237
0
تحضيرا لندوة "مالك بن نبي.. مذكرات أستاذ وذكريات طلبة "
دردشة فايسبوكية جادة بين أقلام جزائرية، تحتاج الى غربلة و توثيق !!
مصطفى محمد حابس : جينيف / سويسرا
ونحن نسعى مع بعض الإخوة في أوروبا في تنظيم ندوة حول مذكرات مالك بن نبي وذكريات بعض طلبته عن استاذهم، بمناسبة ذكرى رحيله الـ 51، يوم 31 أكتوبر المقبل، طمعا في تنوير الأجيال باستضافة بعض قدماء طلبة مالك وهم كثر في الداخل والخارج، لكننا صدمنا بكل أسف و بعد نصف قرن من رحيل بن نبي، لا يزال بعضهم متردد في الادلاء بشهادته و ذكرياته مع أستاذ الأجيال!!
وتتمة لمقالنا السابق الذي تطرقنا فيه باقتضاب لمشروع جمع تراث أول مسجد طلبة في تاريخ الجزائر المعاصر وصاحب فكرته، المفكر الراحل مالك بن نبي، وقد اعترفنا يومها كما قد يكون قد اعترف غيرنا، بمعلومات عن حياة مالك بن نبي، نسمع عنها لأول مرة لما تطرقنا لسيرة نماذج من أساتذتنا الذين ترعرعوا في أكناف هذا المسجد الطلابي النموذجي، وما رووه لنا عن تلك الحقبة، منها شهادة الأستاذ الكفيف أحمد قتال - متعه الله بالصحة و العافية - الذي كان من المواظبين على ندوات مالك بن نبي في مسجد الطلبة، قوله: "أن السفارة الليبية هي التي كانت تدفع نفقات علاج مالك بن نبي في باريس في سبعينات القرن الماضي، وليس الدولة الجزائرية آنذاك، كما يزعم بعضنا!!"، وحتى عند موت مالك بن نبي (رحمه الله) لم يعلن عنه لا مذياع و لا تلفاز أيامها و اكتفت - على استحياء - جريدة جزائرية، أظنها المجاهد بالفرنسية، بإعلان وفاته في فقرة بحجم إعلانات التعازي، في إحدى صفحاتها الداخلية، حيث كتبت ما ترجمته :"توفي مساء أمس المفكر الاسلامي الجزائري مالك بن نبي بمنزله بعد صراع طويل مع المرض، وستقام الجنازة يوم 2 نوفمبر (1973)، على الساعة 2 ظهرا، بعد صلاة الجمعة (في مسجد الطلبة). كما سيتم - قبل ذلك - نقل الجثة من مسكنه، الكائن بـشارع فرانكلين روزفلت، رقم 50 بالجزائر العاصمة. و يُعرف السيد بن نبي بمؤلفاته العديدة، نذكر منها بشكل خاص: “شروط النهضة”، “وجهة العالم الإسلامي”، “مشكلة الأفكار في العالم الإسلامي”.
كما يذكر أستاذنا الدكتور عمار طالبي، أن من الشخصيات المعزية الممثلة للدول من عالمنا العربي والإسلامي، وحده الزعيم الليبي معمر القذافي الذي أوفد ممثلا لحكومته في جنازة مالك بن نبي.
مالك بن نبي يعود من باتنة: دردشة شاوية بين أقلام جزائرية ذكريات و مذكرات !!
