505

0

الأفعى الصهيونية في أرضنا، بين الواقع والخيال ..

فصول مسرحية تحكي تاريخ أمة طال بالغدر ليلها !!

 

 

محمد مصطفى حابس: جنيف / سويسرا

 

الكتابة عن الصهيونية، كتابة لا تتوقف ولا تنتهي عبر العصور والأزمنة و الأمكنة.. فهي فضلاً عن موضوعها الساخن، الجديد المتجدد، وكذا إثارتها الكثير من الإشكالات والجدل وحسم المواقف؛ إذ تبقى قضية سياسية وفكرية عميقة الجذور ملتوية المسالك والمسارب، و للعلماء المسلمين والمفكرين السابقين والمعاصرين صولات وجولات تحتاج من اهل الاختصاص اليوم الإبحار في صفحاتها و محطاتها قصد مساعدة الأجيال لفهم بعض مآرب منظريها وبالتالي تنوير الإنسانية بما لها وما عليها، علما أن العديد من الكتاب  أطنبوا في الحديث عنها و عن خباياها وحتى صارت للمكتبة الإسلامية - و لله الحمد - كم هائل و معتبر من الدراسات الجادة التي تحتاج اليوم أن تدرس في العديد من مراحل التعليم وتخصصاته من الابتدائي للجامعي!!

و في هذه السانحة نكتفي اليوم بالمرور مرور الكرام في فقرات موجزة لبعض ما كتبه بعض المعاصرين، على أن نفرد مستقبلا كل مؤلف منهم بمقال مقتضب بحول الله.. وفي هذه السلسلة سنضع بين يدي القارئ الكريم ملخص دراسات تتناول كل ما يتعلق بالصهيونية، من حيث أصل الفكرة، وأسباب بروزها والدعوة إليها، ودور المفكرين الأوائل، وموقف الجماعات اليهودية منها، وكيف تبلورت الفكرة في صورة منظمة سياسية، وأنواع الصهيونية، مرورًا بتاريخ الاحتلال الاستيطاني الصهيوني على الأراضي الفلسطينية، وأبرز التنظيمات الصهيونية المسلحة، وجرائمها الإرهابية على الأراضي الفلسطينية و الاسلامية، وصولًا إلى عرض سياسات الكيان الصهيوني المتطرفة وممارساته العنصرية في حق الشعوب والدول والمقدسات وفي المقدمة المسجد الأقصى المبارك و فلسطين السليبة. ومن ثم، وجب التمهيد للحديث عبر النظر في تاريخ تطور المفهوم والمصطلح و تشبث بعض ساسة الغرب به و دعمه دون محاسبة و لا روية - على المكشوف، كما يقال -،  خاصة  في العقود الأخيرة كأمريكا وبريطنيا والمانيا وفرنسا و غيرهم من دول الغرب و الشرق...؛ إذ يُعَدُّ هذا التقديم مدخلًا رئيسًا لدراسة الصهيونية التي نرمي إلى تناولها بتفصيل مقتضب وافٍ دون إسهاب، بحول الله.

 

المكتبة العربية و الإسلامية تزخر بآلاف الداراسات عن اليهودية و الصهيونية

 

ومع أن الكثير من الموضوعات يمكن الكتابة عنها بأشكال ورؤى ومواقف مختلفة، إلا أن الصهيونية تظل قضية جديرة بالمناقشة والدراسة، نظراً لما تشكله من أبعاد محلية وعربية ودولية. والمكتبة العربية والإسلامية تزخر في عمومها بآلاف الداراسات عن اليهودية و الصهيونية منها التاريخية و السياسية والدينية و .. الخ، ومن المعاصرين الذين أفردوا لها زهرة أعمارهم و حياتهم المرحوم المفكر الكبيرعبد الوهاب المسيري المصري بموسوعته الضخمة الواسعة والموسومة " موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية"، التي جمعها مع حشد كبير من الباحثين وكذا ما كتبه في العقود الأخيرة عن اليهودية والصهيونية أمثال كتاب " الصهيونية : الغرب والمقدس والسياسة " للكاتب والباحث " عبد الكريم الحسني " الذي يقع في مجلد من 832 صفحة من القطع الكبير، و كذا مجهودات الباحثة العراقية بديعة أمين مؤلفة كتاب: "المشكلة اليهودية والحركة الصهيونية" الصادر عام 1974، و كتاب "الصهيونية ليست حركة قومية" الصادر عام 1978، "في نقد فكر التسوية" الصادر عام 1979، "هل ينبغي إحراق كافكا؟" الصادر عام 1983..

