أكدت البروفيسور نعيمة سعدية ان مسابقة "شاعر الجامعة" التي احتضنتها جامعة محمد خيضر بسكرة على مدار ثلاثة ايام، تعد تظاهرة وطنية كبرى ترسخ الثقافة ومنارة للاحتفاء بالمواهب التي أبدعت و ابانت عن قدرتها في بناء جسر ثقافي بين الفصيح والملحون.
أمينة جابالله
احتضنت جامعة محمد خيضر بسكرة من 27 الى 30 من افريل المنصرم ، فعاليات التصفيات النهائية للمسابقة الوطنية"شاعر الجامعة:للشعر الفصيح والملحون"،تحت رعاية وزير التعليم العالي والبحث العلمي، وبإشراف مباشر من مدير الجامعة البروفيسور محمود دبابش.
22 جامعة تضع بصمتها في الحدث
شارك في التظاهرة 22 جامعة من التراب الوطني(بسكرة،تسميسيلت،ورقلة،سطيف،ميلة،أم البواقي،تمنراست، أدرار،وهران، سيدي بلعباس، عين تيموشنت، قسنطينة، مسيلة، وغيرها)، حيث أفرزت النتائج فوز طالب من جامعة ورقلة بالمرتبة الأولى في الفصيح، وعادت المرتبة الثانية لتمنراست ثم بشار.
أما الملحون فالأولى لطالبة من جامعة مسيلة في حين المرتبتين الأخيرتين لبسكرة.
وأكدت المشرف العام ورئيس لجنة التحكيم للمسابقة البروفيسور نعيمة سعدية أن المسابقة مرت في ظروف حسنة جدا وبمتابعة شخصية من الأمين العام الاستاذ حكيم هنانو، والمدير الفرعي لمجمع النشاطات الثقافية والعلمية والرياضية، وتشيد بمنارة الإبداع الطلابي، بقولها :"شاعر الجامعة", تظاهرة وطنية كبرى ترسخ الثقافة وتحتفي بالمواهب وفي نفس الوقت تعد بمثابة جسر ثقافي بين الفصيح والملحون دائم التجدد في فضاء جامعي يزدان برونق الثقافة ويتنفس عبق الإبداع، اذ تتجلى المسابقة الوطنية المتميزة "شاعر الجامعة" حدثا ثقافيا استثنائيا يترقبه الوسط الجامعي بشغف".
امتزاج الإبداع الشعري بالحس الوطني
وأصافت محدثتنا بان هذه التظاهرة الشعرية البارزة، التي جمعت ببراعة بين وهج الإبداع الشعري وعمق الحس الوطني، لا تعد مجرد منافسة عابرة، بل هي منارة حقيقية للإبداع والتواصل الثقافي بين جامعات الوطن، وتعكس بوضوح التزام مؤسساتنا الأكاديمية، مدعومة برؤى قيادية ثاقبة، بتعزيز الثقافة والفنون وترسيخهما عناصر أساسية في بناء شخصية الطالب الجامعي المتكاملة.
كما يُعد هذا المهرجان الشعري الوطني حسب المتحدثة، فرصة ثمينة للطالب، "فهو بمثابة مختبر حيوي لاكتشاف المواهب الشابة الكامنة في الشعر، ومنصة حرة تتيح لهذه الأصوات الواعدة التعبير الصادق عن أفكارها ومشاعرها العميقة من خلال قوة الكلمة الهادفة والمؤثرة.:" وإنه لمن دواعي الامتنان والعرفان أن نتوجه بأسمى عبارات الشكر والتقدير لكل من أسهم بجهده ووقته في إنجاح هذا العرس الثقافي البهيج، من لجان تنظيمية عملت بتفانٍ، وأساتذة كرام أرشدوا ووجهوا، وطلبة متحمسين كانوا وقودًا لهذا الحراك الإبداعي، فجهودهم المخلصة هي سر هذا الألق المتجدد، وعلى رأسهم مدير الجامعة والسيد الأمين العام"، هكذا صرحت المشرف العام للمسابقة. _
مبادرة .. لخصت الرسالة الشعرية
وفي ذات الجانب ، اكدت البروفيسور نعيمة سعدية انها تولي اهتمامًا خاصًا لجودة المخرجات الإبداعية في سماء الأدب العربي ونقده، ويتم التركيز بشكل دقيق على مدى الابتكار في اللغة الشعرية، واستخدام الأساليب والأشكال الشعرية المتجددة، وعمق الصور الفنية وبراعة توظيف الرمز، ومدى قابلية النصوص الشعرية للغناء، وتأثير الأداء الشفهي وقوته في إيصال الرسالة الشعرية وانتشارها، لا سيما في الشعر الملحون الذي يلامس الوجدان الشعبي مباشرة.
