104
0
العرب وكأس العالم 2026ٍ ... هل سيدعم إنجاز قطر في أمريكا...؟!

بقلم مسعود قادري
سؤال قد يخطر على بال كل عربي متابع للأحداث الكروية عربيا وعالميا، وينتظر من مشاركة المنتخبات العربية السبعة في الدورة 23 لكأس العالم بالولايات المتحدة، كندا والمكسيك، نتائج تؤكد ما أنجزه المغرب في قطر ولم لا تحسنه ولو بالأداء وبلوغ نفس الدوروالظهور بمظهر المنافس الذي لا يهاب بقية المنافسين ولا ترهبه الأسماء اللامعة التي تنتمي إليها.. !؟.
لقد سبق لمنتخبات عربية أن أطاحت بمنتخبات كبيرة كما فعلت الجزائر سنة 1982 مع ألمانيا، المغرب سنة 86 مع البرتغال ثم إنجاز المنتخبات العربية الثلاثة في دورة قطر 22 بانتصار تونس على بطل العالم السابق والوصيف الحالي (فرنسا)، السعودية مع بطل العالم الحالي (الأرجنتين) وأسود الأطلس المغاربة مع بطل عالمي وآخر أوروبي كبيرين (إسبانيا والبرتغال)..
هذه النتائج تحفز اللاعبين العرب على الإجتهاد ميدانيا لتحقيق نتائج إيجابية في الدورة المقبلة التي جرت قرعة برنامجها التنافسي يوم الجمعة 05ديسمبر2026 بمركز كينيدي بعاصمة الولايات المتحدة الأمريكية واشنطن وتم توزيع المنتخبات المتأهلة عن القارات الخمس ، في الـ 12" مجموعة رباعية بحضور الرئيس الأمريكي ورئيس وأعضاء الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" وممثلين عن الاتحادات الوطنية المنتسبة للفيفا وفي مقدمتها ممثلي المنتخبات الــ 48 المتأهلة للدورة الـ 23 الثلاثية التنظيم الأمريكي، التي ستكون أطول الدورات مدة وأكثرها من حيث عدد المباريات.
لكنها وبكل صرحة ودون مجاملة لن تصل دورة قطر الـ22 " التي جرت سنة 2022 وتميزت بخصوصيات متقدمة جدا ومتحدية في المستوى ، دقة التنظيم وكرم الضيافة وهو ما لا يمكن توفرها من أي دولة حتى ولو كانت الولايات المتحدة الأمريكية وقدراتها المادية والمالية ، فالفرق بين دورة قطر والدورة الأمريكية التي أتوقع أن لا تستمر طويلا بنفس الحجم والعدد والشراكة في التنظيم ، لصعوبة استقبالها لدول متوسطة الإمكانيات أو دول منفردة مهما كانت قدراتها المادية والمالية .. !؟. .
من خصائص الدورة القطرية، أن البلد صغير في مساحته وكبير بمنشآته بقدراته المالية وهياكل استقباله وإمكانياته العامة في الإيواء والخدمات العامة خاصة النقل الذي ساعد الحضور بكل أصنافهم وأطيافهم وطاقاتهم المادية من التنقل بسلاسة بين مرفق وآخر وفي أوقات قياسية .
الجانب المهم الآخر،هو أن دولة قطر عندما ترشحت لتنظيم الدورة لم تكن رغبتها، الكسب المادي من الحدث، بقدر ما كان هدفها استراتيجيا ذو أبعاد، سياسية، اجتماعية واقتصادية وتحديا وطنيا لإثبات الذات وتغيير نظرة الغرب لمكانة العرب ودينهم وسلوكهم وضيافتهم التي لا تماثلهم فيها شعوب العالم قاطبة..!؟. فالحدث خطط له البلد جيدا من مدة طويلة لكسب هياكل اقتصادية ورياضية واجتماعية تضعه بين الدول المتطورة في مختلف ميادين الحياة. وقد عمل أهل هذا القطر العربي الصغير بجدية لتحقيق هذه المكاسب التي رفعت من سمعة وطنهم وقيمته على الساحة الدولية في مختلف النشاطات:الرياضية، الثقافية، الفنية ،العلمية ،التقنية والإبداعية لفتحها مجال التنافس الحر في كل مجالات الحياة إلى جانب الدور السياسي المحوري والرائد في العلاقات الدولية عبر الوساطة الخيرية لتحقيق السلم والأمن في العالم...!