ونحن مترددون في الاستمرار للبحث عن هذه الدرر لطلبة مالك و بالتالي تنظيم الندوة من عدمها أم تأجيلها، استوقفتني هذا الأسبوع دردشة فايسبوكية بين أقلام جزائرية، استفدت منها كثيرا، حول آخر زيارات مالك بن نبي لإلقاء سلسلة محاضراته في ربوع الوطن، منها زيارته لعاصمة الأوراس الأشم، باتنة، التي زارها في ذات السنة التي فارق فيها الحياة تحديدا، رحمه الله، حيث دون محمد أنور لمباركية، تحت عنوان:
المفكر مالك بني يزور ثانوية الشهيد مصطفى بن بولعيد بباتنة قوله، ما يلي:
" زار المفكر الكبير مالك بن نبي مدينة باتنة في الثاني عشر ماي 1973م لإلقاء محاضرة فكرية. واستغل المربي الكبير الأستاذ بلقاسم جبايلي السانحة، فدعاه لتفقد ثانوية الشهيد مصطفى بن بولعيد التي يشرف عليها، فلبى الدعوة مبتهجا. وقد دوّن المفكر مالك بن نبي انطباعا غمره بالإعجاب بعد هذه الزيارة، قال فيه : (بمناسبة محاضرتي بمدينة باتنة، تشرفت صحبة الأخ علي بن أوجيت والسيد مدير ثانوية ابن بولعيد الأخ بلقاسم جبايلي، بزيارة المدرسة. فأطلعنا الأخ المدير على البناية بكل تفاصيلها الوظيفية والمرفقية اطلاعا زاد من يقيننا بانتصار الشعب الجزائري على الجهل، وبأهمية الدور الذي سيقوم به الجيل الذي يهيأ في هذه الأقسام وهذه المخابر وفي المسجد البسيط التي تشيد فيه الأرواح بجنب تشييد العقول، إنني أشكر السيد مدير الثانوية الذي أتاح لي هذه الفرصة الثمينة التي أدخلت على قلبي السرور).
وعلق بعده، صالح نايلي، قائلا :
القى بن نبي محاضرة بالمعهد الاسلامي وكان المدير آنذاك محمد الطاهر عزوي رحمه الله ولأني كنت يومها ما زلت في مرحلة المتوسط واسكن عند خالي في حي شيخي والمحاضرة كانت بعد المغرب ولم أكن أعرف الرجل فلم أحضر وفاتتني فرصة الاستماع الى هذا المفكر الذي سبق زمانه، رحمه الله.
كما علق محمد السعيد نايت السعيد، قائلا :
لا ننسى أن همزة الوصل بين باتنة ومالك بن نبي هو علي ابن وجيت الباديسي النشأة وقد كان تاجرا يومها ولكن مثقفا من الطراز العالي يتقن العربية والفرنسية معا وقد سبق وان تعرف عليه في باريس يبدو لي قبل الثورة !!
من جهته كتب بفرنسية راقية الإعلامي المخضرم المعروف علي بن بلقاسم، الذي لازم حمودة بن الساعي سنوات و سنوات، قوله :
أقيمت المحاضرة بقاعة سينما ريجن بباتنة.. وكان هناك حشد غفير من الحضور.. بن نبي كان مدعوا من قبل علي بن أوجيت، هذا الأخير الذي توفى سنة 2023 إثر صراع طويل مع مرض القلب. مذكرا بقوله "بعد صدور كتاب نور الدين خندودي عن حمودة بن الساعي(1902-1998). جمعتُ يومها خندودي و بن أوجيت في مقهى سمرقند المقابل لأحد مداخل جامعة الحاج لخضر بباتنة، ودار بينهما نقاش طويل حول شخصية حمودة بن الساعي وأفكاره. وكان بن أوجيت يعرف بن نبي في باريس كما يعرف حمودة بن الساعي وشقيقه صالح بن الساعي الذي كان من أوائل المهندسين الزراعيين في الجزائر".
مسترسلا بقوله :" أتساءل دائما لماذا حمودة بن الساعي لم يحضر محاضرة بن نبي في باتنة، ألم يقم بن أوجيت بدعوة بن الساعي؟ أم أن بن الساعي لم يرغب في حضور هذه محاضرة وما الأسباب؟
مجيبا بقوله:" أعتقد أنه عندما خصص بن نبي كتابه الظاهرة القرآنية، بإهداء لحمودة بن الساعي، لم يكن بن الساعي يرغب في ذلك أو غير موافق على ما كتب عنه بن نبي، على ما يبدو!!
