اختُتمت مساء الثلاثاء،  بملعب 19 ماي 1956، في عنابة فعاليات الطبعة الأولى من الألعاب الإفريقية المدرسية في أجواء احتفالية مميزة بعد عشرة أيام كاملة من التنافس النزيه الذي جمع تلاميذ القارة السمراء على أرض الجزائر في مشهد وحدوي يعكس روح التضامن الإفريقي

ماريا لعجال 

وحسب بيان لوزارة التربية، فقد أشرف وزير التربية الوطنية محمد صغير سعداوي رفقة وزير الرياضة وليد صادي ووزير الشباب المكلف بالمجلس الأعلى للشباب مصطفى حيداوي على مراسم الاختتام الرسمي لهذا الحدث القاري الذي نظمته جمعية اللجان الأولمبية الوطنية الإفريقية بالتعاون مع وزارة الرياضة الجزائرية

وشهد هذا الحدث حضور ممثلين عن الاتحاد الدولي للرياضة المدرسية وعدد من وزراء الرياضة الأفارقة وولاة الولايات الأربع التي احتضنت المنافسات وهي عنابة قسنطينة سطيف وسكيكدة إضافة إلى وفود تعليمية ورياضية من 49 دولة إفريقية

وتصدرت الجزائر الترتيب العام بجدارة بمجموع 244 ميدالية منها 103 ذهبية و81 فضية و61 برونزية تلتها مصر في المركز الثاني بـ 115 ميدالية وتونس في المركز الثالث بـ 155 ميدالية بعد أداء مميز للرياضيين التلاميذ عكس تطور الرياضة المدرسية الجزائرية ونجاعة العمل القاعدي في تكوين المواهب

وتقديرًا لجهوده في دعم الرياضة المدرسية كرّمت جمعية اللجان الأولمبية الوطنية الإفريقية رئيس الجمهورية بالميدالية الذهبية عربون اعتراف وامتنان لاحتضانه المبادرة ودعمه لإنجاحها

وشهد حفل الاختتام تسليم راية تنظيم الدورة المقبلة إلى دولة نيجيريا التي ستحتضن النسخة الثانية سنة 2027 في لحظة رمزية تؤكد استمرارية المبادرة وتعزيز أواصر التعاون الرياضي بين بلدان القارة

الطبعة الأولى عرفت مشاركة أكثر من 1700 تلميذ وأزيد من 700 مؤطر في 21 اختصاصًا رياضيًا منها ألعاب القوى الجيدو الملاكمة التنس كرة القدم السباحة المصارعة الجمباز الفروسية وغيرها حيث جرت المنافسات في منشآت رياضية عصرية وبمستوى تنظيمي لقي إشادة واسعة من جميع الوفود

وإلى جانب الطابع التنافسي حمل الحدث أبعادًا ثقافية وتربوية وإنسانية من خلال برامج التبادل والأنشطة الموازية والزيارات الميدانية التي سمحت بتقريب الشباب الإفريقي من التراث الجزائري وتعزيز التلاقي والتفاهم بين الأجيال

نجاح هذه الدورة يؤكد التزام الجزائر بقيادة الرئيس تبون بجعل المدرسة مشتلة للمواهب وفضاءً لترسيخ قيم الوحدة والكفاءة ويبرز قدرة البلاد على قيادة المبادرات القارية وصناعة النجاح بتنظيم محكم وإرادة سياسية طموحة وبنية تحتية رياضية متقدمة وشعب يرحب بكل من يشارك في بناء مستقبل إفريقيا الموحد