حاورتها : نسرين بوزيان
في زمن يسوده الظلام وتحاول فيه قوى التزييف محو الحقيقة، ولدت "البوصلة" لتكون منارة للوعي العربي نحو فلسطين، وتوثق بالصور حقائق لا تقبل النسيان، بإرادة شباب عربي مشتعلة لا تعرف الاستسلام، كسرت "البوصلة" جدران الظلام لتؤكد أن القضية الفلسطينية نبض الأمة الحي الذي لا يموت ولا يلين.
هكذا قدمت الكاتبة والصحافية زهراء غريب هذه المبادرة الشبابية التي سلطت الضوء عليها في حديثها مع "بركة نيوز".
بداية، كيف نشأت فكرة إطلاق مبادرة شبابية إعلامية تهدف إلى مناصرة القضية الفلسطينية؟
فريق "البوصلة" التطوعي، الذي أعلنت صحيفة اليمامة الجديدة عن انطلاقه بتاريخ 22 جوان 2025، هو مبادرة شبابية إعلامية وثقافية تسعى إلى خلق جبهة إبداعية عربية مساندة للقضية الفلسطينية، من خلال استثمار طاقات شبابية عربية عبر أدوات الإبداع والعمل الثقافي المنظّم: من الكتابة الأدبية أو الصحافية، إلى الفن، التمثيل، التصوير، المونتاج، والترجمة.
وقد جاءت المبادرة استجابة لحاجة ملحّة، وواجب أخلاقي في ظل العدوان المستمر على الشعب الفلسطيني، حيث يسعى الفريق إلى التواصل والتشبيك مع مختلف المؤسسات المعنية بدعم القضية الفلسطينية، لبناء شراكات أو تعاونات مستقبلية تعزّز عمل الفريق وعطائه، مع التأكيد الكامل على حقوق الأعضاء وجودة الإنجاز.
ما دلالة اختيار اسم "البوصلة" للمبادرة؟
البوصلة هي الجهاز الذي تعرف من خلاله الجهات، ويستخدم لتحديد الاتجاه الصحيح.
نحن في الفريق، اتجاهنا هو فلسطين، وهدفنا هو توجيه الإبداع الشبابي العربي نحو خدمة هذه القضية العادلة، بجهود إبداعية منظّمة ومستمرة.
ما دلالة الشعار الذي أطلقه الفريق: "غزة تموت جوعا"؟
شعار غزة تموت جوعا أطلقه أهل غزة من داخل القطاع المُحاصر، كنداء استغاثة، سرعان ما تحوّل إلى حملة عالمية تضامنية تدعو إلى فك الحصار وإنهاء حرب التجويع.
وقد أعلن فريق البوصلة عن انضمامه إلى هذه الحملة، حيث أنجز وما يزال ينتج رسائل صحفية ومرئية تضامنية تتقاطع مع نفس الهدف.
ما الهدف الأساسي من تأسيس فريق "البوصلة"؟
يهدف الفريق إلى دعم النضال الفلسطيني من خلال إنتاج معرفي وثقافي مقاوم، يسلّط الضوء على الواقع الفلسطيني، ويقدّم الرواية الفلسطينية بلغة حديثة وجذابة، خصوصًا عبر الفضاء الرقمي ووسائل الإعلام البديلة.
"البوصلة" لا تقتصر على منطقة جغرافية محدّدة، بل تسعى إلى ضم طاقات عربية من مختلف البلدان، ضمن رؤية شاملة لخلق جبهة إبداعية واعية وفاعلة، تضم كتّابًا، صحافيين، فنانين، مترجمين، مصمّمين وناشطين، يعمل كل منهم حسب إمكانياته من أجل إبقاء فلسطين حيّة في الوجدان العربي.
ما الذي يميّز فريق "البوصلة" عن غيره من المبادرات الإعلامية والفنية المهتمة بالقضية الفلسطينية؟
ما يميز هذا الفريق الشبابي هو العطاء الإعلامي والثقافي المنظم، القائم على إيمان راسخ بعدالة القضية الفلسطينية. إنه فريق شبابي عربي بامتياز، يضم في صفوفه كفاءات ونخبة من الشباب الطموح من دول متعددة، مثل: فلسطين، مصر، البحرين، الجزائر، عمان، لبنان، المغرب، واليمن.