في هذا الإهداء كتب بن نبي: إلى صديقي وأستاذي محمد حمودة بن الساعي .. ممكن كلمة " أستاذي" وهما من نفس الجيل!!.. إدراك واعتراف من بن نبي أن ابن الساعي كان معلمه الروحي، لأنه عندما كان بن نبي طالبا في قسم الكهرباء في جامعة السوربون، بن الساعي كان طالبا أيضا تخصص الفلسفة، وحتى أطروحة بن الساعي كانت متمحورة حول أبو حامد الغزالي وفلسفته، وكان المؤرخ صادق سلام، أحد معارف حمودة بن الساعي السابقين، هو الذي ذكر له أنه حصل على نسخة من أطروحة بن الساعي عن طريق صالح بن الساعي شقيق حمودة!!
مذكرا أن مالك بن نبي كان سيلقي محاضرته في "نادي باتنة" الذي أنشأته جمعية الإصلاح التي ترأسها عبد السلام بن خليل، على غرار نادي الترقي بالجزائر العاصمة، حيث ألقى حمودة بن الساعي محاضرته الشهيرة في ثلاثينيات القرن الماضي حول القرآن والسياسة !!
و تبقى هذه الزيارة للتاريخ و ذكرى نعتز بها نحن، سكان باتنة."
"مذكرات شاهد للقرن" تُعبّر عن رؤية شاهد بصر وبصيرة للإنسان والتاريخ والحضارة..
كما هو معروف لدى المهتمين بفكره والمهمومين بتراثه، فإن مالك بن نبي، في كتابه الشهير "شاهد للقرن" استطاع أن ينقل لنا صورة الجزائر في فترة مهمة من تاريخها وواقع الإنسان الجزائري آلامه وأحلامه بعين مفكر ومحلل وأديب متبصر نقل لنا مشاهداته وموقفه من الأحداث وهو يروي لنا قصة حياته وما عايشه خاصة في رحلاته وتنقله بين مدن الجزائر وخارجها!!
طبعا "مذكرات شاهد للقرن" أخرجه فيلسوف الحضارة عام 1966 باللّغة الفرنسية، وترجم الدكتور عبد المجيد النعنعي القسم الأول منه المُسمّى «الطفل» الذي يروي مذكراته في الفترة بين 1905 و1930، وأخرج المؤلف القسم الثاني من الكتاب بالعربية مباشرة، تحت اسم «الطالب» الذي يروي مذكرات بن نبي في الفترة بين 1930 و1939 م.
المذكرات في قسميها «الطفل» و«الطالب» تُعبّر عن صياغة تاريخ فرد في ارتباطه بتاريخ بيئة ومجتمع وأمة وإنسانية في حقبة زمنية محددة، كما تُعبّر عن رؤية شاهد بصر وبصيرة للإنسان والتاريخ والحضارة من معايشته لأحداث وظروف كثيرة ومتداخلة وصعبة في الجزائر وفي العالم العربي والإسلامي بوصفه جزءاً من العالم ككل، يشهد على وجود اتجاهين في الفكر والواقع لعالمين مختلفين، عالم يقوده اتجاهه صوب التقدّم العلمي والتكنولوجي والرفاهية المادية والهيمنة واستعمار الشعوب واحتلال الأوطان، وعالم الضعفاء يقوده اتجاهه نحو التحرر، يتطلّع إلى النهضة، يحفظ الفطرة ويتمسك بالتراث ويُحيي قيّم الماضي.
كتابة المذكرات الشخصية ظاهرة ثقافية تاريخية صحية هادفة نافعة للأجيال !!
