420
0
8 ماي 1945 ...استذكار لمجازر فرنسا الإستعمارية وجهود وطنية لحماية الذاكرة
.jpg)
تتجدد كل عام ذكرى مجازر الثامن ماي 1945، جريمة أخرى تضاف إلى جرائم فرنسا الإستعمارية، ولكن ماحدث في هذا التاريخ كان ولا يزال على الرغم من بشاعة المجازر والتي راح ضحيتها أكثر من 45 شهيدا، محطة مفصلية في تاريخ الحركة الوطنية ، أين تأكد الشعب الجزائري أن الحرية لا تقطف ثمارها إلا بالسلاح والدم، ومنه كانت بداية الكفاح المسلح.
شيماء منصور بوناب
عرفانا لتضحيات الشعب الجزائري واعترافا بما قدمه تم ترسيم الثامن من ماي كيوم للذاكرة الوطنية، كان ذلك منذ خمس سنوات، من طرف رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون.
قرار سيادي وشجاع
وعن أهمية ترسيم هذا اليوم يؤكد الباحث كمال عيش أن القرار سيادي وتاريخي وشجاع، ولكن اختيار الثامن من ماي لا يعني أن الأحداث الأخرى لا أهمية لها ، بل أن كل يوم بداية من 5 جويلية 1830 الى غاية الإستقلال هو يوم للذاكرة.
وعن دورة النخبة المثقفة في حماية الذاكرة وتبليغها للأجيال شدد الباحث على الأهمية التي تكتسبها النخبة في كتابة التاريخ وتزويد الشباب بالمادة التاريخية الصحيحة، خاصة وأن الجزائر تملك من المقومات والكفاءات العلمية ولديه الكثير من الباحثين والمؤرخين.
وعن يوم الذاكرة أشاد الاستاذ في التاريخ احسن السعيد بالخطوة الإيجابية التي بادر بها رئيس الجمهورية، مبرزا ضرورة أن يمتلك الشعب الجزائري ذاكرة يستلهم منها حاضره ليبني مستقبله، ولكن تخصيص يوم للذاكرة يضيف الباحث السعيد لا يكفي، بل لا بد من توفر أدوات من خلال تأسيس هيئة تجمع بين الباحثين والمؤرخين لتحديد المصطلحات الخاصة بالذاكرة والذاكرة الجماعية والخاصة لأن هناك مد وجزر حول تحديد المصطلحات.
مسؤولية النخبة في حماية الذاكرة
واعتبر الباحث احسن السعيد أن مجازر 8 ماي 1945 ارهاصات الثورة ،حيث اتفقت النخبة منذ ذلك اليوم على ضرورة الكفاح المسلح من أجل تحرير الوطن، وتأكد لهم أنه لا توجد لغة لمخاطبة فرنسا سوى لغة السلاح، وقد أقدم حزب الشعب بعد ذلك على انشاء المنظمة الخاصة التي ضمت خيرة الشباب شجاعة ولياقة وقناعة سياسية.
وحملت المنظمة على عاتقها التحضير للثورة التحريرية فكان العمل العسكري يوازي العمل السياسي، كما كان دور الكشافة الإسلامية بارزا في اعداد الطليعة الأولى التي فجرت الثورة التحريرية أمثال محمد بلوزداد والعربي بن مهيدي وديدوش مراد وغيرهم.
وبخصوص دور المؤرخين والباحثين في تدوين الذاكرة وحمايتها، أشار محدثنا إلى رسالة النخبة في قيادة المجتمع نحو الأفضل مبرزا بالقول "النخبة متوفرة والكفاءات عالية ، علينا أن نحسن انتقاء الشخصيات التي تخدم الوطن بكل إخلاص ممن يملكون عزيمة الشهداء الذين ضحوا بالنفس والنفيس من أجل أن ننعم بالحرية"
جرائم متسلسلة لفرنسا الإستعمارية
ومن جانب آخر ذكر الباحث والبرلماني السابق وأحد مؤسسي جمعية 8 ماي 1945 بوجمعة صويلح ، بجرائم فرنسا الإستعمارية التي بدأت منذ وطئتها أرض الجزائر والتي توصف بجرائم ضد الإنسانية والمنصوص عليها في كل القوانين والمعاهدات، مستشهدا بإبادتها لقبيلة العوفية بالحراش وما ارتكتبته من مذبحة راح ضحيتها 1200 شهيدا في 6 أفريل 1832، والتي تصنف بأبشع الجرائم ضد الإنسانية.
كما تطرق إلى المجازر الاخرى التي حدثت في 17 أكتوبر وأحداث أخرى ، مشددا على ضرورة تجريم الإستعمار وتحمل مسؤوليته كاملة على ارتكابه هذه الجرائم والتي لا تسقط بالتقادم.