30
0
تنصيب أول برلمان للطفل الجزائري: تجربة لتعزيز قيم الحوار

تم اليوم الاثنين تحت قبة المجلس الشعبي الوطني بالجزائر العاصمة، تنصيب أول برلمان للطفل الجزائري، في خطوة تهدف إلى تمكين الأطفال من تجربة عملية تعكس مفاهيم الحوار والمسؤولية والمشاركة في الشأن العام.
ص دلومي
وجرى الحفل بحضور رئيس مجلس الأمة عزوز ناصري، ورئيس المجلس الشعبي الوطني إبراهيم بوغالي، ورئيسة المحكمة الدستورية ليلى عسلاوي، ووزير التربية الوطنية محمد صغير سعداوي، ووزيرة العلاقات مع البرلمان نجيبة جيلاني، والمفوضة الوطنية لحماية حقوق الطفل مريم شرفي.
وفي كلمته بالمناسبة، أكد رئيس المجلس الشعبي الوطني، إبراهيم بوغالي، على أهمية هذه التجربة، مشيدًا بثقة زملائهم في الانتخابات التي جرت على مستوى المؤسسات التربوية، وأطفال الجالية الجزائرية بالخارج. وأضاف أن برلمان الطفل الجزائري يوفر فرصة ثمينة للتلاميذ لفهم قضايا المجتمع والانخراط بوعي في الشأن العام، والتدرب على تحويل الأفكار إلى مبادرات وإنجازات فعلية.
وأوضح بوغالي أن هذا البرلمان يمثل امتدادًا طبيعيًا لدور المدرسة الجزائرية ومؤسسات الدولة في ترسيخ ثقافة الاجتهاد والتفوق الدراسي، وتنمية روح المبادرة والتميز، وتعزيز قيم الانضباط. كما شدد على أن الجزائر بقيادة رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون تولي اهتمامًا خاصًا بالطفولة باعتبارها حجر الزاوية في كل مشروع نهضوي وأساسًا لبناء ديمقراطي مستدام.
وتوجه بوغالي للأطفال قائلًا: "جلوسكم اليوم تحت قبة هذا البرلمان يمثل محطة مفصلية في مساركم التربوي، وبداية فعلية لتشكل شخصيتكم القيادية، فهذه التجربة تتجاوز حدود التمثيل الشكلي لتكون مدرسة حقيقية في تعلم العمل الجماعي واحترام الرأي الآخر، والتدرب على اتخاذ القرار المسؤول".
من جهته، رحب وزير التربية الوطنية بهذه المبادرة، معتبرًا أنها تأتي ضمن توجه الدولة لتعزيز مشاركة الأطفال في الحياة المدرسية والمؤسساتية، وتكوين جيل واعٍ بقيم الجمهورية ومتشبع بثقافة الحوار والمسؤولية. وأوضح الوزير أن الوزارة اختارت نخبة من التلاميذ الحاصلين على معدل 17 فما فوق لتمثيل الأطفال الجزائريين بأفضل صورة داخل البرلمان.
وقد تم اختيار 126 تلميذًا من الطور الثانوي و275 من الطور المتوسط، إضافة إلى طفلين من ذوي الهمم، وتلميذ واحد من المدرسة الجزائرية الدولية بفرنسا لتمثيل أطفال الجالية الوطنية بالخارج. وأكد رئيس المكتب المؤقت لبرلمان الطفل الجزائري، عبد الله رقابي، أن العهدة الأولى ستتيح نقل انشغالات الأطفال الجزائريين وأبناء الجالية بالخارج إلى الحكومة لمعالجتها بشكل فعلي.
وخلال الجلسة، تم الإعلان عن القائمة الاسمية لأعضاء البرلمان والمصادقة عليها لعهدة 2025/2027، كما تم قراءة النظام الداخلي للبرلمان من قبل الطفلة من ذوي الهمم ياسمينة بوكفوسة، حيث تنص إحدى مواده على أن البرلمان يعد منصة للحوار والتعبير الحر عن آراء الأطفال ومساءلة الحكومة من خلال جلسات عامة.
تجربة برلمان الطفل الجزائري تعكس التزام الدولة الجزائرية بتعزيز ثقافة الديمقراطية والمشاركة الفعلية للأطفال، وتؤسس لجيل قادر على ممارسة حقوقه وواجباته منذ الصغر، بما يعزز مستقبل الجزائر الجديدة.

