29

0

ملتقى وطني لتعزيز دور الإرشاد الديني داخل المؤسسات العقابية

احتضنت المدرسة الوطنية دار الإمام  المحمدية بالعاصمة الجزائرية، صباح اليوم الاثنين فعاليات الملتقى الوطني حول الإرشاد الديني في المؤسسات العقابية، الذي نظمته وزارة العدل بالتنسيق مع وزارة الشؤون الدينية والأوقاف، في إطار تعزيز العمل المشترك بين القطاعين.

هارون الرشيد بن حليمة

وألقى كل من وزير العدل حافظ الأختام الدكتور لطفي بوجمعة ووزير الشؤون الدينية والأوقاف الدكتور يوسف بلمهدي كلمتين خلال افتتاح الملتقى، أكدا فيهما أهمية ترقية برامج العمل التنسيقي داخل المؤسسات العقابية، خاصة ما تعلق بتطوير التأطير الديني ومرافقة النزلاء روحياً وأخلاقياً.

وتطرق الوزيران إلى الدور المتنامي لبرامج حفظ القرآن الكريم داخل مراكز إعادة التربية، باعتبارها أداة فعّالة في تهذيب السلوك وترسيخ القيم الأخلاقية، مشيرين إلى النتائج الإيجابية التي حققتها هذه البرامج في دعم نفسية المحبوسين وتحسين المناخ داخل المؤسسات.

كما شددا على مواصلة تطوير هذا التعاون عبر تكوين متخصص للأئمة والمؤطرين الدينيين، وإعداد مواد تربوية حديثة تلائم خصوصية الوسط العقابي، مع توسيع الأنشطة الدينية والمحاضرات الوعظية، بما يجعل الإرشاد الديني ركيزة أساسية في مسار الإصلاح وإعادة الإدماج الاجتماعي.

حضور رسمي وإحصائيات حول واقع الإرشاد داخل المؤسسات العقابية

قدّم وزير العدل حافظ الأختام الدكتور لطفي بوجمعة عرضاً مفصلاً حول جهود الوزارة، مشيراً إلى أن الوعظ والإرشاد الديني والتعليم القرآني أصبحت مكوّناً أساسياً في عملية إعادة تأهيل النزلاء ودمجهم اجتماعياً.

وأوضح الوزير أن الشراكة بين قطاعي العدل والشؤون الدينية، الممتدة منذ توقيع اتفاقية التعاون في 03 مارس 2009، سمحت بترسيخ حضور المؤطرين الدينيين داخل المؤسسات العقابية بصفة منتظمة.

وكشف الوزير عن أرقام محدثة تفيد بتعيين 596 مؤطراً دينياً، بينهم 299 إماماً، و206 معلّم قرآن، و91 مرشدة دينية، يشرفون على دروس التوجيه والإرشاد.

كما تم تسجيل 596 قسماً لتحفيظ القرآن الكريم، استفاد منها 11022 نزيلاً، بينهم 241 حافظاً للقرآن كاملاً، ما يعكس تطوراً ملحوظاً في مستوى الإقبال على البرامج الروحية داخل الوسط العقابي.

تأكيد على توسيع التعاون وتطوير المناهج الدينية

وفي كلمته، أكد وزير الشؤون الدينية والأوقاف الدكتور يوسف بلمهدي أن التعاون بين الوزارتين يشكل نموذجاً عملياً يربط بين الإصلاح القانوني والتأهيل الروحي، مشدداً على أن الإرشاد داخل المؤسسات العقابية يُعدّ استثماراً حقيقياً في الإنسان.

وأشار إلى أنّ الوزارة تعمل على تطوير مناهج دينية حديثة تناسب خصوصية النزلاء، مع تكوين أئمة متخصصين قادرين على التعامل مع التحديات النفسية والاجتماعية داخل الوسط العقابي.

وأوضح بلمهدي أن تعزيز البرامج القرآنية، وتوسيع فضاءات التحفيظ، وتحسين جودة التأطير، كلها خطوات تهدف إلى دعم توازن النزلاء وإكسابهم قيماً إيجابية تسهم في الحد من الانحراف.

تعليم القرآن وترسيخ القيم الدينية في المؤسسات العقابية

أفاد عبد الحميد توكي، الإمام الخطيب الأول بولاية بشار في تصريحه لبركة نيوز أنّ الإرشاد الديني داخل المؤسسات العقابية أصبح منظومة إصلاحية متكاملة، مشيراً إلى أنّ النتائج تظهر بوضوح في سلوك النزلاء ومستوى الانضباط داخل المرفق العقابي.

وأوضح أنّ البرامج القرآنية ودروس الوعظ باتت تسهم بشكل مباشر في إعادة توازن النزيل الروحي، بما يجعله أكثر استعداداً للاندماج الإيجابي بعد خروجه.

توسيع البرامج وفتح باب التحفيظ للجميع 

كما أكّد عبد الرؤوف كاركار، إطار بمديرية الشؤون الدينية لولاية سطيف ومرشداً بالمؤسسة العقابية في تصريحه لبركة نيوز أنّ برامج حفظ القرآن تعتمد مبدأ عدم التفرقة بين النزلاء بغضّ النظر عن السن أو المستوى، لافتاً إلى أنّ الهدف الأساسي هو إصلاح الإنسان بعيداً عن تقييم ماضيه.

وذكر أنّ كل الوسائل البيداغوجية اللازمة تم توفيرها، مع دعم حفظ الأربعين النووية والمتابعة الفردية للراغبين، ما يعكس الإقبال والنجاعة.

 

 

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services