769
0
أبناء بريكة ينتفضون أمام مستشفى بن فليس التهامي لروح أيوب

شهد المركز الإستشفائي الجامعي التهامي بن فليس بباتنة، صباح اليوم، وقفة احتجاجية سلمية نظمها العشرات من أبناء مدينة بريكة، رفعوا خلالها شعارات تندد بما وصفوه بـ"الإهمال الصحي" الذي تسبب في وفاة الشاب أيوب مباركي، بعد تأخر خضوعه للفحوصات الطبية الضرورية، معتبرين الحادثة نتيجة مباشرة لتردي الخدمات الصحية في الولاية المنتدبة بريكة، التي قالوا إنها "مريضة في حد ذاتها".
ضياء الدين سعداوي
المحتجون، الذين تجمعوا أمام البوابة الرئيسية للمستشفى في جو هادئ ومنظم، رفعوا لافتات كتب عليها: "الحق لأيوب" و"كفى صمتًا.. أرواحنا ليست أرقاماً" كما طالبوا بفتح تحقيق جاد وشفاف لتحديد المسؤوليات في وفاة الشاب، مؤكدين أن ما جرى ليس حالة معزولة، بل حلقة جديدة في سلسلة من معاناة المرضى مع أعطاب الأجهزة، ونقص الأطباء الأخصائيين، وسوء التكفل في المؤسسات الصحية.
وقال أحد المشاركين في الوقفة، في تصريح للموقع الإخباري "بركة نيوز"، إن “المأساة التي عاشها أيوب مباركي ليست إلا انعكاساً لوضع كارثي يعرفه قطاع الصحة في بريكة منذ سنوات، حيث الوعود كثيرة، لكن الواقع يزداد سوءا، والمواطن يدفع الثمن في كل مرة”. وأضاف متحسرا: “تكلمنا واحتججنا وكتبنا، لكن لا حياة لمن تنادي، إلى أن وصلنا اليوم إلى فقدان شاب بسبب تأخر فحص سكانار”.
وتأتي هذه الوقفة بعد أيام من موجة الغضب الشعبي التي اجتاحت مواقع التواصل الإجتماعي إثر معاناة الشاب أيوب مباركي داخل مستشفى بن فليس التهامي بباتنة، قبل أن يتوفى بعد أسبوع من المعاناة بسبب تأخر إجراء فحص تشخيصي دقيق، وسط إتهامات لمصحات خاصة برفض استقباله بحجة وزنه الزائد، في وقت ظل المستشفى العمومي عاجزًا عن توفير الخدمة المطلوبة في الوقت المناسب.
المحتجون أكدوا أن مأساة أيوب يجب أن تكون منعطفاً حقيقياً لإصلاح المنظومة الصحية، مشددين على أن قطاع الصحة في بريكة يعيش وضعاً مأساويا منذ سنوات، من نقص التجهيزات إلى غياب التنسيق وضعف الصيانة وندرة الأخصائيين. وأشاروا إلى أن المنطقة "عادت سنوات إلى الوراء"، رغم الوعود المتكررة بتحسين الخدمات وتدعيم المؤسسات الصحية بالأطقم والأجهزة.
كما دعا المشاركون السلطات المحلية والمركزية إلى "نفض الغبار عن هذه المنطقة المنكوبة"، كما وصفوها، والتدخل العاجل لإعادة الإعتبار للقطاع الصحي في الولاية المنتدبة، حتى لا تتكرر مثل هذه المآسي التي تهز الضمير الجمعي وتفقد المواطن ثقته في المرفق العمومي.
في المقابل، لم تصدر إلى غاية كتابة هذه الأسطر أي بيانات رسمية جديدة من مديرية الصحة أو إدارة المستشفى الجامعي بباتنة بخصوص ما تم تداوله أو بشأن نتائج التحقيق الأولي في وفاة المرحوم أيوب مباركي، في وقت تتزايد فيه الدعوات على المنصات الإجتماعية لفتح ملف شامل حول وضعية المؤسسات الصحية في الولاية ومحاسبة كل من يثبت تقصيره في أداء واجبه.
ويبقى الشارع المحلي في بريكة ينتظر تحركاً فعلياً من السلطات يتجاوز الوعود إلى إصلاحات ملموسة، لأن "الصحة"، كما يقول المحتجون، "لم تعد تحتمل البيانات، بل تحتاج قرارات شجاعة تنقذ الأرواح قبل أن تزهق أخرى مثل أيوب".

