181
0
العدالة الرقمية في صلب النقاش بمجلس قضاء سعيدة: التقاضي الإلكتروني رهان المستقبل القضائي

احتضن مجلس قضاء سعيدة بالتنسيق مع منظمة المحامين لناحية سعيدة يوما دراسيا حول موضوع “التقاضي الإلكتروني ودوره في المنظومة القضائية”، بحضور نخبة من القضاة والمحامين والأساتذة الجامعيين والمختصين في الإعلام الآلي، في إطار الجهود الرامية إلى ترسيخ التحول الرقمي في قطاع العدالة بالجزائر.
افتتح الملتقى بكلمات رحبت بالمشاركين وأبرزت أهمية الموضوع في ظل التطورات التكنولوجية المتسارعة التي تشهدها المنظومة القضائية عالميا. وقد شكل اللقاء فرصة لتبادل الخبرات والرؤى حول كيفية تجسيد العدالة الإلكترونية بما يضمن الشفافية، السرعة، وتحسين الخدمة العمومية للمواطنين.
في عرض تقني مميز، قدم المهندس شهروري محمد الأمين مداخلة تناول فيها البنية التكنولوجية لمجلس قضاء سعيدة، موضحا سبل توظيف الإعلام الآلي في تسريع معالجة الملفات وتسهيل الوصول إلى المعلومات القضائية.
من جانبه، استعرض رئيس أمانة الضبط، مسكين جمال الدين، التجربة المحلية للمجلس في تبسيط الإجراءات الإدارية عبر المنصات الرقمية، مؤكدا أن التحول الإلكتروني أسهم في تقليص آجال التقاضي وتحسين فعالية الأداء القضائي.
ركزت المستشارة بوشعالة أسماء في كلمتها على أهمية تعزيز الأمن المعلوماتي لحماية البيانات الحساسة ضمن المنظومة القضائية، معتبرة أن الثقة الرقمية تمثل أحد الشروط الجوهرية لإنجاح مشروع العدالة الإلكترونية.
وفي السياق ذاته، شددت الأستاذة قادري أمال على ضرورة تكوين المحامين في مجال التقنيات الحديثة لضمان تفاعل فعال مع المنصات الرقمية الجديدة، مؤكدة أن التكوين المتواصل يشكل العمود الفقري لأي إصلاح رقمي مستدام.
أما الأستاذ مباركي جمال الدين لزرق، ممثل نقيب المحامين، فأوضح أن التقاضي الإلكتروني “يمثل بوابة المستقبل” في عالم العدالة، داعيا إلى تعزيز التنسيق بين القضاة، المحامين، والمصالح التقنية لتحقيق انتقال سلس نحو منظومة قضائية رقمية شاملة.
يعد هذا اليوم الدراسي محطة مهمة في مسار تحديث العدالة بالجزائر، إذ يعكس الإرادة المشتركة بين مختلف الفاعلين لتوظيف التكنولوجيا في خدمة المواطن، وتكريس مبدأ العدالة السريعة والعادلة.
ومن خلال ما طُرح من أفكار ورؤى، برزت قناعة راسخة بأن التحول الرقمي في القضاء ليس خيارا تقنيا فحسب، بل هو رهان حضاري يعكس تطور الدولة ومؤسساتها نحو مزيد من الفعالية والشفافية.
الحاج شريفي

