374
0
محاربة ظاهرة المخدرات في الجزائر ...بين التحديات والاستراتيجيات المتبعة
رافع المشاركون في اليوم الدراسي الموسوم بـ "المخدرات: أفة تهدد الأسرة والمجتمع"، اليوم الأربعاء، على ضرورة إنشاء مراكز متخصصة لعلاج الإدمان في الجزائر، حيث غالبًا ما يلجئ المدمنون إلى مصحات الأمراض العقلية التي قد تفتقر إلى الشروط الملائمة للأطفال والتلاميذ القصر قصد التعزيز من فعالية العلاج والمتابعة الصحية والنفسية والاجتماعية للمدمنين .
مريم بوطرة
وباعتبار أن ظاهرة المخدرات أصبحت منتشرة بشكل مخيف وتشكل تهديداً كبيراً للأسر والمجتمع بكل أطيافه نظمت ولاية الجزائر ممثلة في مديرية النشاط الاجتماعي والتضامن، مصلحة الطفولة والشبيبة، يوم دراسياً حول الظاهرة بقاعة المحاضرات بالولاية.
وفي كلمتها، عرجت مديرة النشاط الاجتماعي والتضامن لولاية الجزائر، مختارية داسي، إلى بعض الأسباب الرئيسية التي دفعت بالشباب إلى التعاطي، تشمل التأثيرات الاجتماعية والأسرية السلبية، ونقص الوازع الديني، وانعدام مبدأ الحوار داخل الأسرة، ونقص التربية السليمة في مرحلة الطفولة، بالإضافة إلى غياب التوجيه الفعّال.
كما أشارت إلى الآثار السلبية على صحة الجسم والعقل للمدمنين، بالإضافة إلى تأثيرها على المجتمع مثل زيادة تكوين عصابات الأحياء، وتفاقم نقص الأمن، وزيادة حالات السرقة، بالإضافة إلى ارتفاع أعداد المعوقين نتيجة لحوادث المرور التي يتسبب فيها غالبًا سكر السائقين أو تعاطيهم للمخدرات.
وعلى صعيد آخر أبرزت داسي بعض استراتيجيات الدولة لمحاصرة ظاهرة التعاطي، من خلال محاولات تقليلها والحد منها، مثل توفير منح البطالة بهدف القضاء على البطالة، وسن عقوبات رادعة للمتورطين، بالإضافة إلى توفير الرعاية الطبية لحالات الإدمان وإطلاق حملات توعوية وتثقيفية وطنية.
وفي سياق متصل، تحدث ممثل الصحة، الدكتور أسامة فاتح ، عن اضطرابات المتعاطين للمخدرات، استعرض فيها تأثيرات الادمان على الأفراد، من خلال العوامل البيولوجية والنفسية التي قد تصاحب هذه الحالات.
كما تطرق إلى الآثار الاجتماعية والاقتصادية السلبية، وأكد على أهمية تقديم الدعم الطبي والنفسي للمدمنين للمساعدة في تجاوز تلك الصعوبات.
جهود الدرك الوطني والأمن في مكافحة المخدرات
من جانبه أكد ممثل الدرك الوطني، النقيب محمد أمين بن معمر، على دور الدرك الوطني في مكافحة آفة المخدرات في الجزائر، مشددا على أن مهام الدرك تتمحور حول العمل الوقائي والتوعوي، حيث يقوم الدرك بانتشار وحداته عبر جميع مناطق البلاد، بما في ذلك الحدود، وينفذ حملات تحسيسية في المؤسسات التربوية وعلى الطرق، بهدف زيادة الوعي بخطورة المخدرات والحد من انتشارها.
كما أشار النقيب إلى أهمية اعتماد استراتيجية متكاملة تتضمن العمل الوقائي والردعي لمواجهة هذا التحدي الوطني، مؤكداً على ضرورة تعاون جميع الجهات المعنية للقضاء على هذه الظاهرة الخطيرة.
وفي شق أخر أفاد ذات المتحدث بأن الدرك الوطني في الجزائر يتبنى استراتيجية شاملة لمحاربة المخدرات تتضمن عدة مبادرات ردعية ووقائية و يشمل ذلك تعزيز هياكله بأجهزة متخصصة في الجانب العلمي التقني والعملياتي، وإنشاء وحدات متخصصة في مكافحة الإجرام المنظم.
كما يعتمد على استخدام تقنيات حديثة مثل الفرق السينوتقنية والكلاب البوليسية لكشف المخدرات، توجد أيضًا جهود مكثفة لتوسيع نطاق الرقابة على الحدود ومنع تسرب المخدرات، خاصة في المناطق الحدودية الحساسة.
وبالموازاة حث ممثل أمن ولاية الجزائر، ولهة الحاج ناصر، الشباب بناءً على تجربته الميدانية على عدم تجربة المخدرات، خاصة الفئة الطلابية التي قد تُحرِّضها دوافع الفضول مشددا بذلك على خطورة هذه الخطوة وتأثيرها السلبي على حياتهم الشخصية والمجتمعية، مؤكداً أن التعاطي يفتح الباب أمام مشاكل صحية واجتماعية خطيرة تؤثر بشكل كبير على مستقبلهم.
الوازع الديني ...أساس حماية المجتمعات من المخدرات
وبالحديث عن المخدرات في شقه النفسي، أوضح رئيس مصلحة الوسط المفتوح لحماية الطفل بوسنة، رفقة الأخصائية النفسية من مكتب الوسط، نادية مسكين، التأثير النفسي الضار للمخدرات على الفرد والأسرة.
حيث تناولوا التأثيرات النفسية العميقة التي يمكن أن تنجم عن استخدام المخدرات، مثل التدهور النفسي والعاطفي للأفراد، وزيادة احتمالات حدوث الصراعات الأسرية والانفصالات.
كما أشاروا إلى أن التعاطي يمكن أن يؤثر سلبًا على العلاقات الاجتماعية والشخصية، مما يؤدي إلى انعدام الثقة بالنفس وانخفاض الإنتاجية في العمل والدراسة.
أما ممثل قطاع الشؤون الدينية، مفتاح عزوز، فتحدث في مداخلته عن أهمية الوازع الديني والعودة إلى كتاب الله والتعاليم الدينية في محاربة ظاهرة المخدرات مؤكدا على دور المساجد في التحسيس والتوعية، حيث تعد هذه المؤسسات محوراً مهماً لنشر الوعي والقيم الدينية التي تعزز من مقاومة ومنع استخدام المخدرات بين الشباب والمجتمع بشكل عام.