هذه أهداف دولة قطر التي حققتها بامتياز بفضل الله وإخلاص أبنائها ورفعت بها سقف التحدي لكل الدول المنظمة التي ترى في نهائيات كأس العالم مناسبة للاتجار والكسب المادي والثراء ومحطة لكسب المزيد من المنافع الاقتصادية..
فالدورة الأمريكية الثلاثية التنظيم (أمريكا، كندا والمكسيك) والتي يشارك فيها لأول مرة 48 منتخبا ، تدوم شهرأونصف الشهرـ من 11جوان " يونيو" إلى 19 جويلية " يوليو"2026، ستكون لها انعكاسات سلبية على المنتخبات التي تتأهل للأدوار المتقدمة لطول مدة المنافسة والتركيزعلى المباريات ، بينما سيكون لبعد المسافات بين المدن والمرافق ـ رغم توفر وسائل النقل الجوي بالتأكيد !؟ـ
تأثير آخر على المتابعين للمباريات وفي مقدمتهم، الصحفيون الذين سيلجأ أغلبهم إلى وسائل الإتصال الحديثة وفي مقدمتها النقل المباشر تلفزيا وعبر الوسائط الأخرى من المراكز الصحفية الرئيسية دون حضور المباريات بالتنقل يوميا من قارة لأخرى تفاديا لبعد المسافات والتأثر بالفارق الزمني بين الجهات التي تجري فيها المباريات عبر ملاعب مدن التنظيم في الدول الثلاث ..
الجانب الذي مكن اعتباره إيجابيا يتمثل يفي رفع عدد المنتخبات المشاركة من 32 إلى 48 وبه استعادت بعض القارات حقوقها التمثيلية فارتفعت حصة القارات من 05 مقاعد للقارة الإفريقية إلى 09 ومن 04 مقاعد لآسيا إلى ثمانية وهو ماجعل العرب المنتمين للقارتين يحضرون العرس الأمريكي الكبير بسبعة منتخبات، أربعة من إفريقيا، المغرب، تونس، الجزائر ومصر، وثلاثة من آسيا: السعودية، قطر والأردن في أول مشاركة لها.
وسنتعرض للمشاركة العربية في كأس العالم من خلال عرض موجز لكل ما أنجزه ممثلو العرب في كل الدورات التي حضروها ثم ماذا ينتظر من هذه المنتخبات وخاصة التي صارت دائمة الحضور في العرس العالمي منذ ربع قرن تقريبا ...
مسيرة العرب في كأس العالم ...؟
الحضور العربي في نهائيات كأس العالم كان مبكرا مع التمثيل المصري للعرب والأفارقة في الدورة الثانية بإيطاليا سنة 1934 وكان تنظيم المنافسة النهائية وقتها بإقصائيات مباشرة ـ خروج المغلوب بعد مباراة واحدة تقطع من أجلها مسافات وتدفع التكاليف وربما لخطأ بسيط يغادر الدورة. !؟ ـ نظام المجموعات الرباعية بدأ العمل به في دورة البرازيل 1950 واستمر كذلك في الدورات اللاحقة مع تغييرات في بعض الدورات باختيار نظام المجموعات في الدور الثاني أيضا كما حدث في دورات 1974 ، 1978و 1982وعاد إلى نفس النظام مع ارتفاع عدد المنتخبات من 16 إلى 24 ثم إلى 32 بداية من دورة فرنسا 1998 إلى قطر 2022 ليرتفع في الدورة الأمريكية إلى 48 منتخبا موزعة على 12 مجموعة تِؤهل كل واحدة رائديها إضافة إلى أحسن ثماني منتخبات تحتل المركز الثالث لتشكيل مباريات الدور ـ 32 وتتواصل المنافسة بعدها إقصائية إلى النهائي ..
