493
0
الأسيرة سمر صبيح.. وضعت مولودها مكبلة اليدين والرجلين بقيود حديدية

أسيرة بوضع خاص، وضعت مولودها الأول بزنزانة السجن وهي مكبلة اليدين والرجلين بقيود حديدية خانقة، في أقسى وأبشع صورة وحشية خادشة للقيم الانسانية، أبان فيها الاحتلال الصهيوني عن جبنه وخرقه لمختلف قوانين الأرض والسماء، الاسيرة المحررة سمر صبيح حرمت من العلاج والتعليم والهواء والحرية..إنها قصة تحمل الكثير من الألم والصمود والتكلفة الباهظة للحرية، إنها قصة فلسطينية شابة زعزعت المحتل من داخل زنزانة صغيرة.
فضيلة بودريش
داهم الاحتلال الصهيوني منزل زوجها بمدينة طولكرم عام 2005 في جنح الظلام ليصادر منها الحرية ويسرق منها الحياة والاحلام بأبشع طريقة، فحملها مباشرة بعد تهجم فظيع، وتم اقتيادها معصوبة العينين، ومقيّدة إلى مركز تحقيق المسكوبية الكائن في القدس، غير عابئين بأنها حامل بمولودها الأول.
استغرقت مدة التحقيق داخل زنزانة انفرادية مدة لا تقل عن ثمانية أسابيع، فعزلت أيادي الاحتلال عن سمر الشمس والهواء والرعاية الصحية والغذائية التي تحتاجها المرأة الحامل بشكل ضروري، حيث وجهت لها تهما غير مؤسسة ومن دون دليل، وادعى الاحتلال أنها تدير أعمال طلابية، وعقب ذلك رحلت مباشرة نحو السجن.
طلبت الأسيرة السابقة من إدارة مصلحة السجون، بمنحها فرصة وضع مولودها في ظروف إنسانية تطبيقا لاتفاقية جنيف الرابعة، التي تنصّ على احترام الأسرى، لكنها قوبلت بالرفض الصهيوني، علما أن ابنها براء الذي يبلغ من العمر اليوم 15 عاما، ولد بعد عملية قيصرية، ووالدته على سرير في مستشفى الاحتلال، مكبّلة الأيدي والأرجل، بقيود حديدية وتحت حراسة أمنية مشددة.
لقبت الأسيرة المحررة سمر صبيح بــ “والدة أصغر أسير” حيث مكثت في السجون الصهيونية مدة عامين و8 أشهر رفقة رضيعها. الجدير بالإشارة فإن الطفل “براء” تحرر رفقة والدته من السجن بعمر عامين، وخلفت الظروفً غير إنسانية التي عاشها من داخل أسوار السجن جرحا عميقا في نفسه، حيث صعب اندماجه في المحيط والمجتمع، فكان يرتعب لرؤيته العصافير أو أي كائنات أخرى.