و كتاب "خيانة المثقفين: النصوص الأخيرة"، الذي يجمع بين دفتيه مقالات المفكّر الفلسطيني إدوارد سعيد ، والتي تركّزت بشكل أخص حول القضية الفلسطينية والصراع الفلسطيني- الإسرائيلي، إضافة إلى قضايا عامة تخص الشأنين العربي والإسلامي، وينتهي الكتاب برسائل الود والتقدير التي كُتبت بأقلام أعلام المثقفين في رثائه، بعد وفاته بسرطان الدم.

 

 

كاتب و كتاب، الأفاعى اليهودية في معاقل الدول و الحكومات

 

 ودراسات أخرى طالعنا بعضها منذ عقود ككتاب " الصهيونية العالمية " لمحمود عباس العقاد، و"الأفعى اليهودية في معاقل الإسلام" للمفكر الأردني عبد الله التل (1918 - 1973)  و"المسألة اليهودية" للمفكر مالك بن نبي (1905-1973م)، الصادر حديثا، علما أن بن نبي كتبها منذ عقود خلت !!

 

و قد نتصفخ - بحول الله - في مرحلة ثانية سلسلة كتب في ذات الموضوع مع مسحة خفيفة للكاتب و الكتاب منها، كتب :

- الصهيونية المسيحية،  تأليف محمد السماك

- الماسونية الصهيونية وتنظيماتها السرية في العالم، تأليف محمد السادات

- الصهيونية العالمية والرد على الفكر الصهيوني المعاصر تأليف محمود دياب

- الصهيونية من بابل إلى بوش تأليف ابراهيم الحارتي

- الصهيونية في المجال الدولي ، تأليف محمد عبد المعز نصر

- الصهيونية غير اليهودية، جذرها في التاريخ الغربي، تأليف ريجينا الشريف، ترجمة أحمد عبد الله عبد العزيز

- الصهيونية تحكم العالم ، تأليف الشيخ عبد الله رشيد حلاق

 

السيونيزم أي المسألة الصهيونية: أول دراسة علمية بالعربية عن الصهيونية

)Le sionisme(

و قبل الإبحار في موضوع "الصهيونية"، عثرت على مقال في الشرق الأوسط يمهد للموضوع بعنوان «أول كتاب عربي عن "الصهيونية" يبصر النور بعد قرن على تأليفه »، و هو عبارة عن مخطوطة قيّمة، وذات أهمية تاريخية كبيرة، تضيء على دخول الحركة الصهيونية إلى فلسطين وانتشارها في العالم من منظور أحد أهم المؤرخين العرب، في مطلع القرن العشرين، و هذه المخطوطة تبصر النور في كتاب مستقل، ونُشر هذا الكتاب سنة (1442هـ/2021 م) ، للمرة الأولى منذ تأليفه قبل قرن،  وعنوانه «السيونيزم أي المسألة الصهيونية: أول دراسة علمية بالعربية عن الصهيونية»، وهو من تأليف محمد روحي الخالدي،، حرره وقدم له المؤرخ الفلسطيني وليد أحمد سامح الخالدي. الكتاب هو عبارة عن مخطوطة غير منتهية، أنجزها المؤلف قبل وفاته سنة 1913، وقد حفظت بين أوراقه الشخصية وكتبه في أرشيف المكتبة الخالدية.

في تقديمه للكتاب، يشير البروفسور وليد الخالدي، الذي عمل على تحقيق المخطوطة وجمعها وتدقيق وضبط نسخها، إلى أن تحليل روحي الخالدي يعكس نظرة رجل دولة عربي في الصهيونية قبيل اندلاع الحرب العالمية الأولى وقضائها على النظام الدولي الأوروبي القائم قبلها، بما في ذلك الدولة العثمانية ذاتها، وبروز الولايات المتحدة الأميركية لاعباً جباراً في النظام الجديد الذي انبثق من الحرب.

 

أدرك روحي الخالدي مدى النشاط الصهيوني في فلسطين وتنوعه، بل كان أول من قام برصده منهجياً، وأدرك كذلك مدى فساد الأجهزة التنفيذية المحلية وتواطؤها مع سماسرة الصهيونية في التحايل على سياسة الدولة المعلنة للحد من الهجرة اليهودية، وانتقال الأرض العربية إلى أيديهم، وعزم على فضح هذا كله. كما اعتبر استقبال الولايات المتحدة للملايين من يهود روسيا القيصرية، وإيثارهم الجماعي للهجرة إليها على هجرتهم إلى فلسطين، المؤشر الأكبر إلى إمكان حصر الصهيونية في فلسطين ضمن حدود تحول دون استطراد تقدمها.