قلت، إن الحضور العربي كان في دورة إيطاليا التي غابت عنها عدة منتخبات عالمية، منها بطل العالم الأول ـ الأورغواي ـ احتجاجا على غياب المنتخبات الأوروبية عن دورته قبل أربع سنوات (1930).
وهي أول دورة يغيب عنها البطل كما قاطعتها إنجلترا ومنتخبات بريطانيا (اسكتلندا، بلاد الغال، إيرلندا بشطريها إلى جانب منتخب الأسود الثلاثة لإنجلترا طبعا) ترفعا على المنافسة وتقليلا من قيمتها ،مقارنة بمستوى الكرة الإنجليزية وقتها !...
انطلقت الدورة بـ 16منتخبا وهي واحدة من الدورات التي أعيدت فيها مباراة انتهت بالتعادل بين إيطاليا وإسبانيا... القارة العجوز ـ أوروبا ـ كان لها الحظ الوافر من المنتخبات الحاضرة، 12 منتخبا من 16 ،3 لقارة أمريكا بشطريها وواحد لقارتي إفريقيا وآسيا بما فيها تركيا وعادت للمنتخب المصري..
لعب الفراعنة مباراة قوية جدا ضد المجر وخرجوا بشرف وبهزيمة ضعيفة (2/4) أمام عمالقة المجر مسجلين اسم عبد الرحمن فوزي كأول مهاجم عربي وإفريقي يدخل السجل الذهبي للمنافسة العالمية بتوقيع الهدفين المصريين في المرمى المجرى..
انقطع العرب عن المشاركة في الدورات الموالية حيث كانت التصفيات مجحفة والسيطرة الأوروبية على الفيفا مطلقة ومحكمة، فلا مجال للتفكير في القارات التي كانت تحت الهيمنة الأوروبية رغم أن نجوما كثيرة منها كانت تصنع مجد الكرة الأوربية من خلال التواجد في العديد من أندية دول القارة العجوز الناكرة للجميل والمعروف.. !؟..
بعد 36 سنة من الغياب وبالتحديد في دورة المكسيك الأولى سنة 1970، عاد العرب إلى النهائيات مع أسود الأطلس المغاربة الذين مثلوا العرب وإفريقيا بوجه مقبول أداء رغم النتائج المتواضعة، انهزام أمام المانيا الغربية (1\2) والبيرو(0\3)وتعادل (1\1) مع بلغاريا، لكن أداء بعض النجوم المغربية غير نوعا ما نظرة الأوروبيين عن مستوى الكرة الإفريقية والعربية تدريجيا على مستوى الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا " بالدرجة الأولى
بعدها بثماني سنوات، كانت نسور قرطاج التونسية على موعد مع أول حضور لها في الأرجنتين وكان بروزها واضحا في مجموعتها خاصة بعد الفوز الكبير على المكسيك (3\1) وتعادل سلبي مع الألمان وهزيمة واحدة (0\1) أمام بولندا،وقد قدم رجال المدرب عبد المجيد الشتالي وقتها مستوى رفيعا عن الكرة العربية بفضل الجيل الذهبي للكرة التونسية.
في الدورة الموالية 1982 التي ارتفع عدد المتأهلين لها من 16 منتخبا 24، كانت حصة إفريقيا منتخبين،هما الجزائر والكاميرون وقد مثل العرب بمنتخب الكويت الشقيق ليكون التمثيل العربي بمنتخبين.
