الاعمال المبتكرة و مراكز تطوير المقاولتية علي مستوى كل الجامعات و المراكز ، من اجل مرافقة الطلبة بداية من فكرة المشروع ، مرورا بمرحلة التدريب و التأهيل و وصولا الي مرحلة التجسيد ، لاسيما من خلال تسجيل هذه المشاريع باسم الجامعات التي ينتمي اليها الطلبة للدفاع عن مصالحهم و حماية ممتلكاتهم الفكرية و الصناعية حتى يتمكن الطالب المتخرج صاحب المشروع من الوقوف على رجليه و ولوج عالم ريادة الأعمال.
وبخصوص الميدان الثالث الذي اولى له هذا المؤتمر العناية الكبيرة لارتباطه بالمؤسسات الناشئة هو مجال حماية المالكية الفكرية ، التي هي حق لكل مبدع و مبتكر مهما كان منتوجه بسيطا ، او ذات اهمية عالية ، و في هذا الصدد اكد البروفيسور احمد عثمان محمد ولد السالك رئيس المكتب الخارجي للمنظمة العالمية للملكية الفكرية بالجزائر، ان هذه الهيئة العالمية سعت منذ نشأتها في نهاية القرن التاسع عشر الى ارساء نظام دولي متوازن و فعال يشجع الابتكار والابداع و يحفز المبتكرين و المبدعين ، من اجل تعزيز جودة حياة الافراد و المجتمعات بفضل التنمية المتجددة ، لاسيما ان حقوق الملكية الفكرية توفر وسائل عملية تمكن اصحابها من حماية منتجاتهم و سلعهم و خدماتهم مما يؤمن لهم ضمان عائد مالي بإمكانه ان يشجع هذا الجانب الابداعي خاصة عند فئة الشباب والنساء اصحاب المشاريع المصغرة .
و في هذا المجال اكد المتدخلون ان الدولة وضعت اجهزة ادارية متخصصة في حماية العلامات المسجلة و الملكية الفكرية و الصناعية ، و قد اخذت على عاتقها التكفل بجميع المصاريف المادية المرتبطة بهذا المجال لاسيما بالنسبة لأصحاب المشاريع المسجلة تحت قرار 12/75، سواء كانت هذه الملكية مسجلة على المستوى الوطني او الدولي .
للإشارة فقد تم في ختام هذا الملتقى الدولي الامضاء على عدة اتفاقيات بين ادارة المركز الجامعي نور بشير و ممثلين عن مختلف جامعات الدول الشقيقة الذين شاركوا في هذا المؤتمر ، و ذلك بغية تبادل الخبرات العلمية و استمرار التعاون في المجال الاكاديمي.