66

0

إعلان الجزائر يصدر ختاماً للمؤتمر الدولي حول تجريم الاستعمار في أفريقيا

دعوة تاريخية لتصحيح المظالم وجبر الأضرار

اختتمت أشغال المؤتمر الدولي رفيع المستوى حول "تجريم الإستعمار في إفريقيا" الذي انعقد في العاصمة الجزائرية يومي 30 نوفمبر و1 ديسمبر 2025 تحت شعار "نحو تصحيح المظالم التاريخية من خلال تجريم الإستعمار" و قد توجت الإجتماعات بـ"إعلان الجزائر"

ضياء الدين سعداوي 

هذا الإعلان الذي يمثل إرادة جماعية افريقية لإستعادة الحقيقة التاريخية ودفع مسار العدالة وجبر الأضرار.

وجمع المؤتمر وزراء خارجية الدول الأعضاء في الإتحاد الأفريقي المشاركة ورؤساء الوفود وممثلي مفوضية الإتحاد الإفريقي والبرلمان الإفريقي إضافة إلى ممثلين عن منطقة الكاريكوم  وأكاديميين وخبراء وقانونيين ومؤرخين.

تأكيد على المسار الأفريقي للعدالة والذاكرة

وصف الإعلان الصادر المؤتمر بأنه "خطوة سياسية بارزة في المسار الإفريقي العام للعدالة والاعتراف التاريخي وجبر الأضرار وسيادة الذاكرة"مؤكداً انسجامه التام مع موضوع الإتحاد الإفريقي لعام 2025.

واستحضر المجتمعون جملة من القرارات والمواثيق الدولية والإقليمية السابقة بما فيها قرار الإتحاد الإفريقي الخاص بـ "العدالة للأفارقة وللمنحدرين من أصل إفريقي من خلال جبر الضرر" والقرار الذي يصنف العبودية والترحيل والاستعمار كـ "جرائم ضد الإنسانية وإبادة جماعية ضد الشعوب الإفريقية" إلى جانب إعلان أديس أبابا وأبوجا وديربان وأكرا.

تجريم الإستعمار وتأكيد السيادة

أكد الإعلان على مبادئ "الوحدة الإفريقية والعدالة والمساواة والحرية وحق الشعوب في تقرير مصيرها" مشيراً إلى أن هذه المبادئ "انبثقت مباشرة من النضال ضد الهيمنة الإستعمارية" وتواصل توجيه دفاع القارة عن سيادتها.

وأعرب المشاركون عن قلقهم إزاء "بقاء عدد من الأقاليم عبر العالم تحت السيطرة الإستعمارية"، مؤكدين دعمهم "الثابت للشعوب التي تواصل نضالها من أجل الحرية وتقرير المصير بما في ذلك الشعب الفلسطيني الذي يواجه يومياً فظائع الاحتلال".

الإعتراف بالمعاناة وضرورة جبر الأضرار

أقر الإعلان "بأسف عميق" بأن جميع الشعوب الإفريقية عانت تحت الحكم الاستعماري من "انتهاك حقوقها الأساسية ومحاولات محو ثقافاتها ولغاتها وهوياتها ونهب تراثها المادي واللامادي" واعتبر أن هذه التجربة المشتركة تشكل "رصيداً موحداً" يجمع الأفارقة في سعيهم نحو العدالة.

وشدد على أن مسار جبر الأضرار وإن كان "لا يمكن أن يمحو بالكامل حجم المعاناة" إلا أنه "يندرج ضمن واجب العدالة والذاكرة والكرامة"، وهو أمر "غير قابل للانفصال عن السيادة الكاملة لشعوب القارة".

تكريم التضحيات والنضال

وفي نفس السياق أحيا الإعلان "تضحيات جميع الشعوب الإفريقية التي ناضلت باستمرار لإستعادة استقلال بلدانها وسيادتها ولإعادة الإعتبار للحقيقة والعدالة".

يعتبر "إعلان الجزائر" وثيقة مرجعية جديدة في المسار الأفريقي الجماعي لمواجهة إرث الإستعمار وتمهيداً لمرحلة عملية من الدبلوماسية الجماعية والمطالبات الأخلاقية والقانونية الرامية إلى تحقيق الإعتراف التاريخي وتصحيح المظالم.

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services