47
0
تقرير "الأونكتاد" 2025: الجزائر تحقق قفزة نوعية في جذب الاستثمار الأجنبي
.jpeg)
أصدر مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (الأونكتاد)، اليوم الثلاثاء، تقريره السنوي حول الاستثمار العالمي لسنة 2025 تحت عنوان: "الاستثمار العالمي في الاقتصاد الرقمي"، حيث سلط الضوء على أداء الدول في مجال جذب الاستثمار الأجنبي المباشر، في ظل التحديات الاقتصادية والاضطرابات الجيوسياسية العالمية.
ماريا لعجال
وخصّ التقرير الجزائر بإشادة لافتة، مسجّلًا نموًا ملحوظًا في تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر نحو البلاد، والتي بلغت 1.43 مليار دولار خلال سنة 2024، أي بزيادة تقدر بـ18 بالمئة مقارنة بسنة 2023. واعتبر التقرير هذا النمو مؤشرا على "عودة تدريجية للجزائر إلى خريطة الاستثمار العالمية".
وحسب التقرير، فإن هذه الديناميكية الاستثمارية الإيجابية تعود إلى جملة من العوامل، على رأسها الإصلاحات التشريعية التي تضمنها قانون الاستثمار الجديد، إلى جانب إصرار الدولة الجزائرية على تنويع اقتصادها خارج قطاع المحروقات، وتثمينها لموقعها الجغرافي الإستراتيجي كبوابة نحو إفريقيا وأوروبا.
كما أشار "الأونكتاد" إلى تحسّن ملحوظ في البنية التحتية الوطنية، خصوصا في ما يتعلق بالموانئ ومشاريع النقل وربط الشبكات الطاقوية، ما ساهم في تسهيل عمليات التصدير والاستيراد وجعل من الجزائر وجهة أكثر جاذبية للمستثمرين.
وركز التقرير كذلك على البعد الإقليمي والدولي في سياسة الجزائر الاقتصادية، حيث أشاد بانخراط الجزائر في اتفاقيات دولية كمنطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية (ZLECAF)، التي وصفها التقرير بـ"رافعة استراتيجية" تعزز من فرص النفاذ إلى الأسواق الإفريقية الواعدة.
ورغم أن التقرير ركّز في نسخته لهذا العام على الاستثمار في الاقتصاد الرقمي، إلا أنه أشار إلى أن الجزائر تخطو خطوات واعدة في مجال التحول الرقمي، ما يجعلها مؤهلة أكثر للاستفادة من التدفقات الاستثمارية في قطاعات التكنولوجيا، الخدمات الرقمية، والبنية التحتية الذكية.
في ختام التقرير، نوّهت "الأونكتاد" بـ"الإرادة السياسية الواضحة" للجزائر في تحسين مناخ الأعمال وجذب الاستثمار النوعي، معتبرة أن المرحلة المقبلة مرهونة باستمرار الإصلاحات وتفعيل الشراكات الدولية لدفع عجلة النمو الاقتصادي.