كانت للجزائر فيه الكلمة الفصل بانتصار تاريخي لاغبار عليه على الألمان (2\1) كسروا به عنجهية وغرور"المانشافت" وبعض لاعبيها الذين تمادي في حربهم النفسية المحتقرة لقيمة منافسيهم ، وبعد هزيمتهم لجأوا إلى التواطؤ مع جيرانهم النمساويين لإقصاء الجزائر رغم انتصارها الثاني على الشيلي(3\2) وانهزامها أمام النمسا (0|2) لتخرج مرفوعة الرأس ومدعمة من الاتحاد الدولي وكل محبي الكرة الذين استاؤوا لما فعله الألمان والنمساويون بسلوكهم غير الرياضي الذي أدي بالاتحاد الدولي إلى تغيير قانوني صان حرمة المنافسة وقضى على كل صورالتلاعب من خلال القرار الذي غير مجرى كل المنافسات العالمية التي تشرف عليها الفيفا بإجراء مباريات الجولة الأخيرة للمجموعات في كل الدورات في وقت واحد تفاديا للحسابات والمغالطات غير الرياضية .؟ !.
أماالحضور الكويتي في إسبانيا، فكان شرفيا سجلت فيه تعادلا إيجابيا (1\1) أمام تشيكوسلوفاكيا وانهزامين أمام فرنسا وإنجلترا4\1) و(1\0) على التوالي.
في الدورة الموالية بالمكسيك 1986، مثل العرب بثلاثة منتخبات، المغرب، الجزائر والعراق كانت تمثيل أسود الأطلس أحسن من رفيقيها.. فالعراق انهزم في مبارياته الثلاث والجزائر انهزمت في اثنتين وتعادلت في واحدة، بينما تعادل المغرب في مباراتيه سلبيا مع إنجلترا وبولونيا وفازعلى البرتغال بثلاثية لواحد (3\1) ليرتقي إلى الدور الثاني ويقف ندا عنيدا امام ألمان الغربيين بكنباوروماتيوس الذي كان له الحظ في الفصل بين المنتخبين بمخادعة الحارس بادو زاكي بهدف من مخالفة بعيدة سكنت الشباك لكنها لم تنقص من قيمة التيموني ،البياز وبودربالة وغيرهم من نجوم المغرب في تلك الفترة ...
في دورة إيطاليا الثانية سنة 1990 كان من محاسن الصدف أن يمثل العرب لثاني مرة ببلد"الكالتشيو"، منتخب مصمع منتخب الإمارات الذي حضر في جولة سياحية أكثر منها تنافسية.
فبينما اكتفى الفراعنة بقيادة المدرب محمود الجوهري رحمه الله بالدفاع عن سمعة الكرة المصرية والمحافظة على نظافة الشباك قدر الإمكان ضد ثلاثة منتخبات قوية في مجموعة بباليرمو، هولندا بكل طواحينها التي تحرك دوريات أوروبا خاصة الإيطالية والهولندية وغيرهما ، إنجلترا و إيرلنداالجنوبية ..الفراعنة هزموا مرة واحدة أمام إنجلترا بهدف يتيم وتعادلوا (1\1) مع هولندا وبدون أهداف مع إيرلندا الجنوبية، أما منتخب الإمارات فتقبل ثلاث هزائم سجل فيها هدفان شرفيان واستقبلت شباكه 11هدفا ...
المهم كانت تجربة لهم ولغيرهم.. فمبدأ العرب المعروف ،هو " المهم المشاركة والحضور من أجل الحضور... ! " لكن يبقى العمل والتنظيم لرفع قيمة هذا الحضور في المنافسات العالمية خاصة أن كثيرا من العرب يملكون من الطاقات الشبابية والإمكانات المادية مالا يتوفرلغيرهم ، إلا أن المشرفين على التنظيمات الرياضية في البلاد كلها تنقصها الجدية في العمل وطول الأمل وانتظار المعجزات الخارقة التي تركز عملها على موهبة أو اثنتين خارقتين ، وهذا ما لا يتم في عالم الرياضة الحديث الذي صار فيه كل شيء مبرمج ومخطط ويخضع لقواعد علمية ومعايير نظامية وتنظيمية لامجال فيها للإرتجال والعشوائية والحظ الذي تبقى نسبته ضئيلة جدا في أي منافسة كروية أو غيرها ...