أهداف ومحاور المسابقة
جاء في معرض حديثها ،بان الأهداف النبيلة التي سعت المسابقة لتحقيقها عديدة و متنوعة ، فهي تعمل على تعزيز الثقافة الشعرية لدى الشباب الجامعي والإسهام في الحفاظ على تراثنا الأدبي العريق وصونه من الاندثار.
كما تهدف بشكل محوري إلى اكتشاف المواهب الشعرية الشابة الواعدة وتقديم الدعم والتشجيع اللازمين لها لتنمو وتزدهر. وفوق ذلك، تسعى المسابقة إلى خلق فضاء حيوي وتفاعلي للتبادل الثقافي والمعرفي بين الشعراء الشباب، سواء من مبدعي الشعر الفصيح أو الشعر الملحون الأصيل، مما يثري التجربة الشعرية الوطنية.
قالت المتحدثة، "ان المحاور التي دارت في فلكها القصائد المشاركة، لتعكس اهتمامات الشباب وتطلعاتهم، حيث اتاحت للمتبارين استكشاف موضوعات ثرية وعميقة كالتعبير الصادق عن الغوص في عوالم حب الوطن والاعتزاز بالهوية والانتماء، والفخر بذلك.
كما فتحت المسابقة المجال لتقديم قصائد اتسمت بالحكمة والتأمل، حملت رسائل فلسفية عميقة ورؤى ثاقبة للحياة والإنسان، والقضايا الإنسانية الكبرى والقيم النبيلة والتحديات الراهنة، مع الاهتمام الخاص بالقضية الفلسطينية قضية وجدان الأمة".
شروط وبنود المسابقة
وفي سياق متصل ،أكدت البروفيسور نعيمة سعدية أن المسابقة تفتح أبوابها كل سنة دراسية أمام جميع الشعراء الموهوبين بدءًا من عمر 17 فما فوق، واضعةً شروطًا فنية تضمن المستوى الرفيع للمشاركات؛ إذ يُشترط في قصائد الشعر الفصيح الالتزام بالوزن الخليلي والقافية الموحدة، بينما يُطلب من نصوص الشعر الملحون أن تحافظ على أصالة القوالب التقليدية المعروفة.
أما فنيا فيتم الترتكز على تقييم دقيق للإبداع اللغوي وجماليات التعبير والصور المبتكرة، وسلامة البناء الشعري، وفي المراحل النهائية، يكتسب عنصر الإلقاء أهمية بالغة، حيث يتم تقييم قدرة الشاعر على التفاعل الصوتي والتعبير الجسدي لنقل أحاسيس النص وروحه ببراعة وتأثير.
الاستثمار في الطاقات الإبداعية
واضافت البروفيسور سعدية " بإن المسابقة الوطنية "شاعر الجامعة" ليست مجرد حدث ثقافي دوري، بل هي استثمار حقيقي في الطاقات الإبداعية الشابة ومستقبل الثقافة في الجزائر، وتأكيد متجدد على أن الجامعات هي قلاع للعلم ومنارات للإبداع".
كما اشادت بالحدث و اعتبرته منصة حيوية ابانت على قدرة الشعر على حمل هموم الأمة والتعبير عن طموحات شبابها، و ان المسابقة عموما هي رؤية تحظى بدعم وتشجيع شخصيات أكاديمية وثقافية وازنة،كما أشارت الى ماتم رفعه من توصية الى مدير الجامعة تفيد بطبع القصيدتين الفائزتين في مجلة أصداء الجامعة ، مؤكدة في الختام بان هذا المهرجان الشعري الطلابي الوطني الراقي سيظل منارة تضيء دروب المبدع الواعد ومحطة سنوية لتعزيز أواصر الأخوة والتلاقي الثقافي البنّاء بين أبناء الوطن".