789
0
“وليد بوجلال” … قصة تحدي لصناعة محتوى هادف للشباب

صناعة المحتوى سهم فعال يغرس في ذهن متتبعي وسائل التواصل الاجتماعي، بين فائدة وتفاهة يتنافس صناع المحتوى في وسائط الإعلام الرقمي وكلّ يسعى لتحقيق هدفه والطموح بتحقيق الشهرة ونشر معلومة في سياق محدد للتأثير في المشاهد.
بثينة ناصري
“وليد بوجلال شمس الدين” شاب طموح صاحب ستة وعشرون سنة من ولاية وهران مهندس في الكيمياء وأستاذ في مادة الفيزياء، بدأ الولوج الى عالم صناع المحتوى سنة 2019، من خلال الفيسبوك كالخطوة الأولى فكانت عبارة عن خواطر وفيديوهات قصيرة، يتحدث فيها حول عدة مواقف دينية وإرشادات تؤثر إيجابيا في حياة ونفسية الأشخاص، في بعض الأحيان تمتزج بروح الفكاهة وفي الوقت نفسه يروج لمعلومات مفيدة، وبعد مرور الوقت انتقلت التجربة الى منصة الإنستغرام واستمرت حتى اليوم.
المحتوى الديني وأسس النجاح
وأكد “وليد بوجلال” أن لأمر في البداية كان صعبا قليلا لكن الإصرار على الاستمرار والمواصلة ميزة تحقق الأهداف المسطرة و تثبت المسار، فالمحتوى المتعلق بالجانب الديني يلقى قبولا كبيرا لدى المجتمع الجزائري وهذا حسب ما لاحظه من خلال المتابعين الذين ينجذبون الى مثل هكذا المواضيع لتعلقهم بدينهم بالإضافة الى المحتوى المتعلق بالتوجيهات والنصائح.
ومن جهة أخرى قال “بوجلال” “فمن أسباب نجاح المحتوى خاصة إذا تناول موضوعات صعبة وحساسة هو التحدث مع المتابعين بكل ثقة وكأنك قريب منهم وتتدرج معهم فيما تقدمه من الأبسط الى الأصعب حتى يستطيعوا إدراكه بسهولة”.
الدعوة على العالم الإفتراضي
وأشار أن تشجيعه على صناعة المحتوى في البداية كان ذاتي من خلال الإرادة القائمة لتحقيق الهدف، وبعدها الأسرة وخاصة المحيط الذي يلعب دورا مهما في تكوين الذات وجعل الهدف الأسمى قائم، خاصة وعندما تقدم رسالة هادف للمجتمع والمتابعين في محاولة لتغيير ذاتك وغيرك.
وفي ذات السياق قال وليد “النبي صلى الله عليه وسلم قال بلغوا عني ولو آية فهذا تكليف وتشريف وتخفيف، فالشباب اليوم بحاجة ماسة للتوجيه والتذكير لبعض الأمور الدينية والدنيوية التي يغفل عنها الكثير من الناس، فكان من واجب الفرد العمل بهذا القول من خلال التحلي بضوابط العمل بالمعروف والنهي عن المنكر لصلاح الفرد والمجتمع.
وأوضح أن الصعوبة الأكبر والأساسية في صناعة المحتوى هي فهم عقل الجمهور الذي تستهدفه والعمل على تغيير نمطك بشكل مستمر لكيلا يشعر الجمهور بالملل مما تقدمه، إضافة الى صعوبة توفر المعدات وعملية تفاعل الناس، فلهذا وجب الصبر لتحقيق الأهداف المرجوة وعدم التفاعل مع التعليقات السلبية.
صناع المحتوى بين فائدة وتفاهة
وأضاف أنه كما لمواقع التواصل الاجتماعي سلبيات بقدر ما لها من الإيجابيات الراجعة الى التجربة الهادف التي نقدمها بطابع اجابي، وكذا اختيار المحتوى الذي نتابعه والبحث عن كل ما يقدم لنا قيمة ما، وهذه الصفة الواجب توفرها في صانع المحتوى تجديد النية بالتوكل على الله عزوجل، ورسم الطموحات وتطوير النفس الى الأحسن والصبر الذي يعد مفتاح الفرج فهو تفتح الأبواب وينير الطريق.
وشدد بقوله “يذهب صانع المحتوى ويبقى المحتوى فهو إما سيكون شاهدا لك أو شاهدا عليك، فالمعقول هو إرضاء الله لأن إرضاء الناس غاية لا تدرك فالإنسان في حياته يسعى لبلوغ المراتب العليا”.
الدور التوجيهي الفعال لصانع المحتوى
وبالنسبة للطموح والمشاريع أبرز ذات المتحدث “كنت منذ البداية أصنع أفلام قصيرة واكتفيت الآن بصنع فيديوهات قصيرة عبارة عن التذكير بحديث أو نصيحة، فهدفي يرتكز على صناعة مثل هذه الفيديوهات التوجيهية التي تساهم ولو بالقليل في تحسين المجتمع باعتباري طالب علم يسعى لمساعدة الناس وتغيير ما يجب تغييره”.
وختاما تمنى أن تكون الجزائر منارة للعلم والعلماء ووجه رسالة للشباب لإرضاء الله وإخلاص النية له والاجتهاد في العبادات من أجل جزائر مشرقة بشبابها.
ودعا للاستمرار وعدم التوقف فالقليل الدائم خير من الكثير المتقطع، وإذا كان الشخص يمتلك فكرة ما فعليه أن ينفذها من دون السماح لمختلف الأسباب بإعاقته فمن الوقت سيتطور، حيث أنه في البداية يمكن أن يجرب حتى يصل الى التخصص الذي يريد صناعة المحتوى فيه، وأخيرا عندما يكون موضوعه واحد سوف يعثر على فئته المستهدفة بسهولة وتقترحه المنصة لمن يفضل متابعة هذا النوع من المحتوى.