في الدورة الأمريكية سنة 1994 شارك منتخبان عربيان جمعتهما القرعة في فوج واحد مع منتخبي دولتين من البنلوكس ـ هولندا وبلجيكاـ. كانت المشاركة الثالثة لأسود الأطلس بينما كانت باكورة الأخضرالسعودي الذي تنقل إلى أمريكا بجيل من اللاعبين الممتازين أبرزهم المهاجمين ماجد عبد الله ـ عميد اللاعبين العرب في كأس العالم ـ والمهاجمين فؤاد أنور، سامي الجابر وسعيد العويران الذين قادوا الأخضر إلى ثمن النهائي على حساب المغرب المنهزم في المباريات الثلاث وهولندا المبعدة بفارق الأهداف مع بلجيكا.
الأخضر السعودي حقق المطلوب في مشاركته الأولى بالعرس العالمي وهي أحسن مشاركة له في باقي الدورات التي حضرها والتي كانت الثانية منها في فرنسا 1998 مع المغرب وتونس، فكانت نتائج المغرب جيدة بفرنسا مقارنة بنتائج الأخضر السعودي ونسورقرطاج التونسيين المكتفيين بتعادل واحد لكل منهما مقابل فوز للمغرب أمامإسكتلندا (3\0) وتعادل أمام النرويج (2\2) وهزيمة أمام البرازيل(0\3). في الدور الآسيوية الأولى بكوريا واليابان2002،مثلت الكرة العربية بالأخضر السعودي مساندا بنسور قرطاج التونسيين. فالأخضرجمعته القرعة بوصيف بطل الدورة ـ المانيا ـ التي أمطرت شباكهبثمانيةأهداف (0\8) أضافت لها إيرلندا الجنوبية ثلاثية أخرى(0\3)ولم يسجل الأخضر أي هدففي مشاركته الثالثة،.بينمانسور تونس سجلوا تعادلا وحيدا وهدفا فريدا مع بلجيكا وعاد الجميع إلى القواعد سالمين.. فالمهم الحضور والمشاركة وإثراء السجل السياحي... !؟ .
في الدورة الموالية بألمانيا سنة 2006، كان الأخضر السعودي في رابع مشاركة له ونسور قرطاج التونسيين في نفس الوضعيةومن غريب الصدف أن التقىالمنتخبان في فوج واحد ـالثامن ـ مع أكرانيا وإسبانيا فتعادلا في لقائهما (2\2) وانهزما في اللقاءين الآخرين ضد اسبانيا وأكرانياوعادا إلى الديار معززين مكرمين ...
في الدورة الإفريقية الأولى سنة 2010 بجنوب إفريقيا لم يكن تمثيل العرب من طرف غزلان الجزائر أحسن بكثير من سابقيه في الدورات الثلاث الأخيرة حيث اكتفى الممثل العربي الوحيد في الدورة بتسجيل تعادل سلبي ضد إنجلترا والانهزام في اللقاءين الآخرين بنفس النتيجة (0\1) أمام سلوفينيا والولايات المتحدة الأمريكية لكنه حسن التمثيل ورفع المستوى في الدورة الموالية بالبرازيل 2014 التي أبدع فيها الجزائريون بانتصارين على كوريا الجنوبية وروسيا وانهزام أمام بلجيكا ليمروا معها إلى ثمن النهائيويواجهوا الألمان بنديةليخرجوا برأس مرفوعة (2\3) بعد الوقت الإضافي لكنالخضر غابوا عن الدورتين المواليتين تاركين التمثيل لغيرهم من العرب في دورتي روسيا 2018وقطر 2022...
