94

0

الإعلامي والكاتب الرياضي مسعود قادري لبركة نيوز: ’’ قطر ستبهر العالم وستتعب من يحتضن المونديال بعدها

الإعلامي والكاتب الرياضي مسعود قادري لبركة نيوز: ’’ قطر ستبهر العالم وستتعب من يحتضن المونديال بعدها”

تستعد دولة قطر الشقيقة بعد أيام قليلة لاحتضان الحدث الكروي الأول في العالم  مونديال كرة القدم التي ستشكل استضافته سابقة في تاريخ العالم العربي والإسلامي وفرصة مميزة للتعريف بالثقافة العربية والإسلامية وكذا إظهار مدى قدرة الفرد العربي على تحقيق أكبر النجاحات والإنجازات.

وللحديث عن هذا الموضوع بالخصوص وعن تجربة كأس العالم عموما جمعنا حوار مع الصحفي القدير مسعود قادري الذي صال وجال في أكبر التظاهرات الرياضية في العالم ومنها تجربته في كأس العالم وعن مدى خصوصية المونديال العربي المقبل في قطر.

عبد النور بصحراوي

في البداية سيدي لو تتفضلون بنبذة مختصرة عن مساركم في عالم الصحافة؟

بدايتي مع عالم الصحافة كانت سنة 1973 أي بعد عام من حصولي على شهادة البكالوريا شعبة العلوم التجريبية، حيث شاركت في مسابقة لاختيار المحررين بجريدة الشعب والتي مكنتني من اكتشاف موهبتي وميولي لعالم الكتابة.

التحقت أولا بالقسم الدولي ثم شغلت رئاسة القسم الرياضي من سنة 1975إلى غاية 1985 السنة ذاتها التي أسست فيها جريدة المنتخب وهي أول جريدة رياضية في الجزائر حيث عملت فيها كرئيس تحرير ثم مديرا عاما لها إلى غاية سنة 1994.

وبعد ذلك عينت مديرا للاتصال بالمؤسسة الوطنية للبث الإذاعي والتلفزي ورئيس تحرير للمجلة التقنية ’’ الجزائرية للبث، كما كنت مراسلا لبعض المجلات والجرائد العربية على غرار يومية الرياض السعودية ومجلة الوطن الرياضي اللبنانية.

أما من جانب تغطيتي للأحداث الرياضية الكبرى فقد شاركت في تغطية العديد منها على غرار طبعات كأس العالم لسنوات 90.86.82 والألعاب الأولمبية سنة 1988 وكذا مختلف البطولات على المستوى العربي والإفريقي والمتوسطي.

ماذا لو تحدثنا عن تجربتك في تغطية 3 نسخ من كأس العالم وأهم ما امتازت به؟

قصتي مع تغطية منافسات كأس العالم لكرة القدم انطلقت سنة 1982 مع مونديال إسبانيا حيث كانت تجربة جيدة وثرية من الناحية المهنية حيث اكتشفنا عالما مغايرا لما كنا نعيشه نحن الإعلاميون في الجزائر وخاصة من ناحية الإمكانيات والمراجع في حين كنا نحن حبيسي القلم والأوراق أحيانا والهاتف المرهق أحيانا أخرى حتى في إبلاغ بعض الأخبار الصغيرة.

كما كانت هذه التجربة المونديالية الأولى فرصة للاستفادة والاحتكاك بالصحفيين من مختلف الأقطار وهذا ما ساعدنا في اكتساب مهارات جديدة من ناحية تغطية المباريات وكيفية إعداد بطاقات فنية حولها إلى جانب الاستعانة بالإحصائيات التي تمهد لتقديم تحليل منطقي عن المباريات بالإضافة إلى وقوفي على عدة مراجع عن كرة القدم وهذا ما فتح عيني على ضرورة تأليف مرجع رياضي باللغة العربية يكون مرجعا لتغطية المنافسات الكبرى ومنها كأس العالم وهذا ما تحقق فيما بعد.

وفيما يخص مونديال المكسيك 1986 فالإمكانيات زادت تطورا وبقينا نحن نراوح مكاننا ونعاني من نفس المشاكل التقنية خاصة مع بعد المسافة وعامل اللغة وغلاء فاتورة الهاتف لكنها كانت تجربة مفيدة جدا من الناحية الإعلامية.

أما مونديال 1990 في إيطاليا فالتغطية كانت أسهل لأنها تزامنت مع بدء العمل بالفاكس وكانت دورة مميزة وناجحة.

حدثنا عن الجانب الرياضي والجماهيري لهذه الدورات وعما تحتفظ به كذكريات وأحداث طريفة؟

من الجانب الرياضي كما تعلمون فقد شهد مونديال 1982 أول مشاركة للجزائر في هذا المحفل العالمي وفيها حققنا الفوز التاريخي على منتخب ألمانيا الغربية ما أعطى سمعة كبيرة للجزائر والتي انتهت للأسف بفضيحة التلاعب بنتيجة المباراة الأخيرة بين ألمانيا والنمسا والتي كانت فيما بعد السبب في تغيير قانون لعب المباريات الأخيرة في الدور الأول الذي أصبح في نفس التوقيت.

أما المشاركة الثانية لمنتخبنا سنة 1986 بالمكسيك فقد كانت فاترة رغم جودة اللاعبين الموجودين آنذاك لنخرج مرة ثانية من نفس الدور.

