في قلب العاصمة الجزائرية، حيث تلتقي الأصالة بالجمال، تُحيي بلدية الجزائر الوسطى، بلمسة من التميز، الاحتفال السنوي بيناير 2975، تحت إشراف الجمعية النسوية حواء لولاية الجزائر.
دليلة/ ح
هذه الفعالية، التي أصبحت موعدًا سنويًا لا غنى عنه، ليست مجرد مناسبة تقليدية فقط، بل هي تجسيد حيٌّ لروح الشعب الجزائري وارتباطه العميق بجذوره الأمازيغية، واحتفائه بالتنوع الثقافي الذي يُعد عنصر قوته ورمز وحدته الوطنية.
التمسك بيناير: موروث حيٌّ ينغرس في الذاكرة الجماعية
يعد يناير بالنسبة للشعب الجزائري أكثر من مجرد احتفال، بل هو موعد يضيء دروب الماضي ويعيد للأذهان التضحيات الكبرى والأصوات التي لطالما نادت بالحرية والكرامة. إن تمسك الشعب الجزائري بهذا التقليد هو تمسكه بالهوية الثقافية الأمازيغية، التي تشكل جزءًا لا يتجزأ من النسيج الوطني، وتؤكد على ضرورة الحفاظ على موروث الأجداد بكل تفاصيله.
الاحتفال بين أصالة الفكرة وروعة التنظيم
تحت رعاية بلدية الجزائر الوسطى، وبتوجيه من السيدة بن غالية، رئيسة البلدية، والسيد زمام أمين، مدير النشاطات الثقافية، تُقدّم جمعية حواء للنساء برنامجًا ثقافيًا فنيًا شاملاً، يُسلّط الضوء على جوهر التراث الجزائري الأصيل.
وبالمناسبة تؤكد السيدة دليلة حميس، رئيسة الجمعية، على أهمية هذا الحدث في تعزيز الروابط الوطنية، وتُعرب عن شكرها لكل من ساهم في إحياء هذا الحدث المميز، وعلى رأسهم السيدة مسفاح ذهبية، رئيسة جمعية "ثانكرا" من تيزي وزو، والسيد بن حمدوش مالك والسيد خالد من البويرة، اللذين كان لهما دورًا كبيرًا في تحقيق النجاح لهذه الفعالية. لوحات فنية وثقافية تسرد الحكاية
أبرز ما يميز هذا الاحتفال هو تنوع الأنشطة التي تعرض ثقافات متنوعة من مختلف المناطق الجزائرية، وتُقدّم العروض تحت إشراف نخبة من الفنانين والحرفيين الذين يملكون القدرة على نقل الماضي بأدق تفاصيله: أورار الخالات: مع الفنانة كريمة كماش، ستكون الأهازيج النسوية الأمازيغية من منطقة القبائل محط أنظار الجمهور، حيث ستُقدّم "أورار الخالات" بمزيج من الأصوات التي تُجسد قصص الأجيال السابقة.
العادات والتقاليد القبائلية:
على المباشر، ستُقدّم عروض حية تحاكي عادات العرس التقليدي في منطقة القبائل، تلك التقاليد العريقة التي تفيض بالأصالة، كما سيتاح للزوار فرصة لتذوق أطيب الأطباق التقليدية التي تشتهر بها المنطقة، بتقديم من جمعية "ثانكرا".
كما ستأسر الفرقة الفلكلورية النسوية "أشويق": من أعماق جبال جرجرة الحضور بأهازيجها التي تجمع بين الصوت الحي والتقاليد العميقة.
ورشة الشعر الأمازيغي:
تحت إشراف الشاعر والفنان بقريش أحسن، سيقدم عروضًا متميزة في الشعر الأمازيغي ومونولوج حيوي، حيث سيتم ربط الهوية الوطنية بالتراث الأمازيغي وروح المقاومة والنضال في سياق ثورة التحرير الجزائرية. ورشات حية للفنون التقليدية:
ستُعرض مراحل صناعة البرنوس والحايك، بالإضافة إلى ورشات لتزيين الأدوات المنزلية بالألوان والرموز الأمازيغية، مما يبرز مهارات الحرفيين المحليين في إبراز جماليات الثقافة الجزائرية.
متحف الأدوات القديمة:
رحلة عبر الزمن، حيث يعيد الزوار اكتشاف أدوات الأجداد التي تعكس ارتباط الإنسان الجزائري بالطبيعة في مراحل تاريخية مضت. رسالة الحدث: تأصيل الهوية ورسم المستقبل
الاحتفال فرصة لاستحضار الماضي و مناسبة أيضا لتجديد التزامنا بتوثيق تراثنا الثقافي وتعزيزه في الذاكرة الجماعية للأجيال القادمة. عبر هذه الفعاليات، تعكس جمعية حواء، بالتعاون مع شركائها، روح التضامن والتفاعل بين مختلف ولايات الجزائر، وتُظهر للعالم صورة جزائرية حية، غنية بالثقافات والموروثات، التي تظل حاضرة في قلوب الجميع.
وفي الختام، تؤكد السيدة دليلة حميس أن هذا الاحتفال يُعد بمثابة إعادة لإحياء التراث الجزائري، ويُساهم في تربية الأجيال الجديدة على أهمية الحفاظ على الهوية الوطنية، مُعلنة شكرها لكل من ساهم في إتمام هذا الحدث، ومشيدة بالجهود المبذولة من بلدية الجزائر الوسطى وشركائها المحليين .