254
0
ترسيخ ثقافة المقاولاتية داخل الوسط الجامعي
محور ملتقى بجامعة الجزائر 3

أكد المشاركون اليوم في ملتقى حول ترسيخ ثقافة المقاولاتية داخل الوسط الجامعي، بجامعة الجزائر 3، على أن غرس ثقافة المقاولاتية داخل الجامعة أصبح ضرورة ملحة، مشيرين إلى أن الوقت قد حان لتحويل الجامعات من مجرد فضاءات لتلقي المعرفة إلى حاضنات للمشاريع الريادية، بما يسهم في خلق الثروة وفتح آفاق جديدة لمناصب الشغل.
نسرين بوزيان
وجاءت هذه الدعوة خلال الندوة التي نظمت تحت عنوان "المقاولاتية الجامعية: من الفكرة إلى التجسيد" بمعهد التربية البدنية والرياضة بجامعة الجزائر 3، والتي أشرفت عليها المنظمة الوطنية للطلبة الجزائريين، ضمن فعاليات الأسبوع العالمي للمقاولاتية.
وشدد المشاركون على أن الجهود التي بذلتها السلطات العليا في السنوات الأخيرة أسفرت عن توفير بيئة قانونية ومؤسساتية محفزة، تهدف إلى دعم روح الابتكار لدى الشباب وتشجيع بروز مؤسسات ناشئة قادرة على دفع عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
تعزيز الابتكار الجامعي

وفي كلمته الافتتاحية، أوضح نائب مدير الجامعة، عبد الحميد حسياني، أن الجامعة أصبحت جزءا من الديناميكية الوطنية الداعمة للمؤسسات الناشئة، تنفيذا لرؤية رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون التي تشدد على ضرورة بسط ثقافة الابتكار وروح المبادرة داخل الوسط الجامعي.
وأشار إلى أن جامعة الجزائر 3 وفرت عدة آليات لمرافقة الطلبة، من بينها مركز تطوير المقاولاتية الذي يحتضن أفكارهم ويمنحهم الإرشاد والتكوين، إضافة إلى المنصة الإلكترونية المخصصة للاستشارات.
والمتابعة، والتي تهدف إلى إنشاء جسر تواصل بين الطلبة والمستثمرين والخبراء.
كما شدد على أن الجامعة تعمل على توفير الإطار المادي واللوجستي والبشري لإنجاح المشاريع، عبر تنظيم ورشات دورية ومسابقات ابتكار ولقاءات مع المتعاملين الاقتصاديين.
الملتقيات الجامعية منصة لترسيخ ريادة الأعمال

من جانبه، اعتبر ممثل المنظمة الوطنية للطلبة الجزائريين مكتب العاصمة، إسلام برداعة، أن الجامعة اليوم لم تعد مجرد فضاء للتلقين، بل تحولت إلى مخبر لإنتاج الأفكار وتحويلها إلى مشاريع قابلة للتجسيد.
وأوضح أن الورشات والندوات المقاولاتية تساهم في خلق بيئة ديناميكية تشجع الطلبة على التفكير الواقعي، وإدراك كيفية تحويل الفكرة إلى مشروع مستدام.
وأضاف أن هذه اللقاءات تعد بمثابة همزة وصل بين الطلبة والخبراء، وتسمح لهم بفهم مراحل إنشاء المؤسسات، من بلورة الفكرة إلى الحصول على دعم مالي أو مرافقة تقنية، وهو ما يعزز حضور الطلبة في مسار بناء اقتصاد متنوع قائم على الابتكار.
تنمية روح المقاولاتية لدى الشباب لمواكبة الرقمنة