و فيما يخص الناحية الرياضية عموما فقد كانت دورات ناجحة بامتياز وزادها ألقا البعد الجماهيري الذي وقفنا فيه على شعبية كرة القدم الجارفة وخاصة في المكسيك حيث يكاد ’’يعبد’’ الناس هناك كرة القدم، كما أثبت الشعب الإيطالي سنة 90 أنه شعب محب لكرة القدم رغم خسارته في نصف نهائي البطولة.

وفيما يتعلق ببعض الذكريات العالقة في ذهني فهي كثيرة أبرزها تفتيش الصحفيين الجزائريين في دالاس الأمريكية وهم في طريقهم لتغطية مونديال المكسيك للاشتباه فيهم أنهم ليبيون نظرا للعلاقات المتأزمة آنذاك بين الولايات المتحدة الأمريكية وليبيا.

وفي المكسيك أيضا شهدنا رفقة أحد الزملاء من الصحفيين التونسيين اعتناق أحد المكسيكيين للإسلام كما تميزتا نسختا 82 و86 بتزامنهما مع شهر رمضان الفضيل حيث كنا نعتمد على إمكانياتنا الخاصة في التزود بالطعام إلى جانب بعض المتاعب في التنقل ليلا عبر القطار لتغطية المباريات في كأس العالم سنة 1990.

ومما بقي راسخا في ذهني مشاهدتي لأحد الجماهير في المكسيك وهو يسجد للاعب البرازيلي الشهير ’’ بيليه’’ ويقبل حذاءه وهو ما يعبر عن الشغف الكبير بلعبة كرة القدم في تلك البلاد كما لا أنسى مباراة نصف النهائي في كأس العالم 1990 التي جمعت البلد المستضيف إيطاليا ومنتخب الأرجنتين بقيادة مارادونا حيث كانت نصف الجماهير الإيطالية الحاضرة في الملعب تشجع الأرجنتين لحبها لمارادونا وخاصة سكان نابولي وهذا عائد لما قدمه لهم ولمدينتهم من تاريخ كروي كبير.

تستعد قطر بعد أيام قليلة لاستضافة النسخة ال 22 من بطولة كأس العالم…كيف ترون هذه التجربة الأولى في عالمنا العربي الإسلامي؟

أعتقد أن استضافة دولة قطر لكأس العالم هو شرف كبير للأمة العربية والإسلامية وهي كذلك نتيجة لما رصدته من إمكانيات مالية ومادية وضمانات كبيرة جعلت من المكتب التنفيذي للفيفا يقرر منحها هذا الشرف المستحق.

وفي نفس الاتجاه أعتقد جازما أن دورة قطر ستكون الأحسن من جميع الجوانب وهذا لبنيتها التحتية المتطورة وإمكانياتها التكنولوجية الهائلة وخاصة ما تعلق بالتكييف والمواصلات ما سيجعل اللاعبين والجماهير في راحة تامة.

وأستغل هذا المنبر لأدعو كل العرب والمسلمين للوقوف مع قطر والعمل معا على إخراج المحفل العالمي في أبهى صورة ستتعب من يعمل على مضاهاتها في المستقبل.

ما هي قراءتكم للحملة الإعلامية الغربية التي شنت ضد استضافة دولة قطر لبطولة كأس العالم 2022?

في الحقيقة ما وقع ويقع تباعا من هجمة شرسة من بعض الدوائر الإعلامية والسياسية في الغرب ينافي تماما مواثيق ومبادئ الحركة الأولمبية والرياضية في العالم ويظهر جليا مدى تأثر الاتحاد الدولي لكرة القدم ’’ فيفا’’ وخضوعه للمواقف السياسية الخاصة بالدول الكبرى.

كما أرى أن هذه الحملة المسعورة والتي تصدر لأول مرة لا مبرر لها وخاصة أن دولة قطر وضعت كل الإمكانيات لإنجاح هذه البطولة على جميع المستويات بالإضافة إلى أنه من حق من الدولة المنظمة أن تختار الطريقة الأنسب في استقبال ضيوفها والتي تتماشى مع مبادئها وقيمها وما على كل زائر لها إلا أن يحترم هذه القيم.

وأضيف أيضا بأن هذه الحملة هي تعبير واضح عن سياسية الكيل بمكيالين التي ينتهجها الغرب الذي يدعي الحرية والديمقراطية عندما يتعلق الأمر بكل ما يمت بصلة لعالمنا العربي الإسلامي ما يوجب علينا حشد المزيد من الدعم لدولة قطر الشقيقة.

بحكم مساركم الطويل في عالم الصحافة والذي جاوز 40 سنة ما هي توجيهاتكم للصحفيين الذين سيعملون على تغطية كأس العالم؟

في الحقيقة أنها فرصة كبيرة ومميزة باعتبار بطولة كأس العالم لكرة إحدى الأحداث الرياضية الكبرى في العالم فلابد إذا من استغلالها وجعلها فرصة للتكوين والاحتكاك والاستفادة من تجارب وسائل الإعلام المختلفة بالإضافة إلى الحرص على تقديم معالجات موضوعية للحدث الرياضي تتبنى الاختصار والتركيز والاستعانة بالأرقام والإحصائيات والتحليل من قب مختصين ما يكفل تقديم خدمة إعلامية تكون في مستوى الحدث الرياضي الأبرز في عالم الكرة المستديرة.

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services