مع التطور التكنولوجي وظهور التقنات الحديثة أصبح من الضروري التعامل معها بحكمة وموضوعية، أين ظهرت العديد من التطبيقات المشجعة على حفظ القرآن الكريم وهذا لتسهيل الفهم الصحيح للآيات ضمن برنامج متكامل الأركان.
بثينة ناصري
ومن منطلق التعرف على مختلف هذه التطبيقات كان لجريدة "بركة نيوز" اطلاع على أعمال الهيئة العالمية لتدبر القرآن الكريم القطرية، أين كان لنا لقاء مع عصام الهمداني المدير التنفيذي للهيئة، الذي عرفها بالهيئة الخاصة ذات نفع عام وتهدف إلى إبرازِ عظمةِ القرآنِ الكريمِ وأثرِهِ في إسعاد الناس وهدايتهم، وتيسيرِ فهمِه للأمة، وربطها به في جميعِ نواحي الحياة، وتربية الأمة وتزكيتها وتحصينِها، وحل مشكلاتِها من خلالِ المنهجِ القرآني.
تفاصيل تطبيق "تدبر" للاهتمام بالقرآن الكريم والشريعة
وأشار إلى أن الهيئة العالمية للقرآن الكريم القطرية تسعى إلى التدبر في القرآن الكريم، بالإضافة إلى سعيها نحو تحويل الكتاب الورقي إلى نسخة صوتية وجانب فيديو وهذا كله موجود الآن، أين تم انتاج تطبيق سمي بتطبيق "تدبر" يوجد فيه جميع اصدارات الهيئة "بي دي إف" وكذا مقاطع صوتية ومقاطع فيديو ويوجد في التطبيق كذلك 76 بحث محكم.
وأكد أن الهيئة خلال مسيرتها من 2010 حتى الآن قامت بعمل مؤتمرين دوليين حضره مئات العلماء والأكاديميين من كافة دول العالم، أين تم عقد المؤتمر الأول في الدوحة والمؤتمر الثاني في المغرب، مشيراً إلى أن الهيئة تسعى حاليا إلى التواجد الاعلامي بشكل كبير بحكم تواجدها عبر وسائل التواصل الاجتماعي كاملة.
برامج شبانبة قيمة تحفر على فهم القرآن الكريم
وأضاف أن الهيئة بدأت تقدم بعض البرامج الشبابية كبرنامج تأملات شبابية بحيث يكون التدبر القرآني ليس متعلقا بعالم الشريعة فقط، إنما يتم التدبر فمثلا قول الله عز وجل {أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ {17} لها أطراف عدة أولا الجانب الشرعي ممكن يتحدث عنه عالم الشريعة، لكن الجوانب الأخرى ممكن الشخص الذي يقوم بتربية الإبل لديه معلومات غير موجودة لدى عالم الشريعة، بينما أيضا الشاعر والأديب الذي يقدم قصيدة في مدح الإبل يملك أيضا معلومات أخرى.
ولفت إلى أن الهيئة العالمية لتدبر القرآن الكريم اختصرت اسم تطبيق وأصبح "تدبر" وعند النقر عليه يظهر التطبيق الذي يقدم خدمات مجانية يمكن لاي شخص العثور على مصحف في حال الضغط على آية من آيات المصحف تظهر التدبرات فقط، فهو ليس متخصص في التفسير أو معاني الكلمات لكنه متخصص في التدبر.
وفي ذات السياق، تحدث عصام الهمداني عن مكانة الكتاب في العالم العربي مقارنة بالعالم الغربي، وقال "نحن لا نزال متأخرين رغم أننا من أهل الكتاب والسنة، ونحن من وجد العلوم وبناها، لكننا تركناها في منتصف المسافة وسلمناها للغرب لإكمال المسيرة، ولهذا مع الأسف نحن بحاجة إلى العودة للكتاب والى تنمية الكتاب وتطوير موضوع القراءة، وإلى أن يكون معنا تحديث في موضوع اخراج الكتاب بصورة أجمل".
تطبيق مميز لم يغفل عن الاهتمام بأداب الطفل
وبالحديث عن مدى اهتمام الهيئة بأداب الطفل قال ذات المتحدث "لم نغفل عن الشباب والطفل ضمن برنامج الهيئة، فبالنسبة للأطفال بدأنا أولا بإعداد بعض المجلات فبدأنا بالاسم الرائد في قطر هو إسم "حمد" وأسسنا مجلة منها مجلة "حمد" أصدرت منها ثلاث إعدادات تهتم بالطفل ويتم تقديم "التدبر" بطريقة سهلة وميسرة للطفل، والآن نحن في طور السعي إلى عمل مناهج مصاحب للطفل، بدأنا من سورة الإخلاص إلى سورة الضحى".
ويرى الهمداني أن الاقبال على الكتب باللغة العربية يختلف من دولة إلى أخرى، ففي منطقة الخليج يمكن القول أن اللغة العربية هي اللغة السائدة هناك، لكن كلما تم الاتجاه إلى شمال افريقيا يبدأ الوضع يتغير كثيرا، فمثلا في تونس يبحثون في كثير من الأحيان عن الكتاب الفرنسي أو اللغات الاجنبية الأخرى، مضيفا أن في التطبيق كتب تم ترجمتها إلى اللغة الاسبانية وبعض الكتب ترجمت إلى اللغة الانجليزية وأخرى للغة التركية، في حين تقوم الهيئة بتقديم مجهوداتها لابراز هذه اللغة وجعلها أكثر تداولا في العالم.
وبالحديث عن مشاركة الهيئة للمرة الأولى بمعرض الجزائر الدولي للكتاب في طبعته الـ27، ثمن عصام الهمداني التميز الذي يعرفه هذا الصالون على غرار المعارض الأخرى، مؤكداً أنه من الأشياء التي فاجأت الهيئة هي حب الجزائري للكتاب ونهمه على القراءة.
وأوضح أن الكمية التي شاركت بها الهيئة في المعارض ليست بالكمية الكبيرة، بما يقدر بـ46 اصدار من كل اصدار 20 نسخة، مبرزا إلى أن كتب الهيئة لاقت رواجاً كبيراً في الجزائر وتم بيعها كلها.