الكوتش عبد الوهاب بن مبارك..تجربة مميزة في عالم التدريب والتغذية الصحية

الكوتش عبد الوهاب بن مبارك شاب في ال 26 من العمر، حضور مميز في عالم التدريب والتغذية الصحية بالموازاة مع صناعة محتوى هادف عبر وسائط التواصل الاجتماعي، لغرس ثقافة صحية ورياضية سليمة من شأنها مساعدة الغير على تبني نمط حياة أفضل.

عبد النور بصحراوي

 كشف الشاب بن مبارك عبد الوهاب أن مشواره في عالم التدريب في مجال الرياضة والتغذية الصحية، انطلق من إحدى قاعات الرياضة بالحي الشعبي ’’ باب الواد’’ حيث تحولت ممارسته للرياضة مع مرور الوقت إلى هوس لدخول هذا الميدان العلمي الحديث في الجزائر.

وأضاف خريج كلية التسيير والاقتصاد بالجزائر العاصمة، أن البداية كانت سنة 2017 عبر تلقيه تكوينات حضورية وعن طريق الأنترنت، حيث أكد أن البداية كانت صعبة وتحمل نوعا من المخاطرة، غير أنه تجاوز ذلك مع مرور الوقت، إلى غاية حصوله على شهادة مدرب تغذية، معتبرا أن الهدف الأسمى من ممارسة هذا التخصص يتمثل في مساعدة الغير على تبني عادات صحية سليمة، ما سيؤدي حتما إلى مرافقتهم في تحدياتهم الاجتماعية، التي كثيرا ما تتعلق بحالتهم الصحية والبدنية.

واقع عالم التدريب

يرى المدرب بن مبارك أن واقع عالم التدريب في الجزائر، يعرف في الآونة الأخيرة تفهما وإقبالا جيدا من المجتمع، عكس البداية التي شابها عدم تقبل هذا التخصص لقلة الوعي.

وفي هذا السياق يعود بنا إلى أول تدريب شخصي قام به عبر الأنترنت، حيث تلقى العديد من ردود الفعل والتعليقات السلبية، إلا أن الوضعية تغيرت حاليا فنمو الوعي بأهمية الرياضة والتغذية الصحية جعلت من الدورات التي يقدمها تجري بعدد مكتمل وبقوائم طويلة في الانتظار.

أما عن بقية متصدري هذا المجال في الجزائر، فيرى بأن هناك أمثلة مميزة تقدم محتويات جيدة، وفي المقابل هناك فئة تقدم محتويات خاطئة ومضرة بالصحة، وهذا ما يستدعي حسبه التسلح بالبحث واكتساب المزيد من المعلومات، عبر الوسائل الكثيرة المتاحة لهذا الغرض، وهذا ما دفعه لاكتساب شهادات جديدة في مجال’’ الفيتناس’’ ومزاولة الدراسة في المعهد الوطني لتكنولوجيا الرياضة بعين البنيان بالعاصمة.

صناعة المحتوى للترويج

أدرك الكوتش بن مبارك، منذ بداية مشواره أهمية الاعتماد على وسائط التواصل الاجتماعي، ليقدم رسالته في ميدان الرياضة والتغذية الصحية، وكانت البداية سنة 2018 حيث انطلق بإمكانيات بسيطة، من خلال عرض بعض الصور والفيديوهات المعرفة بالمجال، ومنذ ذلك الوقت يسعى لتقديم محتوى مدروس ومنهجي، ويراعي في ذات الوقت قيم المجتمع ويلبي حاجياته.

ويشدد محدثنا في هذا المقام على ضرورة تحديد الهدف المتوخى من صناعة المحتوى، وهذا ما يستلزم حسبه التكوين الدوري وعدم الالتفات للمثبطين والأشخاص السلبيين والنظر إلى ما يمكن تقديمه من بصمة فاعلة في حياة ومستقبل الكثيرين.

 

مشاريع واعدة لخدمة التغذية

ولمواصلة مسار تقديم محتوى هادف في مجال التغذية الصحية والرياضة، أنشأ بن مبارك أكاديمية  “بوست يور هيلت أكاديمي” التي تبث محتوياتها عبر منصة رقمية تضم مجموعة من المختصين من أطباء ومدربين في الرياضة والتغذية الصحية وفنيين في مجال الأنفوغرافيا وغيرها والتي يسعى من خلالها إلى التوسع والوصول إلى مختلف دول العالم العربي.

ومن إسهامات الكوتش بن مبارك في هذا المنحى إصداره لكتاب رفقة زوجته، يضم 50 وصفة جزائرية صحية، بالإضافة لاستعداده في المستقبل القريب لإطلاق مسابقة  “علق تعرف”،  عبارة عن أسئلة يستقبلها ويرد عليها عبر الفيسبوك، إلى جانب سلسلة فيديوهات ستعتني وتوجه المهتمين في مجال الرياضة والصحة والتحفيز لتساعدهم على وضع برنامج لمختلف مناحي الحياة.

وتبقى مبادرة دعم المشاريع الصحية الصغيرة، إحدى أهم المشاريع التي أطلقها مؤخرا، وتعنى بالترويج مجانا لمشاريع التغذية الصحية من مختلف ولايات الوطن، عبر حساباته في مختلف وسائط التواصل الاجتماعي والتي يسعى فيها لنشر ثقافة الأكل الصحي والابتعاد عن الأنماط الغذائية المتبعة حاليا.

وحول هذه المبادرة يقول عبد الوهاب بن مبارك: “لقد لاقت هذه المبادرة وقعا مميزا حيث اكتشفنا من خلالها عدة مشاريع واعدة، كما حصلنا على بعض العروض والاشتراكات في مراكز الحجامة وقاعات الرياضة وغيرها، وهذا كله يندرج ضمن سعينا لغرس ثقافة ممارسة الرياضة والأكل الصحي وزيادة الوعي بأهميتهما’’.

رسائل قوية للشباب

رغم إقراره بالأزمة الأخلاقية التي يعاني منها ميدان صناعة المحتوى في الجزائر، وباعتباره أحد الفاعلين البارزين فيه يؤكد الكوتش بن مبارك عبد الوهاب على ضرورة مزاحمة المحتويات الهابطة بمحتويات بديلة هادفة، ترتكز على الإبداع والتطوير، داعيا الشباب الراغب في خوض هذا المضمار إلى عدم الاغترار بالتفاهة الرائجة،والعمل على تكوين أنفسهم وتقديم مضامين مفيدة ومتحكم فيها، مع الاعتماد على البحث المستمر والتطوير الذاتي، لأن المستقبل كما يضيف للمحتوى الأنفع والأصلح.