ففي الدورة الروسية التي نظمت لأول مرة ببلد من شرق أوروبا. كان الحضور العربي مكثفا بثلاثة منتخبات إفريقية والأخضر السعودي في خامس مشاركة له مع المغرب وتونس بينما كانت المشاركة الثالثة لمصر.. قرعة الدورة لم ترحم الشقيقين المصري والسعودي فأوقعتهما في فوجواحدمع البلد المنظم ـ روسيا ت وأورغواي. وكانت الحصيلة مخيبة للفراعنة الذين خسرواالمباريات الثلاث ضد كل من روسيا (1\3)، أورغواي (0\1)واللقاء مع الأشقاء السعوديين انتهى لصالح الأخضر (1\2). فخرجت السعودية رغم انهزامها أمام روسيا (0\5) واورغواي (0\1) بأخف الأضرار من رفيقها العربي في المجموعة، الفراعنة اكتفوا بتسجيل هدفين والعودة مبكرا إلى البلد.. المغرب وتونس الحاضران في الدورة الروسية اكتفى الأول " أسود الأطلس " بهزيمتين بنفس النتيجة (0\1 ) أمام كل من إيران والبرتغال وتعادل أمام إسبانيا (2\2). أما نسور قرطاج فحققوا في مجموعتهم فوزا مستحقا أمام بنما (2\1) وهزيمتين أمام بلجيكا (1\5)وإنجلترا (1\2). ومع نهاية الدور الأول حزم الرباعي العربي الأمتعة وعاد إلى القواعد سالما غير غانم إلا من رحلة سياحية ومتعة التعرف على بلد قارة وقوة عالمية ...
أخيرا الدورة التي رفعت شان العرب هي الدورة الـ22 التي استضافتها دولة قطر العربية استضافة مثالية من جميع الجوانب فتجاوب معها اللاعبونالعرب الحاضرون .ومعأن المنتخب العنابي للبلد المنظم لم يسعفه الحظ في تقديم أحسن مما قدم لتواضع إمكانياته لكنه وجد السند فيالأشقاء،الأخضر السعودي الذي فاجأ رفاق ميسي في الدور الأول بانتصار(2\1) ،شرف الكرة السعودية التي ضمنت مكانتها في المنافسة الكروية العالمية الأولى للمرة السادسة ممثلة لآسيا وللكرة العربية.. هذا الفوز الذي أوقع السعوديين في الفخ ، أعاد الاعتبار للأرجنتين التي أعادت ترتيب أمورها لتخرج منتصرة بالكأس العالمية الثالثة للبلد. فالأخضر السعودية خرج من الدور الأول بهزيمتين أمام بولندا (0\2) والمكسيك (1|2) رغم مفاجأته الكبيرة ضد البطل ... نسور قرطاج حسنت حضورهابانتصار تاريخي على البطل السابق فرنسا (1\0) وتعادل مع الدانمارك دون أهداف وهزيمة امام استراليا التي رافقت فرنسا إلى الدور الثاني غادرتالنسور التونسية من نفس الباب الذي تخرج منه في مشاركاتها الست ..؟ . المفاجأة العربية الكبرى هي التي فجرها المدرب المغربي المغترب "منير الركراكي" بمجموعتها المنسجمة التي أعطت للعرب وإفريقيا مايستحقان من مكانة علىصعيد المنافسة العالمية التي كانت أسود الأطلس ثاني من تأهل لها سنة 1970 بالمكسيك بعد حضور مصر في الدورة الثانية ...الركراكي عرف كيف يوزع طاقات لاعبيه ويدقق في نقائص منافسيه في الدورالأول ثم في الدورين ثمن وربع النهائي ليقفز على منتخبات أوروبية كبيرة ويحدث السبق عربيا وإفريقيا ببلوغ نصف النهائي بعد إبعاد كل من إسبانيا والبرتغال في ثمن النهائي وربع النهائي (بالترجيحات في الأولى وبنتيجة ( 1\0) في الثانية وقبل الوقوع امام ابطال دورة روسيا،(فرنسا) في نصف النهائي(0\2) وكرواتيا (1\2) في المباراة الترتيبية لتعتلي الأسود المغربية المركز الرابع في الترتيب العالمي وهو إنجاز لا يستهان به وقد يصعب تكراره من بقية العرب .. اللهم شحذت الهمم ورتبت الأمور مستقبلا ودخلت الكرة العربية عالم الاحتراف الحقيقي وصقل المواهب ومرافقتها حتى لا تضيع بين أيدي التجار وأرباب المال المزيفين ... !؟ يتبع...