أما المشرف على القافلة الوطنية "شاب فكرة"، أنيس بن طيب، فقد ركز في مداخلته تحت عنوان" دور الشباب الجامعي في إنجاح المشاريع المقاولاتية" على المتغيرات التي يشهدها العالم في سوق العمل، حيث أصبحت التكنولوجيا والرقمنة توجه الإنتاج وتقلص الحاجة إلى اليد العاملة الكلاسيكية، مما يفرض على الشباب اكتساب مهارات جديدة وتبني الذهنيةالمقاولاتية التي تسمح لهم بتأسيس مشاريعهم الخاصة.
وأوضح أن المقاول العصري مطالب بتطوير ذاته باستمرار، واكتساب القدرة على التكيف والبحث عن حلول للمشاكل اليومية التي يمكن أن تتحول إلى مشاريع ذات أثر اقتصادي، مؤكدا أنّ مهارات التواصل والإبداع والتفاوض أصبحت جزءا لا يتجزأ من شخصية المقاول الناجح.
المقاولاتية رهان تنموي لا مجرد خيار اقتصادي
من جانبه قدم الوزير الأسبق للاستشراف والإحصائيات، بشير مصيطفى، قراءة تحليلية في استراتيجيات تطوير المشاريع الريادية في السياق الجزائري.
وسلط الضوء على التحديات التي تواجه المقاول، بدءا من دراسة السوق وتحديد المنافسة، مرورا بفهم الأطر القانونية والتنظيمية المتعلقة بالاستثمار، وصولا إلى تحديد الجدوى الاقتصادية للمشروع.
وأكد أن ترسيخ ثقافة المقاولاتية ليس مجرد خيار اقتصادي، بل هو رهان تنموي يسمح برفع معدلات النمو وخلق اقتصاد قائم على الابتكار والقيمة المضافة.
ودعا الطلبة إلى امتلاك رؤية واضحة وإعداد خطط عمل دقيقة، مع التحلي بمرونة تسمح لهم بالتكيف مع التحولات الاقتصادية.
المقاولاتية خيار الشباب لإنشاء مشاريعهم الخاصة

كما قدم المتعامل الاقتصادي أيوب برابح مداخلة بعنوان "من فكرة إلى قوة اقتصادية: خارطة الطريق لطالب المقاول"، أبرز فيها أهمية التغيير الذهني لدى الشباب، مذكرا بأن المرحلة الحالية تتطلب الانتقال من ثقافة انتظار الوظيفة العمومية إلى ثقافة إنشاء المشاريع الخاصة.
وأشار إلى أن مؤسسات الدولة لم تعد قادرة على استيعاب الأعداد الكبيرة من الخريجين، مما يجعل المقاولاتية خيارا استراتيجيا للتشغيل.
كما أوضح أن المشروع المقاولاتي الناجح يبدأ من ملاحظة بسيطة لإشكاليات يومية يعيشها المجتمع، ويتم بناؤه على أساس تقديم خدمة أو منتج يسهل حياة المواطن، مستشهدا بتطبيقات ناجحة في قطاع النقل والخدمات.

وفي تصريح لـ" بركة نيوز" أوضح نائب المكتب الولائي للعاصمة بالمنظمة الوطنية للطلبة الجزائريين، إسلام برداعة، أن الملتقى يهدف إلى مرافقة الطلبة لتحويل أفكارهم إلى مشاريع اقتصادية حقيقية، مضيفا أن الشباب الجزائري، خصوصا حملة المشاريع المبتكرة، يشكلون الركيزة المستقبلية لتحقيق الإقلاع الاقتصادي الذي تطمح إليه الجزائر.

من جهته، عبر الطالب أمين بزاز ، ماستر 2 – سياسات عامة ، عن ارتياحه لمثل هذه المبادرات التي تمنح الطلبة فرصة الاحتكاك بخبراء الاقتصاد والمقاولاتية، وتمكنهم من اكتساب المهارات اللازمة للاندماج في عالم ريادة الأعمال.
وأكد أن استمرار تنظيم مثل هذه الورشات سيسهم في ترسيخ الفكر المقاولاتي داخل الجامعة وجعلها عنصرا فعالا في عملية التنمية المستدامة.

