454

0

أخصائيون يجمعون على ضرورة التكفل النفسي لأمهات ذوي الهمم العالية

تعزيزا لدور المجتمع المدني في  احتواء و دعم المرأة و الأمهات وأطفال الهمم،  نظمت  الخلية الوطنية للمرأة و الطفولة وشؤون الأسرة، في  منظمة عطاء للعمل الخيري  والإنساني، اليوم الثلاثاء، ندوة تفاعلية حول واقع الأمومة وأهم تحدياتها، بعنوان" المرأة و الأمومة... تضحية وواجب"، وذلك بالتنسيق مع الجمعية الثقافية  الجاحظية.

شيماء منصور بوناب

وبالمناسبة ، أكدت آسيا يحياوي، رئيسة الخلية الوطنية للمرأة و الطفولة وشؤون الأسرة، أن الإهتمام بالطفل والمرأة يفرض تعزيز الجهود المشتركة بين أطياف المجتمع المدني و المختصين في إطار تبني مقاربة نوعية تضمن إحتواء الفئات الحساسة بالمجتمع لاسيما ذوي الهمم وذويهم باعتبارهم من بين الأقطاب الأكثر فعالية إذا تم إدماجهم اجتماعيا.

وفي مداخلة للأستاذة سعاد بن جودي، أخصائية عيادية،  أوضحت أن الأم تحمل في جوفها طيلة تسعة أشهر جنينها بكل تقبل و بتوقعات مثالية، لكن تأتيها الصدمة في بعض الأحيان ،بأن وليدها يكون من ذوي الهمم وليست بتلك الصورة التي تخيلتها طيلة حملها.

وتابعت ، هذه الصدمة تخلق في ذات الأم صراع حاد بينها و بين نفسيتها من حيث تقبل الطفل المعاق، الذي  يجعلها في حالة صدمة و  حزن وإنكار تام للواقع .

مؤكدة أن هذه الحالة التي تمر بها المرأة لايمكن الاستهانة بها لأنها أمر جاد وصارم غير عابر يحتاج صبر طويل ودعم حثيث ينقلها من رحلة التقبل إلى رحلة العلاج والإدماج.

التقبل  يكون من الناحية العلمية والنفسية ، مع مرافقة حتمية من العائلة وعلى وجه الخصوص الأب الذي يكون السند الدائم للأم والداعم لها في مسار التكفل بالطفل المعاق. "تضيف ذات المتحدثة".

وفي سياق التكفل النفسي و البيداغوجي و الإجتماعي، لفت فيروز بلخوجة مختصة في  علم النفس العيادي، أن أمهات ذوي الهمم يعشن في بعض الأحيان تهميش و انكار من المجتمع الذي يزيدهن ضغطا على ضغط ،  رغم كل الحملات التحسيسية و الجهود العلمية، لإدماج الطفل المعاق بالمجتمع باعتباره عضو فعال لا يمكن الإغفال عنه.

مشددة في ذلك على أهمية المرافقة الأبوية التي يقدمها الزوج للأم ،بإعتباره العنصر الفعال في الأسرة  التي تستمر بدعمه و تنهار بفشل قيادته .

موضحة، أن الصدمة التي تعيشها الأم تحتاج خاصة في بدايتها لدعم نفسي واحتواء عاطفي من الأب ثم الأسرة و بعدها المجتمع، لأن التكفل يعد عمل مشترك بين أعضاء الأسرة الواحدة  لتعويض النقص الذي يعيشه طفل ذوي الاحتياجات الخاصة ، لتفادي شعوره بالتهميش أو الفشل أو النقص.

بدورها نقلت  الأخصائية النفسية التربوية سعدية بوسعيد، تجربتها كأم لطفلة من ذوي الاحتياجات الخاصة من فئة الصم و البكم، التي كانت مصدر قوتها وعزيمتها .

وفي ذلك قالت،  في الوهلة  الأولى كان تقبل وضع طفلتي صعب جدا ، حين  كنت لاازال  صغيرة ، على تحمل مسؤولية كبيرة وثقيلة مثلها، لكن وبفضل الله تمكنت من شد قوتي وعزمي لبداية رحلتي كأم أمّية بدأت مشوار تعليمها مع ابنتها إلى أن غدوت مختصة نفسية تقدم العون لكل من هم مثل ابنتي.

وفي هذا الصدد ، ذكرت، أن المختصون ميزوا ثلاث انواع من أمهات ذوي الهمم، النوعية الأولى سريعة التقبل تبحث عن حلول لإدماج طفلها وتسعى لتقديم  التكفل المبكر له، بينما النوع الثاني فيشمل من تخجل بصغيرها  وابتلائها بسبب ضغوطات نفسية من الزوج و الأسرة و المجتمع والتي جعلتها غير قادرة على احتوائه ، بينما النوع الثالث، يجمع بين الامهات المنهارات نفسيا وجسديا يعكسون ضعفهن على أطفالهن بشكل عنفي.

 منبهة على أهمية التربية المسجدية كأول تكفل للطفل، من أجل ضمان  إكتسابه اللغة و سلامة مخارج الحروف، فضلا عن ما يجسده  من ألفة وراحة بعيدة عن التمييز و العنصرية.

ومن الجانب، الديني، أكد الإمام و الأستاذ، يحيى صاري، أن الشريعة  الإسلامية نصت و شددت على  رحمة الضعفاء و  أولهم الطفل و المريض والمظلوم، وفيه من التجارب في قصص الصحابة و الانبياء والصالحين من ينصف المريض و الطفل كل وخصوصيته التي احترمها الدين الإسلامي و أنصفها في مواقف عدة.

 في ختام النشاط تم تكريم الأخصائيون والأساتذة المحاضرون عرفانا لجهودهم المبذولة في تثمين مخرجات الندوة، فضلا على تكريم سفيرة التراث الجزائري بفلسطين  تقديرا لمشاركتها وحضورها في النشاط.

 

 

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services