تحت اشراف وزير المالية لعزيز فايد، ووزير اقتصاد المعرفة والمؤسسات الناشئة و المؤسسات المصغرة نورالدين واضح، نظمت شركة تسيير بورصة القيم، اليوم الثلاثاء، مراسيم إدراج منصة مستشير  كأول شركة ناشئة  تدرج في بورصة الجزائر. 

شروق طالب 

وفي كلمته الافتتاحية ثمن وزير المالية هذه المراسيم، التي اعتبرها ثمرة برنامج طموح ورغبة سياسية للسلطات العمومية، وعلى راسها  السيد رئيس الجمهورية، الذي أولى إهتماما كبيرا بالقطاع المالي في البلاد، عن طريق إصلاحات عميقة تجلت في إدراج بنكين عموميين القرض الشعبي الجزائري مطلع السنة الماضية، وبنك التنمية المحلية الذي يفصل أسبوع على بداية عملية الاكتتاب لفتح رأسماله، وإدراجه في بورصة الجزائر، ما سيجعل سنة 2025 سنة سوق الأوراق المالية بإمتياز.

كما ذكر بان إهتمام رئيس الجمهورية بمجال المقاولاتية والمؤسسات الناشئة و اقتصاد المعرفة، يتجسد اليوم فعليا من خلال إدراج مؤسسة مستشير، في بورصة الجزائر، وما هي إلا خطوة أولى ونموذج يعتبر قاطرة لعديد المؤسسات الأخرى التي ستطرق أبواب البورصة دون أدنى شك.

وفي ذات السياق، لفت فايد إلى أن عملية إدراج القرض الشعبي الجزائري، رفعت  رأس مال بورصة الجزائر بسبعة أضعاف إلى ما يفوق 521 مليار، بعد أن بلغ 71 مليار دينار نهاية سنة 2023 وينتظر أن ترتفع هذه الأرقام مع إدراج بنك التنمية المحلية، لتفوق 720 مليار دينار، كما شهدت عملية إدراج مؤسسة مستشير أرقام مشجعة، ببيع 125 ألف سهم، ما يمثل 20 بالمئة من رأسمال المؤسسة، بمبلغ 94،6 مليار سنتيم، كحصيلة عامة لهذه العملية، بسعر سهم حدد عند 760 دينار جزائري. 

ومن جانبه قال وزير إقتصاد المعرفة والمؤسسات الناشئة و المؤسسات المصغرة، بان هذا الادراج يدخل في إطار تعزيز وتنويع دعم ومرافقة المؤسسات،  وذلك لان  المؤسسة كما تتقدم  في السوق تحتاج الى تمويل اكثر، ومن جهة اخرى يعكس هذا الإجراء مصداقية المؤسسة الناشئة ونموذج أعمالها. 

وأكد أن  بورصة الجزائر التي بدورها تفتح أبوابها، لكل المؤسسات الناشئة هي واحدة من الميكانيزكات الفعالة التي تسمح برفع رؤوس الأموال وهي مكملة لكل الميكانيزمات الموجودة في السوق، مشيرا  إلى ان  المواطن اليوم يستطيع استعمال مدخراته لتمويل مثل هذه المشاريع الواعدة.

استحداث أقسام جديدة لتبسيط إجراءات الإدراج

ومن جهة أخرى، قال بوزنادة يوسف رئيس لجنة تنظيم عمليات البورصة ومراقبتها في تصريحه لجريدة "بركة نيوز"، بان خطوة الادراج الرسمي للشركة الناشئة "مستشير" في قسم النمو الجديد الذي أنشأته لجنة تنظيم عمليات البورصة ومراقبتها، جاء بموجب التعديلات التي أدخلت على النظام العام لبورصة القيم المنقولة الصادر سنة 2024، والتي أتاحت استحداث أقسام جديدة وتبسيط إجراءات الإدراج، وذلك للمساهمة في تنشيط السوق.

كما أشار بأن إدراج شركة مستشير في البورصة يمثل إشارة قوية ليس للسوق المالي فحسب، بل أيضا للنظام البيئي للمؤسسات الناشئة في الجزائر، الذي اثبت اليوم قدرته على استيعاب هذه المؤسسات الواعدة.

كما اعتبر ذات المتحدث شركة مستشير نموذجاً يحتذى به للمؤسسات الناشئة الطموحة، والتي تسعى إلى اقتحام السوق المالي، مشيرا بان هذا السوق هو سلاح ذو حدين، يمكن أن يرفع الشركة إلى آفاق جديدة، ولكنه يمكن أيضاً ان يكون خلاف ذلك ويشكل تحدياً كبيراً لها.

وبهذا دعا الشركة إلى بذل جهود مضاعفة لتلبية توقعات المستثمرين الذين وضعوا ثقتهم فيها، وتحقيق الأهداف المالية التي حددتها في خطة نموها، بالإضافة إلى التزامها الصارم بمعايير الشفافية والافصاح وفقا للتنظيمات السارية.

الأرقام التي سجلتها البورصة بعد إدراج مؤسسة مستشير 

وفي ذات الشأن، كشف يزيد بن موهوب المدير العام لبروصة الجزائر، على الارقام التي سجلت منذ عملية إدراج مؤسسة مستشير والتي اعتبرها "مشجعة"، حيت تم ببيع 125 ألف سهم، ما يمثل 20 بالمئة من رأسمال المؤسسة، بمبلغ 94،6 مليار سنتيم، كحصيلة عامة لهذه العملية، بسعر سهم حدد عند 760 دينار جزائري.

وأوضح بن موهوب قائلا "على مستوى بورصة الجزائر، نؤمن إيمانا راسخا بأن مستقبل سوق الأوراق المالية تصنعه كل المؤسسات والشركات الجزائرية صغيرة كانت أم كبيرة، وأننا لن ندخر أي جهد في مرافقة جميع المتعاملين الراغبين في خوض هذه التجربة".

وبعد عرض فيديو حول رحلة مستشير التي انطلقت منذ سنة 2022، اعتبر المدير العام للمؤسسة الناشئة مستشير خير الدين بولفعة، بأن وصول مستشير إلى هذا المستوى والتي كانت فكرة وتم تطويرها وبرمجتها من طرف طلبة وشباب جزائريين، يعد بمثابة رسالة امل لكل المؤسسات الناشئة الاخرى، مؤكدا بأن إدراج مستشير في البورصة هي بداية لتوسيع هذا المشروع في الجزائر وفي الاسواق العالمية مستقبلا.