تعتبر الجزائر من أحد الدول المشتهرة بالزراعة حيث تشكل مصدر من مصادر الدخل القومي والتي اعتمدت على المشاريع وهذا في إطار قانون الاستثمار الفلاحي الجديد بما يسمى الاستصلاح عن طريق الامتياز الالكتروني.

كما حرصة الدولة الجزائرية في تحريكها لعجلة الإقلاع الاقتصادي على إقامة مشاريع فلاحية مربحة وناجحة، في وقت تعد فيه الجزائر من الأسواق الخصبة في تصريف المنتجات الفلاحية مما يساهم في رفع قيمة الصادرات الى الحد الذي تسعى البلاد لتحقيقه.

فكان توجه بركة نيوز هذه المرة في مجال ريادة الاعمال الى منصة الدكتور زروالي عبد المالك، طالب دكتوراء السنة الثالثة في العلوم الزراعة تخصص الماء والتربة، الذي جاء بمشروع جديد في مجال الفلاحة واضافة مربحة للاقتصاد الوطني.

تطبيق إلكتروني ذو مواصفات عالمية

وللحديث أكثر عن تفاصيل هذا المشروع أكد لنا عبد المالك زروالي أن مشروع ماقروب « MAGROB » يقوم على تشخيص الاحتياجات الخاصة للماء والنبتة من خلال الحساب التشخيصي للماء، حيث جاءت فكرة المشروع عند اجتياز الماستر من خلال مذكرة التخرج والتي يتمحور عنوانها حول هذا المشروع، والذي يقوم بتشخيص الماء المطروح عن طريق التبخر أو النتح، حيث أنه من خلال هذه العملية نستطيع حساب الاحتياجات المائية للنبتة باتباع الحد الاعظمي للنبتة، وعلى غرار ذلك فقد تم انشاء هذا المشروع لتسهيل حساب احتياجات النبتة للفلاح أو التقني والمهندس الذي يقوم بالحساب، وذلك للتسهيل المبرمج وبأدوات دقيق حيث لكل نبتة احتياجات حسب كل منطقة ونوعية التربة والمناخ وعدة عوامل أخرى.

 وبين زروالي في حديثه أنه نظرا لمختلف العوامل التي تم أخذها بعين الاعتبار من خلال معطيات الداخلية الخاصة بالتربة والمنطقة، يمكن استخدامه في أوروبا أو أمريكا أو الجزائر حيث يمكن تطبيق هذا المشروب ليس وطنيا فحسب بل عالميا، وهذا لأهميته البالغة في مجال الفلاحة والتنمية الزراعية إذ تم انشاءه عن طريق سبع معادلات تدرس الماء والنتح والتربة، ومن خلالها يتم اختيار المعادلة الخاصة بمنطقة معينة بدراسة احتياجات المنطقة التربة المناخ وغيرها يتم بهذا الخصوص إعطاء المعادلة الملائمة لتلك المنطقة.

دراسة مفصلة للنبتة قبل زراعتها ضمن مشروع فريد

وعلى هامش ذلك تابع أنه من خلال التطبيق يتم اختيار المنطقة المحدد للزراعة فيها كالمنطقة التي أقوم بتطبيق دراستي الآن عليها، في حين أن هذا المجال يعرف دقة لمختلف العوامل التي يمكن أن تؤثر على النبتة، حيث نقوم بقياس كل ما يخص التبخر والقياس الاعظمي بإدراج المعطيات المناخية والتربة وموقعها والاحداثيات الجغرافية التي يتم ادراجها في التطبيق، فيقوم التطبيق بقياسها تلقائيا بإعطاء المعادلة الاقرب وأيضا الاحتياجات الاعظمية بالمنطقة وهذا باليوم والشهر.

ومن جهه اخرى يقوم هذا البرنامج بحساب كل ما يتعلق بالمناخ سواء باستخدام أعمدة بيانية أو مقارنة إحصائية، إضافة إلى نوع النبتة وقياسها، كمنتوج البطاطا حيث بمجرد اختيار عنصر بطاطا في تلك المنطقة يتم اعطاء حسابها، كم تحتاج من الماء للسقي، فعناصره السبعة تخدم علماء معروفين تم ادراجهم في برنامج واحد والمسمى بماقروب « MAGROB ».