لا يغيب علينا أن كتابة المذكرات الشخصية لكبار الساسة والمفكرين والقادة من العسكريين وصولا إلى المثقفين والعامة جميعها ظاهرة ثقافية تاريخية صحية هادفة عرفت رواجا كبيرا، منذ نهايات الحرب العالمية الثانية، يجد فيها كل من المؤرخ والمفكر وعالم الاجتماع وعالم النفس والسياسي والأديب والفنّان وغيرهم ضالته، أهميتها تكمن في أنّها مرآة تعكس حقبة تاريخية ثقافيًّا وسياسيًّا واجتماعيًّا واقتصاديًّا، وتعرض صورة العلاقة بين الأنا العربي الإسلامي الجزائري وغيره مما يتقاطع معه في الدين والعروبة والتخلّف والتهيّب من قهر الاستعمار واستبداد الأنظمة وبين الآخر وعملائه كونه استعماراً وثقافةً وحضارةً وتاريخاً.
معلوم منذ عقود إن لم اقل قرون أن كتابات المبعوثين إلى الغرب سواء للدراسة أو لأي عمل آخر تستحق العناية من المؤرخين والباحثين في العلوم السياسية والاجتماعية، جميعها تستحق الدراسة، وفي حياتنا المعاصرة زادت بشكل لافت ظاهرة كتابة المذكرات الشخصية للساسة وقادة الرأي، وكل من شغل وظيفة عامة، حتى بعض المثقفين والشعراء قد كتبوا تجربتهم، سواء في الثقافة أو في الحياة العامة، وقد اعتقد البعض أن هذا النوع من الكتابة يعد تاريخا بالمعنى العلمي، يستوي في ذلك ما كتبه الوزراء وكبار الساسة أو المثقفون والعامة، كل هذا لا يندرج تحت تصنيف الكتابة التاريخية، وإنما هو مادة يمكن أن يعتمد عليها مؤرخو الأدب والسياسة والحياة الاجتماعية، ولا يجوز أن ترقى أبدا إلى مستوى الوثيقة، فالوثائق بحكم صدورها من الجهات الرسمية، قرارات، اتفاقات، توجيهات، برامج تنمية.. إلخ، كل هذه وثائق ولا يجوز أن نعتمد عليها إلا في سياق إخضاعها لمنهج البحث العلمي، ومقارنتها بغيرها من الوثائق الصادرة من جهات أخرى.
فرق كبير بين كتابة المذكرات الشخصية و كتابة التاريخ ..
و بالتالي يرى أهل الاختصاص أن هناك فروق كبيرة بين كتابة المذكرات وبين كتابة التاريخ، فالمذكرات يكتبها أصحابها (من وجهة نظرهم) باعتبارهم جزءا من الحدث أو شهودًا عليه، وغالبًا ما تُكتب مثل هذه المذكرات كتبرير لأخطاء وقع فيها كاتبوها، أو تضخيما لأدوار قاموا بها، أو إدانة لعصر أو نظام، ومثل هذه المذكرات تمثل وجهة نظر كاتبها، بينما المؤرخ لا يُعتد بمثل هذه الكتابات، رغم أنه يعتمد عليها، كما يعتمد على غيرها من الوثائق، مفسرًا ومحللاً وناقدًا، منتهيًا إلى رأي علمي، ورغم ذلك فهو لا يملك الحقيقة كاملة مهما توفرت لديه المعلومات، ومهما كانت درجة مصداقيتها.
كلما اجتهد المؤرخ وكانت لديه القدرة على النقد والتحليل والانفتاح على معارف فلسفية واجتماعية متنوعة، ومهما استخدم الوثائق بطريقة علمية، كلما كان لديه نصيب من الحقيقة وليس الحقيقة كاملة، بعكس كاتب المذكرات الذي لا يرى الحقيقة إلا من وجهة نظره فقط، ولهذا فالفرق هائل بين ما يكتبه المؤرخ وما يُكتب في المذكرات الشخصية.
