274

0

عارضت مشروع قرار بمجلس الامن الدولي.. أمريكا شريكة في إبادة الشعب الفلسطيني في غزة

 سعيد بن عياد 

اللعنة على "حق الفيتو" بمجلس الامن الدولي، الذي يسمح لبلد عضو واحد باختطاف إرادة المجموعة الدولية، كما حدث مرة أخرى مساء يوم الأربعاء 4 جوان 2025 لما رفعت ممثلة الولايات المتحدة الأمريكية يدها للتصويت ب "لا" ضد مشروع قرار يدعو لوقف إطلاق النار دائم وغير مشروط وادخال المساعدات وإطلاق الرهائن في غزة فلسطين متحدية ممثلي اربعة عشر بلدا صوتوا ب"نعم" لانهاء الوضع الحارثي في غزة حيث تتواصل حرب الابادة التي يشنها الكيان الصهيوني مستفيدا من غطاء دبلوماسي واعلامي وعسكري تقدمه حكومات غربية مع صمت دول عربية ركبت قطار التطبيع والخيانة. 
الجزائر التي قادت مسار طرح مشروع القرار وضعت المجموعة الدولية أمام مسؤوليتها القانونية واستطاعت بفضل مجهودات بعثتها الأممية بقيادة عمار بن جامع الذي لم يكل ولم يمل منذ شغل مقعد العضو غير الدائم بمجلس الامن الدولي في جانفي 2024 أن تعزل البلد صاحب المقعد الدائم ليظهر الولايات المتحدة الأمريكية الدولة الوحيدة التي تدير ظهرها للقانون الدولي وتهميش أجهزة الأمم المتحدة والدوس على الشرعية الدولية بما في ذلك تعهدات واشنطن في سنوات سابقة بالعمل على الوصول لحل الدولتين وقد رعت مفاوضات بين الطرفين الفلسطيني والصهيوني قبل أن تتنصل من تعهداتها خاصة في فترة حكم بايدن الملطخة يديه بدماء الأطفال والنساء الحرائر في غزة وها هو خلفه الرئيس دونالد ترامب يسير على نفس العقيدة العنصرية بالرغم من تظاهره بالاختلاف معه. 
لقد هدد ترامب بترحيل الشعب الفلسطيني من غزة عن طريق تشجيع مجرم الحرب نتن ياهو وعصابته النازية بمواصلة مسلسل المحرقة في غزة وحتى في الضفة الغربية ولأنه اصيب بصدمة من قوة وصلابة موقف الفلسطينيين برفض التهجير والبقاء على أرضهم بكل ما يترتب عنه من ضحايا وتدمير غير مسبوق.
أكثر من هذا سقط القناع عن وجه ترامب القبيح ليظهر انه مجرد تاجر حروب ومصاص دماء لما ساوم الفلسطينيين بإدخال المساعدات مقابل الاستسلام الذي لم يقبل به أبناء الشعب الفلسطيني العظيم والا سيحول قطاع غزة البطولة إلى جحيم، وبالفعل بعد أن توصل لاتفاق تحرير رهينتين صمت مطلقا العنان للعدو الصهيوني لتواصل جرائمه الفظيعة بالتقتيل الممنهج والتجويع بالحصار الجائر ومنع إدخال المساعدات الإنسانية وابعاد منظمة الاونروا من الساحة بالتهديد زالاغتيال وتدمير منشأتها.
لقد انهزمت امريكا اخلاقيا أمام العالم كما انهزم الكيان الصهيوني أمام الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية فالمقاومة بوسائل محلية محدودة تقف صلبة أمام جيوش الاحتلال وداعميه خاصة امريكا وبريطانيا وعبيدهم من بلدان أخرى باعت الشرف دعما لكيان مجرم تجاوز كل الخطوط واصبح يشكل خطرا على السلم والأمن الدوليين. 
أمريكا التي تغنت بحقوق الإنسان والحرية انخرطت بوضوح في صف الإجرام الصهيوني بعد أن اصطفت وحيدة بمجلس الامن الدولي تعارض بطريقة ميكانيكية كل جهد يقود إلى وضح حد لحرب إبادة الفلسطينيين والعمل بكل نزاهة على تطبيق القانون الدولي ولعل ازدواجية موقف البيت "الابيض" من المحكمة الجنائية الدولية خير مثال على توظيف الشرعية الدولية وفقا للمصالح الذاتية فقد ايدت واشنطن الجنائية الدولية لما تتابع مسؤولين من العالم الثالث خاصة من افريقيا وتهاجمها في حالة متابعة مجرم الحرب السفاح نتن ياهو وشركاؤه في إبادة الفلسطينيين. 
لقد تأكد أن أمريكا شريكة عمليا في جرائم إبادة الفلسطينيين في غزة حيث تتواصل المذابح التي يرتكبها الجيش الصهيوني ضد الأطفال والنساء دون أن يبادر أكبر وأقوى بلد في العالم للعمل على وضع حد للكارثة الإنسانية بينما يضاعف ترامب الجهود في مناطق نزاع أخرى حيث القوة العسكرية تكبح الجبروت الأمريكي كما هو الحال في الحرب الروسية الاوكرانية، يذرف دموع التماسيح ولا يلتفت لمحرقة غزة فلسطين. 
لم تقدم مندوبة أمريكا حججا مقنعة لتظهر بثوب ممثل للكيان الصهيوني مدافعة عن سردية الاحتلال المفبركة لقطع الطريق أمام اي بارقة أمل تنهي المجازر ولم تطلب حتى إلتزام دولة الاحتلال بحماية المدنيين والمرافق الصحية والبنية التحتية المدنية.
إن الصور التي تناقلتها قنوات التلفزيون عن مجريات جلسة التصويت بمجلس الامن الدولي تظهر مدى العار الذي يلاحق مندوبة امريكا التي كسابقتها يضعها التاريخ في المكان الذي تستحقه بحيث يحرمها التصويت ضد 14 عضوا ايدوا وقف إطلاق النار في غزة من شرف الدخول في تاريخ كبار الدبلوماسيين الداعين للسلم والشرعية الدولية دفاعا عن المستضعفين وردعا للطغاة الصهاينة المعزولين عالميا بالجمعية العامة للأمم المتحدة والمنبوذين حتى في البلدان الغربية حيث لا تتوقف المظاهرات القوية والاحتجاجات الحادة للمطالبة بوقف حرب الابادة في غزة كما هي الصورة في بريطانيا حيث يطالب الشارع حكومة ستارمر بالتوقف عن تزويد المجرمين الصهاينة بالاسلحة والذخائر وقبلها المطالبة بإنهاء التعاون الجامعي معهم بعد أن تمادى الاحتلال الصهيوني في جرائم الابادة مستفيدا من الافلات من العقاب على جرائم القتل والتجويع الذي يموت الأطفال تحت وطأته والعالم عاجز عن انقاذ ما تبقى من شرف الإنسانية.

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services