فيما يعد مشروع بروكوات مشروع أقرب لهذا المشروع ولكنه يعطي معادلة واحدة، على غرار هذا المشروع الذي يدرس سبع معادلات في تطبيق واحد من خلال الاحصائيات التي تم تداولها في التطبيق وحسب كل منطقة، إضافة الى التفصيل في الحساب والموقع الجغرافي والحالة البيانية للفلاح، كما يساهم في مساعدة الطلبة  الجامعي لتسهيل مشاريعهم الخاصة بهذا المجال وحتى وظائفهم العلمية الميدانية وهذا من خلال التأكد من المعطيات المسجلة وتسهيل العمل سواء تقنيا او جامعيا.

المساهمة في النهوض بعجلة التنمية بمنتوج جيد

وأما بخصوص أهداف المشروع فهي تتمحور حول تسهيل عملية الحساب بالنسبة للفلاح لاحتياجات المائية للنبتة، وتفادي كل ما يتعلق بتبذير الماء في وقت تعرف فيه السنوات الأخيرة شحا كبيرا في نقص المياه نظرا للتساقط المتذبذب للأمطار، كما يوفر نمو طبيعي للنبتة ما ينتج عنه منتوج صافي، حيث أنه من المعروف في المجال الفلاحي أن النبتة إذ اعطيناها الكثير من الماء سنخلف لها اضرار واذا قللنا ايضا نكون قد نضرها بهذه التصرفات، فهذا البرنامج يعطيك الاحتياجات المائية لهذه النبتة وهذا ما سوف يخلف منتوج جيد 100%، كما تعد فوائده عديدة وتساهم كثيرا في تسهيل عمل الفلاح والتقني او الطالب في مجال الفلاحة والتنمية الفلاحية، مما يجعله مشروع مستقبلي يمكن الاعتماد عليه في اعطاء منتوجات زراعية جيدة وذات جودة.

وفيما يتعلق بكيفية ملائمة هذا البرنامج مع الفلاحين حيث يمكن القول ان هذا البرنامج بسيط وسهل الاستخدام، وهذا يكون بجهد قليل وإضافة المعطيات المختلفة حول المنطقة فيقوم هذا البرنامج بعمله واعطاء النتائج والحساب مباشر، بناءا على تلك المعطيات المدرجة من قبل الفلاح او خبير في الفلاحة يمكن حسابها، ومن جهة أخرى يوفر مناصب شغل مستقبلية من خلال إطفاء تكوينات خاصة بهذا البرنامج لتسهيل عمل الفلاح ويأتي الفلاح بالخبير لكي يعطيه مختلف المعطيات حول موقعه وكيفية السقي والكمية المحددة.

نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال الفلاحة

أما فيما يخص المشروع فإننا في صراع مع التنمية المستدامة والاكتفاء الذاتي وأيضا نقص الغذاء، فهذا البرنامج يسهل بشكل كبير عمل الفلاح، خاصة فيما يتعلق بالتنمية المستدامة فهو مشروع ممتاز ويعطي منتوج ممتاز لنبته او الشجرة والمنتوج سواء كانت غذائية أو أشجار مثمرة، فهو يعد آفاق مستقبلية ينافس السوق الحالي فالفلاح يمكن أن يعرف توقيت السقي وكيف يسقي وكمية السقي والزمن فكلها متعلقة بهذا التطبيق، فهذا يوفر الاكتفاء الذاتي من خلال المنتوجات الجيدة الذي يطرحه هذا التطبيق، كما يمكن الاعتماد عليه من قبل المؤسسات الاقتصادية والمتعاملين الاقتصاديين لتحقيق الرفاهية الاقتصادية والقضاء نقص الغذاء.

وفي الاخير دعا الدكتور زروالي ان يتم تبني  هذا المشروع باعتباره مربحا يعود بالفائدة على الجزائر، فيكون بذلك ثمرة التقدم في الإنتاج الغذائي وقبلة للتصدير فيها، في انتظار آذان صاغية لتبني هذا المشروع من قبل الوزارة أو المؤسسات الاقتصادية.

كما يمكن تطوير هذا التطبيق ليصبح السقي بالتحكم عن بعد من خلال الدعم المالي والاعتماد على تقنيين وخبراء في المجال.