الهدف من المذكرات ليس الاستمتاع والفخر والاعتزاز وتمجيد الذات !!
الهدف من المذكرات ليس الاستمتاع والفخر والاعتزاز وتمجيد الذات كما يفعل البعض ، وليس للتاريخ فحسب، بل كشف لتكوين صاحب المذكرات ومكوّنات فكره وفلسفته في التاريخ ونظريته في الحضارة، وكشف للهمّ الكبير الذي رافقه طيلة حياته وللمطلب الأعظم الذي عاش لأجله، البحث عن حلول لمشكلات الحضارة بغرض التأصيل والتأسيس للنهوض الحضاري في عالم توزع بين قوّي متسلط ومهيمن وضعيف متخلف ومتهيّب !!
أظن هذا هو الفهم الصحيح لمشروع المذكرات الذي، كان يحرص عليه أستاذنا الشيخ الطيب برغوث و بعض أساتذتنا في أوروبا، لتنتقل المذكرات من مذكرات خاصة بشخص واحد بذاته الى مذكرات جيل كامل، والمشروع الذي يشتغل عليه بعضنا، أقصد "موسوعة للتعريف بالشخصيات الجزائرية التي خدمت الإسلام في العالم و تخدمه لحد الساعة"، وهو مشروع ثقافي كبير كتبنا عنه منذ مدة، واقترح على بعض إطاراتنا في المهجر بحكم اهتمام بعضهم بمجالات الدعوة والإعلام عامة، و قد أعجب به بعضهم، ومنهم كاتب هذه السطور، وتحمس له كثيرا، وتناقش فيه مطولا مع محرره الشيخ الدكتور الطيب برغوث ومع بعض المثقفين الجزائريين المقيمين بأوروبا خاصة، ولكن ومع الأسف فإنه ورغم مرور سنوات عليه، لم ير هذا المشروع المهم النور لحد الآن.
الاسئلة الحارقة العالقة حول مبررات المشروع ومقاصده !!
لا أخفي عليكم، أن "مشروع موسوعة أعلام الجزائر" في عمومه، رغم الظروف الصعبة لكل واحد منا في أشغاله وموطن رزقه، والحقيقة وأنا أطلع على سير وأفكار بعض ما وصلنا من أعلامنا انتابتني قشعريرة، وشعرت بالفخر والاعتزاز، بهذه الطاقات التي ولدت على أرض بلادنا . ووهبت عصارة عقلها و شبابها للدعوة، دون بخل أو تقصير أو أنانية ، بل بمهنية عالية وتجرد...
والمؤسف أن هذه العقول، التي تجاوزت المحلية وحلقت في سماء العالمية، لم تحظ بالاحتفاء، والدراسة والاهتمام اللازم وظلت في الظل، ونخشى أن ترحل قبل أن نستفيد من سيرتها و تجاربها و خبرتها .. وتبقى الاسئلة الحارقة عالقة ما لم تجمع هذه العبقريات و التجارب ، عاجلا، في منشورات تنويرا للأجيال و تبصيرا لهم..
وكما هو واضح - في مقال سابق لنا عن الموسوعة - أن من مبررات المشروع ومقاصده، أنه مشروع وطني- دولي بامتياز، ينبغي أن تشجعه وتدعمه كل الشخصيات والجهات والهيئات الوطنية الحريصة على خدمة التاريخ الثقافي للمجتمع الجزائري، والمدركة لقيمته الكبيرة، كل بما يستطيع. كل بحسب جهده وإمكاناته وظروفه، و كل ذلك يدخل في الوظيفة الكلية الأولى للأمة كما جاء بيان ذلك في مثل قوله تعالى: ( وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ )[آل عمران: 104] أي كونوا أمة تؤدي هذه الوظائف الثلاثة الكبرى في الحياة، وأكد ذلك بآية أخرى جاء فيها: ( كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِتَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ )[آل عمران : 110].