ورغم حداثة تأسيسه، استطاع الفريق أن يلفت الأنظار سريعا، حيث تداولت عدة منصات وصحف عربية خبر انطلاقه، خاصة بعد انخراط أعضائه في إنتاج مواد صحفية ومرئية تضامنية، والمشاركة الفاعلة في الحملة العالمية المطالبة بإنهاء الحرب وفك الحصار عن غزة، تحت شعار "غزة تموت جوعا" كما أن عمل الفريق لن يقتصر على الفضاء الرقمي فقط، بل سيكون حاضرا على الأرض من خلال فعاليات، مهرجانات، وأنشطة ثقافية وفنية تعبر عن الرواية الفلسطينية وتدافع عن عدالتها.
ما أبرز التحديات التي واجهتكم منذ انطلاقة الفريق؟
من المبكر الحديث عن صعوبات خاصة بـ"البوصلة"، فالفريق لا يزال حديث النشأة، لكن، من أبرز التحديات كانت تلك المرتبطة بصحيفة اليمامة الجديدة، التي تبنّت الفريق، وتعرض مقرها للتدمير بسبب الحرب.
ورغم ذلك، أصرت الصحيفة على مواصلة العمل، ومتابعة رسالتها الوطنية، بدعم كامل من الفريق، الذي يواصل أداء دوره بإصرار وإيمان.
ما الرسالة التي يوجهها الفريق إلى الشباب العربي من خلال هذا المشروع؟
رسالة "البوصلة"إلى الشباب العربي واضحة:
فلسطين أولًا وأبدًا، وجهوا بوصلتكم نحوها دائمًا.
وقد جاء في البيان التأسيسي للفريق:
"نحن مجموعة من الشباب العرب، نؤمن أن فلسطين هي البوصلة، وأن العدالة لا تتجزأ، وأن الإبداع رسالة نضالية، أمام موجات التطبيع، ومعارك الوعي، ومشاريع التغريب، نرفع صوتنا عاليا: فلسطين في القلب، وفي الحرف، وفي الصورة… ولا صوت يعلو فوق صوت الحق".
هل تلقيتم ردود فعل من مؤسسات عربية؟ وهل هناك نية للتعاون؟
نعم. تلقّينا ردودا مشجعة من أفراد يمثلون مؤسسات عربية داعمة للقضية الفلسطينية، وقد أبدوا حماستهم لانطلاق المبادرة، وهو ما ساعد على استقطاب كفاءات شبابية عربية بسرعة، رغم حداثة التأسيس.
ونحن نعمل حاليًا على توسيع دائرة التشبيك المؤسسي، عبر التواصل مع مؤسسات فاعلة في البلدان العربية، من أجل تعزيز العمل وتطوير أدواته.
كيف يمكن لفريق "البوصلة" أن يُسهم فعليا في إعادة فلسطين إلى قلب الوعي العربي؟
نعمل وفق خطة منهجية تضمن الاستمرارية والتأثير، وتتضمن البنود التالية:
1. رصد الأنشطة التضامنية في البلدان العربية وتحويلها إلى مواد صحفية أو مرئية.
2. ضمان الحقوق الأدبية للأعضاء، عبر كتابة أسمائهم مع اسم الفريق عند النشر.
3. تشجيع الكتابة الأدبية عن فلسطين، بهدف تحويل النصوص إلى أعمال موسيقية، مسرحية، أو سينمائية.
4. استثمار الخبرات بين الأعضاء لتقديم التوجيه والتدريب، ورفع جودة الإنتاج.
5. تبادل الإلهام الفني من خلال عرض لوحات فنية، وكتابة نصوص مستلهمة منها.
6. التشبيك المؤسسي عبر التواصل مع مؤسسات داعمة في البلدان العربية.
7. المشاركة في المهرجانات الثقافية والفنية المتعلقة بفلسطين.
8. تعزيز حرية التعبير واحترام الآراء داخل الفريق، بما يعزز روح الحوار والتنوّع.
من خلال هذه الخطوات الحاسمة والمنهجية الراسخة، يجدد فريق "البوصلة" التزامه الثابت بإعادة فلسطين إلى قلب الوعي العربي، مستلهما روح البوصلة التي لم تخذل البحارة في أحلك الظروف، وعلى غرار تلك البوصلة الثابتة، يمضي الفريق في طريقه، عاقدا العزم على مواصلة المسير دون تراجع، نحو النصر والحرية.