133

0

ترامب قناص الصفقات وبائع أوهام السلام

 

 

بقلم:  سعيد بن عياد

 

109 شهيد من سكان قطاع غزة فلسطين سقطوا في الجمعة 16 ماي 2025، اليوم الأخير من جولة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى منطقة الخليج التي بدأها من المملكة العربية السعودية ثم دولة قطر فالإمارات العربية المتحدة، محققا موسم حصاد هائل من الأموال والهدايا غير المسبوقة والصفقات، لكن دون أن ينجز أي شيء مما لمح له عشية جولته الثلاثاء الماضي بخصوص امكانية لجم مجرم الحرب نتنياهو وإدخال المساعدات الإنسانية.

خاصة بعد أن اطلقت المقاومة الفلسطينية أحد الرهائن من جنسية امريكية صهيونية نتيجة محادثات جرت بين مسؤولين عن البيت الأبيض وممثلين عن حركة المقاومة الفلسطينية حماس .

موازاة مع اطلاقه عبارات الشكر والمدح لليد التي سلمته ما تنقل من أجله لم يخص الوضع في غزة بما يستحق من قرارات تنسجم مع الغدق الذي احيط به ومع ما سوق له اعلامه مراوغا الجميع بعد ايهام الكل بأسلوب رجل المال والأعمال والصفقات الدسمة انه يشعر بمعاناة وآلام الفلسطينيين في غزة مكررا عنوان مشروعه العقاري دون أدنى اعتبار للإنسان وحرمة الأرض والحق في مقاومة الاحتلال.

لم يستوقفه احد عند الذكرى 77 للنكبة التي عصفت بالشعب الفلسطيني ذات 15 ماي 1948 حينما قامت عصابات الكيان الصهيوني في اكتوبر 2023 بإطلاق مخطط تقتيل وتشريد الفلسطينيين من أرضهم في مشهد لا يوجد سوى في سجلات النازية الألمانية زاد من مرارته تواطؤ المجتمع الدولي.

ويكرر ذات المشهد اليوم لكن بفارق جوهري هذه المرة هو أن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة لم يقبل الخضوع لمخطط تهجير تحت القتل والحصار مقدما أروع الصور في التضحيات والتحمل والصبر أمام إبادة غير مسبوقة زادها ألما غياب دور عربي فاعل بل بعضه انخرط في دعم العدو خاصة ممن ركبوا قطار التطبيع الذي يسعى ترامب لرفعه أكثر نحو عواصم عربية في المنطقة دون أي اعتبار لحق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة عاصمتها القدس الشرقية طبقا للشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة.

لم يتحدث رئيس أكبر دولة في العالم عن القانون الدولي والشرعية الدولية، شغله الشاغل إنجاز أهدافه الشخصية المالية والاقتصادية وتسويق صورته على أنه يريد السلام لكن بالمعايير الهيمنية والتسلطية وانتزاع ما يريد بدون حرب إنما بالتلويح بها مهددا ومتوعدا مع الحرص على خدمة الكيان النازي الصهيوني باخضاع دول المنطقة لادماجها في مخطط التطبيع كما فعل مع الرئيس السوري لما التقاه بالرياض مشترطا على دمشق التطبيع مع العدو الصهيوني المحتل دون ذكر وضع الأراضي السورية كالجولان والاعتداءات على الداخل السوري والاختراقات اليومية للأجواء والأراضي السورية.

وفي المحصلة مثله مثل سابقه بايدن لا يمكن انتظار شيء من ترامب بائع الأوهام ومحترف الابتزاز، يتظاهر باثارة خلافات مع مجرم الحرب نتنياهو لكنه يفتح له المجال لمواصلة المجازر يوميا بلا حسيب ولا رقيب يسفك دماء الأطفال والنساء ويفرض حصارا على المدنيين مع صمت عالمي لا تصغي فيه حكومات الدول الغربية للشارع في كبريات عواصمها حيث يتظاهر الأحرار هناك مطالبين بوقف إبادة الفلسطينيين ومنددين بالجرائم الصهيونية وبالدعم الأمريكي والغربي لها عسكريا ودبلوماسيا واعلاميا.

في النهاية ليس من سبيل أمام المقاومة الفلسطينية سوى التمسك بالحقوق الوطنية مهما كانت الفاتورة من التضحيات الجسام والصمود في الميدان بالوسائل المتاحة لالحاق أكبر ضرر مؤلم بالقوات الصهيونية فليس هناك عبر التاريخ من لغة يفهمها الإحتلال سوى لغة الرصاص وهي مهمة تعني أيضا الفلسطينيين في الضفة الغربية وفي الداخل الصهيوني بنقل الرعب إلى العمق.

 

 

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services