 

من يهود العراق ويهود الحجاز واليمن، الى تمدد الحركة الصهيونية في شمال أفريقيا

 

يتحدث الكتاب عن الوعود الصهيونية في التوراة، ويخصص صفحات، ليهود العراق ويهود الحجاز واليمن قبل ظهور الإسلام، ثم بعد البعثة النبوية، قبل أن يبدأ بالمرحلة الحديثة وتيودور هرتزل. وثمة سرد مفصل حول مؤتمر هرتزل، ومؤتمر بازل الأول عام 1897، وما حدث بين المؤتمرين، ومن ثم المؤتمر الثالث والرابع، ولقاء هرتزل مع السلطان عبد الحميد. ويتابع الكتاب الخطوات الصهيونية والمؤتمرات المتعاقبة، متتبعاً تمدد الحركة الصهيونية في شمال أفريقيا، وتشكيل جمعيات الطلبة اليهودية، وتأسيس البنك اليهودي الاستعماري، وجمعية عزرا، والجمناز العبرية في يافا، وينتهي بالمؤتمر الصهيوني العاشر الذي عقد في 9 أغسطس (أوت / آب) من عام 1911 .

 

محمد روحي الخالدي رائد البحث التاريخي الحديث في فلسطين

 

ولد محمد روحي الخالدي سنة 1846 في حارة باب السلسلة بالقدس القديمة في جوار الحرم الشريف وحائط البراق. وفي المسجد الأقصى حضر حلقات التدريس وتابع دراساته العليا في «المكتب السلطاني» في إسطنبول، ثم في جامعة السوربون في باريس، قبل أن يُعيّن سنة 1900 قنصلاً عاماً للدولة العثمانية في مدينة بوردو في فرنسا. وفي سنة 1908 انتخب الخالدي نائباً عن القدس في البرلمان العثماني الذي انتخبه بدروه، سنة 1912 نائباً لرئيسه. نشر الخالدي أبحاثاً مهمة في السياسة الدولية والأوضاع الإسلامية والأدب المقارن، أهّلته لاعتباره رائد البحث التاريخي الحديث في فلسطين. عاجلت محمد روحي المنيّة سنة 1913 قبل إتمامه دراسته عن الصهيونية.

 

سلسلة تاريخ القدس وتراث المدينة الحضاري العربي الإسلامي العظيم الغني والأثري

 

يأتي الكتاب ضمن سلسلة من ستة كتب ترمي إلى إلقاء الضوء على تاريخ القدس وتراث المدينة الحضاري العربي الإسلامي العظيم الغني والأثري، وهي تصدر بشكل مشترك عن مؤسسة الدراسات الفلسطينية والمكتبة الخالدية. وتهدف هذه السلسلة إلى توجيه الأنظار نحو بعض نواحي تاريخ القدس التي لم تلقَ حتى اليوم ما تستحق من اهتمام، وإلى دور المكتبة الخالدية في ذلك التاريخ. وكان قد صدر كتابان ضمن هذه السلسلة، هما : «فضائل القدس: دراسة تحليلية» مع تجميع لنص كتاب «فضائل بيت المقدس للوليد بن حماد الرملي»، من تأليف سليمان علي مراد؛ وكتاب «القدس الأُخرى» باللغة الإنجليزية، حرره رشيد الخالدي وسليم تماري.

 

أما وليد الخالدي محرر الكتاب، فهو مؤرخ بارز ومرجع في القضية الفلسطينية معروف على نطاق واسع. ولد في القدس سنة 1925، وتخرج في جامعتي لندن وأكسفورد. عمل أستاذاً في جامعة أكسفورد، والجامعة الأميركية في بيروت، وجامعة هارفرد، وزميلاً باحثاً في جامعة برنستون، وزميلاً باحثاً متقدماً في مركز دراسات الشرق الأوسط في جامعة هارفرد طوال الفترة 1982 - 1996. وهو عضو منتخب في الأكاديمية الأميركية للآداب والعلوم. كما أنه عضو مؤسس في مؤسسة الدراسات الفلسطينية وأمين سرها منذ تأسيسها سنة 1963، ومنذ سنة 2016 اختاره مجلس الأمناء بالإجماع رئيساً فخرياً للمؤسسة

 

يتبع ..

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services