يعد التحضير البدني العملية التطبيقية لرفع مستوى الحالة التدريية للفرد باكسابه اللياقة البدنية و الحركية ، كما يعتبر من أهم مقومات النجاح في الآداء للنشاط الرياضي و خطوة هامة لتحسين مستوى القدرات البدنية.

للتعرف على مجال التحضير البدني أكثر و الغوص في عالم الآداء البدني ،جمعنا حوار مع المحضر البدني “عبد الله منصوري” ليحدثنا عن تجربته الخاصة في هذا المجال كونه رئيس لجنة وطنية للتحضير البدني و مختص في تكنولوجيا تحليل الآداء البدني كما أشرف على تكوين العشرات من الطلبة و المختصين في هذا المجال، و هو حاليا محضر بدني لفريق شبيبة الساورة .

عبد الله منصوري أول بداية في الرياضة كانت منذ عمر 4 سنوات في رياضة الكاراتيه أين قدمت مشوار قوامه 20 سنة كرياضي ومدرب حاصل على حزام أسود درجة اولى، وبعدها مارست و عملت كمعد بدني في عدة رياضات ألعاب القوى، كمال الأجسام، وكرة القدم،و أيضا متحصل على ليسانس في التدريب الرياضي و ماجيستير ودكتوراه علوم في التحضير البدني وحاليا أستاذ محاضر بجامعة العربي بن مهيدي بام البواقي.

التحضير البدني هي مهمة جد معقدة تهدف لوضع الرياضي في أحسن فورمة بدنية يوم المنافسة من دون أن تؤثر على الفورمة الرياضية ،بينما المعد البدني فهو الشخصية العلمية المكلفة بتحضير الرياضيين و تقييم الأداء البدني والحمل الرياضي للتدريب والمنافسة ويتعدى دوره ومهامه لتأهيل المصابين وإعادة دمجهم و التخطيط للاسترجاع.

في الحقيقة المستوى الجزائري فيما يخص التحضير البدني جد محدود مقارنة مع المستويات القارية من حيث التكوين و الوسائل التكنولوجية الحديثة، المستخدمة في تشخيص ومراقبة وتطوير الآداء البدني وجل الطواقم الفنية تفتقد لكفاءات مختصة في التحضير البدني الحديث.

الاهتمام بات مشروط وواجب على كل نادي ورياضي له طموح في الإحتراف والاحتكاك بالمستوى العالمي، لكن يبقى التسيير العشوائي  للأندية الجزائرية احد أكبر العراقيل، ناهيك عن غياب سياسة التكوين في مجال التحضير البدني واعتماد الجهات المخولة بالتكوين على عروض ومكونيين أكل عليهم الدهر وشرب.

انا حاليا رئيس اللجنة الوطنية للتحضير البدني في الجمعية الوطنية الجزائرية للطب الرياضي أعمل رفقة الأعضاء على بعث هذا التكوين عبر كامل التراب الوطني، كما اعمل على مستوى الجامعة على بعث مشاريع تكوين مهنية في مجال التحضير البدني، ناهيك عن مركز التكوين المهني المحترف ONF الذي اعمل معه على تكوين دوري في مجال التحضير البدني للرياضات الجماعية،الفردية والقتالية ونسعى لإبرام اتفاقيات مع الاتحادات لتسريع عملية التكوين في هذه المهنة.

نعم كنت محضر بدني في فريق إتحاد مدينة عنابة قطعنا شوطا أول إيجابي من حيث النتائج فكنا في المرتبة الأولى خلال فترة الذهاب، وذلك تحقق من خلال عمل منهجي شارك فيه جميع أعضاء الطاقم الفني و ميزه العمل بعتاد تكنولوجي مثل أجهزة POLAR ,GPS,…، أما فترة الإياب ومع تراجع في الحوافز المادية وضمان هدف البقاء في القسم الوطني الثاني تراجع مستوى الإستقرار في العمل أين شهدت التدريبات انقطاع دام لأسابيع بسبب اضراب اللاعبين مما تسبب في تراجع المستوى.

صراحة إستفدت من الفريق جدا خاصة و أني كنت مع طاقم فني رائع و لاعبين  متميزين ، كما تعد النتائج و العمل الجيد الذي قدمته مع إتحاد عنابة هو السبب المباشر لكي أتواجد مع الفريق الحالي ، كما أتمنى أن يكون مشوار محفز و ناجح لفريق شبيبة الساورة لهذه السنة .

اولا يجب ان نفرق بين عملية إعادة التأهيل و عملية اعادة ادماج الرياضي المصاب فهما مرحلتان متكاملتان فالاولى من اختصاص المعالج الطبي الطبيعي والثانية مهمة المعد البدني ، كما يختلف بروتوكول العلاج و الادماج باختلاف :

الإصابة ،درجة الإصابة، مستوى الرياضي، ظروف العلاج،ظروف الفريق والرياضي، وسائل الاسترجاع ..

تمثل رياضة المشي أحسن رياضة لكل فرد يريد أن يحافظ على المستوى الأدنى من اللياقة مع ظرورة الابتعاد عن الاكل غير الصحي مثل الاكل السريع و المشروبات الغازية.

التحضير البدني في الجزائر مازال لم يرى النور و مازال يمشي تحت جناح التدريب الرياضي الكلاسيكي من خلال النظر له بأنه مهمة ثانوية من مهام المدرب الرئيسي، كما أن الصعوبات كثيرة والتحديات مستمرة لكن من الأحسن أن نجعلها حوافز ننطلق منها لتحقيق ماهو أفضل للرياضة الجزائرية.

مشكلة الرياضي الجزائري في غياب التأطير ، وبالتالي أنصح الجهات المسؤولة بتكوين هيئة مرافقة لمسيرة الرياضي المحترف و تكوين مختصين متطوعين لمرافقة الرياضيين الهواة للحفاظ على مشوار الرياضي والعمل على دعمه لأطول فترة ممكنة.