258
0
تحية إكبار لطلبة بنغلادش في هبتهم الإستراتيجية الموفقة
بقلم/ د. الطيب برغوث
الطلبة في بنغلادش يحدثون انقلابا هاما في هذه الدولة الكبيرة ويتوقون إلى تصحيح أوضاعها، ووضعها على طريق النهضة المنشودة التي طال امدها، وتضاعفت مديونيتها الحضارية، فتحية خاصة لهم، فقد تمكنوا من تقديم نموذج حي عما يجب أن يكون عليه الطلبة في المجتمع عامة والمجتمع المسلم خاصة، فهم الفئة الأكثر نقاوة وصدقا وحيوية ومصداقية في المجتمع، وسلامة من التلوثات المتفاوتة الشحنات التي تعاني منها بقية الفئات الأخرى فيه، وتشكل عائقا في طريق النهضة المنشودة.
إن الدرس الأهم الذي يجب استخلاصه مما قام به الطلبة في بنغلادش هو ضرورة المحافظة على نقاوة وحيوية الطلبة من الملوثات الفكرية والثقافية والسياسية والاجتماعية، حتى تظل بوصلتهم حساسة للمصالح الحيوية العليا للمجتمع والأمة، ويهبون باستمرار في الوقت المناسب لاستنقاذ المجتمعات والدول والأمم والحضارات من العبث والعبثية المنهكة والمهلكة.
إن تلويث فئة الطلبة هذه المضغة التي إذا صلحت صلح المجتمع وإذا فسدت فسد، وتشويش وتشويه بوصلتها الرسالية الاستراتيجية، من أخطر ما تواجهه المجتمعات الإنسانية، ويهدد مستقبلها ومصيرها، فتصبح بلا بوصلة وقدرة استشرافية إستراتيجية مبكرة، وتغرق في مستنقعات الأدلجة العقيمة، والتفاهة والعبثية والتيه الوجودي والحضاري معا.
نتمنى أن تتأمل النخب الفكرية والسياسية والاجتماعية النافذة في مجتمعنا وأمتنا دروس هذه الهبة الطلابية المهمة في بنغلادش وتجد في إصلاح وتقويم مسارات التفاهة والعبثية والتيه التي تجتاح مجتمعاتنا، وتهدر طاقاتها وتستنزفها في العبث المقرف، وتعطل نهضتنا الحضارية، وتطيل ضعفنا و استباحتنا الحضارية المذلة، وتضاعف مديونيتها الحضارية التي ترهق كاهل الأجيال المعاصرة والقادمة مع الأسف الشديد.