83
0
بهدف ترسيخ الذاكرة ...سعيدة تحيي الذكرى السابعة والستين لمعركة المرجة

شهدت بلدية دوي ثابت بولاية سعيدة إحياء الذكرى السابعة والستين لمعركة المرجة الخالدة (13 أكتوبر 1958)، في مبادرة نظمها نادي التاريخ "الأمير عبد القادر" التابع للمكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية "وانزار عبد الكريم" بمدينة سعيدة، بالتنسيق مع عدد من المؤسسات التربوية والعلمية والثقافية، وبمشاركة فعاليات من المجتمع المدني وشركاء في مجال الحفاظ على الذاكرة الوطنية.
الحاج شريفي
أقيمت الفعاليات بالمدرسة الابتدائية "معارك المرجة" ومتوسطة "الشهيد شنة جلول" بقرية سي عبد الهادي التابعة لبلدية دوي ثابت، بحضور ممثلين عن إذاعة سعيدة الجهوية، قسم التاريخ بجامعة الدكتور مولاي الطاهر، قدماء الحركة الكشفية، جمعية 18 و2 ماي 1945، إضافة إلى المكتبة الفرعية للمطالعة ودار الشباب بدوي ثابت، وجمعية البيئة والسياحة، وعدد من الأساتذة والمهتمين بالتاريخ المحلي.
معركة المرجة… محطة من محطات التضحية الوطنية
تعد معركة المرجة واحدة من أبرز المعارك التي شهدتها المنطقة إبان الثورة التحريرية، حيث جرت يومي 13 و14 أكتوبر 1958 بالموقع الحدودي بين المنطقتين التاريخيتين الخامسة والسادسة (سيدي بلعباس – سعيدة – معسكر)، في موقع جبلي استراتيجي اتخذه جيش التحرير الوطني مركزا لعملياته.
قاد المعركة الشهيد حوزي علي المدعو با علي عن المنطقة السادسة، رفقة الشهيد خير الدين القروجي المعروف باسمه الحربي بن عمير سليمان قائد الكتيبة الثانية بالمنطقة الخامسة. واجه المجاهدون خلال هذه الملحمة قوة عسكرية فرنسية ضخمة قدرت – بحسب شهادات مؤرخة – بحوالي 20 ألف جندي مدعومين بالمظليين والمدفعية الثقيلة والطيران الحربي. ورغم التفاوت الكبير في العتاد والعدة، تجسد خلالها صمود وبطولة لافتة لمجاهدي جيش التحرير الوطني.
وثقت المصادر التاريخية سقوط 147 شهيدا من المنطقة السادسة و90 شهيدا من المنطقة الخامسة، فيما عثر بعد الاستقلال على جماجم العديد من الشهداء داخل بئر قرب ساحة المعركة، ما يعكس بشاعة الجرائم الاستعمارية بحق الجزائريين.
استهل المشاركون التظاهرة بالوقوف عند النصب التذكاري لشهداء المعركة بقرية سي عبد الهادي، حيث قدمت شروحات تاريخية حول خلفيات المعركة وأبطالها. تلتها عروض تاريخية وثقافية من إعداد تلاميذ المؤسسات التعليمية، حملت رسائل وطنية تبرز أهمية التمسك بالذاكرة الجماعية ونقلها للأجيال الصاعدة.
كما شملت التظاهرة تكريم عائلة الشهيد شنة جلول تقديرا لتضحياته، إلى جانب تكريم عدد من المساهمين في إنجاح برنامج الاحتفاء.
وفي كلمة بالمناسبة، جدد مجاهد جيش التحرير الوطني مصطفاي بن ويس المدعو سي ناصر دعوته إلى إطلاق اسم الشهيد سي خير الدين القروجي على الثكنة العسكرية الواقعة بمنطقة المرجة تخليدًا لذكراه ورفاقه الذين ضحوا من أجل استقلال الجزائر.
أكد المنظمون أن إحياء مثل هذه المحطات التاريخية يساهم في غرس روح الانتماء الوطني لدى الناشئة، ويعيد الاعتبار لأبطال ضحوا بأرواحهم دفاعا عن الوطن. كما ثمنوا جهود جميع الشركاء الذين ساهموا في تعزيز رسالة الذاكرة الوطنية وربط الأجيال بتاريخها المجيد.
رحم الله شهداء الجزائر الأبرار.

