287

0

يوم الشهيد... محطة تستوقفنا لإستذكار البطولات وتعزيز الذكرة لدى الشباب

تمثلت  مبادرة الدولة الجزائرية  في ملف الذاكرة الوطنية من خلال الاهتمام بالموروث الثقافي والتاريخي وبالهوية الوطنية وذلك عن طريق دعم البحوث والدراسات في هذا المجال  بالإضافة إلى  إحياء لمختلف المناسبات الوطنية التي من شأنها  تعزيز الشعور بالانتماء القومي ونشر الوعي حول تاريخ الوطن في مساره وإنجازاته.
شروق طالب

ولعل من أبرزالمحطات الوطنية التي تستوقفنا، ذكرى يوم الشهيد المصادف ل18 فيفري من كل سنة، الذي يعتبر حدث يدعوا الى الافتخار بوجود مثل هذه القدوات والشخصيات العظيمة بكونها أعطت  للبشرية دروسا في حب الوطن  وفي التضحية بالنفس والنفيس في سبيل ان تحيا الجزائر حرة مستقلة.
 
خلفية اختيار تاريخ 18 فيفري

وفي هذا السياق أوضح عاسوش أحمد، أمين مكتب منظمة أبناء الشهداء ببئر خادم، بالجزائر العاصمة، بأن يوم الشهيد هو مناسبة فكر فيها رجال و منظرين من مجاهدين و أبناء الشهداء حيث اختير يوم 18 فيفري المصادف لتأسيس الجيش السري بقيادة الشهيد بلوزداد ورفقائه، و كان أول احتفال به هو سنة 1989 وتمثل هذه السنة الذكرى 35 ليوم الشهيد. 

و بالنسبة لما يمثله هذا الرجل العظيم قال عاسوش بأن قبل كل شيء الشهداء كرمهم الله في القرآن الكريم و ذكرهم في 55 آية، وهو يمثل أيضا رمزًا عظيمًا للتضحية والفداء لأنه قدم نفسه في سبيل أن ينعم غيره بالحرية  و تسترد سيادة وطنه.

وأضاف بان الشهيد قبل ذلك سقوطه في ساحة الشرف هو مجاهد ترك وراءه رسالة على أن  نحافظ على هذا الوطن وان نوفوا العهد في لحفاظ على ما افنوا حياتهم عليه ، مشيرا بانه يوجد من وفا  بهذا العهد كما يوجد من بدل تبديل لتصبح الأعياد الوطنية شعار من أجلك يا بطني وليس من أجلك يا وطني.

سر شجاعة الشهداء 
ومن جانبه أوضح لزعر خالد امين قسمة المجاهد  بانه نظرا لما مرت به  الجزائر  في فترة الاستعمار الفرنسي الذي كانت مدته 132 سنة، و بعدة مقاومات شعبية  متفرقة  خلال 70 سنة الاولى، إلى غاية ثورة  الفاتح نوفمبر سنة 1954 التي اتسمت بتأطير و تخطيط منظم، مشيرا  بان هذه الثورة هي  التي حررت الإنسان من العبودية  ومن  الاستعمار الاستيطاني الذي هجر و سلب كل حق  مادي كان أو معنوي، ونتيجة لهذا الدمار تشكلت شجاعة أحرار هذا الوطن من خلال  المقاومة و دفاع بالنفس والنفيس لوضع حد لمختلف تلك التجاوزات. 

وفيما يتعلق بمشاركة لزعر في الثورة أوضح  بأن انضمامه لصفوف جيش التحرير الوطني كان في سنة 1957، وبسبب قتل 7 أفراد من أسرته في يوم واحد، تم  توجيهه إلى الاتصالات وبعد ذلك الى انخرط في مدارس أشبال الثورة لتكوينهم  على استعمال السلاح، وعن طريق وزارة الدفاع  واصل دراسته في  الخارج  ليعود إلى التعليم كأستاذ في مادة اللغة العربية. 

أبعاد احياء ذكرى يوم الشهيد 

وفي ذات السياق اكد  دليوح عبد الحفيظ  أستاذ التاريخ المعاصر بجامعة الجزائر2 على أن يوم الشهيد له أبعاد  تاريخية واجتماعية وكذا تربوية، ويعد إحياء هذه الذكرى من خلال شرح أهمية هذه المناسبة في مختلف المؤسسات التربوية وعبر  وسائل الإعلام والاتصال، وذلك تعزيزا للوحدة الوطنية والشعور بالانتماء للوطن، بالإضافة الى ترسيخ قيم التضحية والإيثار في نفوس الأجيال القادمة مما يؤثر عليهم إيجابيا ويحفزهم على  بناء والحفاظ على امانة الشهداء.

وبالنسبة للبعد التاريخي قال دليوح بأنه يتمثل في  توصيل رسالة الشهداء من خلال توثيق سير حياتهم و قصص بطولاتهم  وكذا في الحفاظ على الذاكرة الوطنية من الضياع أو التشويه وبالإضافة الى ترسيخ القيم الوطنية للأجيال القادمة، مشيرا على الدور الفعال لجنة الذاكرة في حماية  الأرشيف الوطني الذي يدخل في الشق التاريخي عموما و في رسالة الشهيد خصوصا.

 أهمية دراسة السير الذاتية لشهيد

وبخصوص  دور قطاع التعليم في ترسيخ  مثل هذه المناسبات الوطنية  نوه ذات المتحدث بأن المنظومة التربوية تعاني من بعض المشاكل حول تدريس مادة التاريخ بسبب عدة عوامل على غرار الحجم الساعي، ومعامل المادة إضافة عن ذلك في الامتحانات الرسمية، حيث تمتحن مادة التاريخ مع مادة الجغرافيا في نفس الورقة  في حين أن هذه الأخيرة تخضع لمناهج علمية أخرى. 

و أضاف بأن الدول المتقدمة تعطي أهمية كبيرة للعلوم الانسانية و لمادة التاريخ خاصة، لذا يجب ان يكون للتاريخ الوطني حصة الأسد في التعليم، بالاضافة الى ضرورة تدريس السير الذاتية لشهداء في كل الاطوار ممن تقدمه من  قيمة مضافة في فهم الأحداث والشخصيات التي شكلت هذا المسار التاريخي وكذا  السياق الذي عاش فيه هؤلاء العظماء.

كما اكد أستاذ التاريخ المعاصرأن من خلال تدريس سير حياة الشهداء في جميع الاطوارعلى الأقل بمعدل سيرة ذاتية واحدة في كل سنة مع زيادة الحجم الساعي و معامل مادة التاريخ، وهذا ما يساهم في  معالجة مشكلة ابتعاد شباب اليوم عن تاريخ وطنهم وقلة وعيهم بأهميته.

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2024.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2024.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services