1072
0
"العالية حمزة" المرأة التي أوقفت أرضها لأكبر مقبرة في الجزائر
هي امرأة صالحة وزاهدة جزائرية نايلية (من قبيلة أولاد نايل) ولدت عام 1886 بمنطقة سور الغزلان ولاية البويرة وهي ابنة لأبوين ثريين جدا هما محمد بوترعة وفاطمة شعبان وكانت تعرف بثرائها الكبير وعملها للخير وكفالتها للأيتام.
ابراهيم جعدان
تزوجت العالية من مدرس من بوسعادة اسمه كرميش محمد كان يشتغل في العاصمة كمدرس للغة العربية ولم تنجب في حياتها حيث كانت عاقرا.
لا تجد جزائريا إلاّ وسمع عن مقبرة بضواحي الجزائر العاصمة اسمها "العالية"، هذه المقبرة التي أخذت شهرة واسعة بين مختلف فئات الشعب الجزائري، وهي المقبرة التي حوّت جثامين شخصيات ورؤساء وزعماء ومواطنين، وأصبحت أشهر مقبرة في الجزائر على مرّ السنوات الماضية.
غير أنّ التهميش في كتب التاريخ طال المرأة التي وهبت حياتها لخدمة الفقراء واليتامى، والتي وهبت قطعة الأرض المتواجدة حاليا في العاصمة كمقبرة لدفن الموتى المسلمين في العهد الاستعماري، والتي سمّيت المقبرة باسمها العالية ، والتي أضحت اليوم المقبرة الرسمية التي يدفن فيها العامة بجوار الزعماء والرؤساء الجزائريين.
وتعتبر هذه المرأة النايلية، واسمها الحقيقي عالية حمزة، من النساء اللواتي سخّرن ثروتهن لخدمة الفقراء والمحتاجين في الفترة ما بين 1891 إلى غاية 1932.
"عالية_حمزة"، المرأة التي امتلكت ثروة طائلة، استغلت كثير منها في خدمة الفقراء ومساعدة المحتاجين، بقيت طيلة السنوات الماضية مجهولة لدى كثير من الجزائريين الذين لا يعرفون عنها سوى اسمها، وبقي هذا الاسم "عالية" يتردد في مسامع الجميع ويذكر أمام أسماء شخصيات وزعماء ورؤساء، فكلما ودعت الجزائر شخصية تاريخية من الشخصيات التي صنعت تاريخها، إلاّ وذكرت معها "العالية" رحمها الله.