392
0
تجربة جزائرية ومقاربة محكمة يقتدى بها في مكافحة الارهاب
بمناسبة عيد النصر المجلس الشعبي الوطني ينظم يوما دراسيا

قال ابراهيم بوغالي، رئيس المجلس الشعبي الوطني، أن الجزائر التي انتصرت بالأمس في معركة الاستقلال، وانتصرت لاحقا على الإرهاب، قادرة اليوم، بفضل وعي شعبها وعزيمته، على رفع تحديات المستقبل وتحقيق التقدم والازدهار.
بثينة ناصري
وكان هذا خلال اشرافه، اليوم الثلاثاء، على اليوم الدراسي الموسوم بـ"المقاربة الجزائرية في مكافحة الارهاب والجريمة المنظمة تجربة نجاحات، تحديات" بمناسبة عيد النصر، بحضور وزيرة العلاقات مع البرلمان ووزير المجاهدين وعدد آخر من السلك الدبلوماسي.
وفي مستهل اللقاء، أكد بوغالي في كلمة له أن معركة البناء والتنمية اليوم لا تقل أهمية عن معركة التحرير بالأمس، مشددا إلى ضرورة المساهمة في نهضة الوطن، والحفاظ على وحدته، والتصدي لأي تهديد قد يمس سيادته، فالجزائر التي انتصرت بالأمس في معركة الاستقلال وانتصرت لاحقا على الإرهاب، معتبراً إياها قادرة اليوم بفضل وعي شعبها وعزيمته،على رفع تحديات المستقبل وتحقيق التقدم والازدهار.
وأبرز التجربة الجزائرية كنموذج ناجح ورائد لمقاربة شاملة ومتكاملة في مكافحة الإرهاب التي تقوم على مبادئ أساسية، مشيرا إلى جملة من المبادئ المتمثلة في ضرورة تجفيف المنابع المادية والفكرية للإرهاب، وربط السلم والأمن بالتنمية، وتعزيز التنسيق والتعاون الدولي لمواجهة هذه الظاهرة بفعالية.
وذكر رئيس المجلس الشعبي بالجهود الدؤوبة التي تبذلها الجزائر في مجال مكافحة الإرهاب، والتي تكللت بنتائج ملموسة على الساحة الدولية، المعبرة للدورها الريادي، مبرزا إلى تبنى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وبمبادرة من الجزائر، بياناً رئاسياً هاماً يسلط الضوء على البنية المؤسسية لمكافحة الإرهاب في إفريقيا، ويعكس التزام المجتمع الدولي بدعم الجهود الإفريقية في مواجهة هذه الآفة الخطيرة.
وفي ذات الإطار، أكد بوغالي أن الجزائر أولت اهتماما كبيرا لمكافحة الاتجار بالبشر وتهريب المهاجرين، من خلال اصدارها عام 2023 قانونا يجرم الاتجار بالبشر بجميع أشكاله، ويضمن حماية الضحايا عبر توفير الرعاية الصحية والنفسية والاجتماعية، مع تسهيل لجوئهم إلى القضاء وضمان حصولهم على المساعدة القانونية.
ولفت إلى إقرار رئيس الجمهورية لإنشاء منظومة وطنية لحماية أنظمة المعلومات، إلى جانب تطوير إطار قانوني حديث يتيح استخدام أساليب تحقيق متطورة، مثل التسرب الإلكتروني وتحديد الموقع الجغرافي، وهذا بهدف تعزيز قدرة الدولة على التصدي للهجمات الإلكترونية، ومكافحة الجريمة المنظمة في الفضاء الرقمي، حفاظا على الأمن الوطني والسيادة الرقمية.
وأشار لمواصلة الجزائر مسيرتها بثبات، مستندة إلى إصلاحات عميقة ترسّخ أسس الحكم الراشد، وتعزز مسار التنمية المستدامة، وترسي دعائم دولة ديمقراطية حديثة، يكون فيها القانون هو الفيصل والعدالة هي الركيزة والمواطن هو محور الاهتمام.
وأشاد ذات المسؤول بالدور المحوري الذي يضطلع به الجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني، مؤكدا أنه أثبت في كل المحطات المصيرية أنه الحصن المنيع للوطن، والسند القوي للشعب والحامي الأمين لسيادته وأمنه.
وأضاف رئيس المجلس الشعبي بأن "الجزائر أمانة في أعناق الجميع وأمانة حفظها الشهداء بدمائهم، علينا اليوم أن نصونها بتفانينا وإخلاصنا، لنحافظ على مكتسبات الوطن، وحماية أمنه واستقراره ونكرس روح الانتماء والتضامن في الأجيال الصاعدة، ليواصلوا بناء جزائر قوية مزدهرة ومشرقة بين الأمم، وفاء لمن ضحّوا بحياتهم لأجلها، وحبا لوطن يستحق منا كل العطاء".
الجزائر دولة رائدة في مكافحة الارهاب
ومن جهته أشاد سعيد حمصي رئيس لجنة الصحة والعمل الاجتماعي والتكوين المهني، بالتجربة الجزائرية الرائدة في مكافحة الارهاب، وهذا باعتراف القوى العظمى في هذا المجال باعتبار ظاهرة الارهاب مست جميع الدول لأن ليس له لون ليس له دين ليس له انتماء.
وأكد أن الارهاب ظاهرة خطيرة جدا استطاعت الجزائر بفضل الرجال الحفاظ على استقرار الوطن واشتات هذه الظاهرة التي أضرت اقتصاديا واجتماعيا وحتى سياسيا بالبلاد، مشيرا إلى مناشدة الجزائر للقوى العضمى لمساعدتها للقضاء على هذه الظاهرة في التسعينات، ولما وصلت إلى بيوتهم أدركوا أن الجزائر كانت على حق وأصبحت التجربة الجزائرية تُدرس في مجال مكافحة الارهاب.
وأوضح أن الجزائر أصبحت طرف مهم جدا في كل الدراسات أو الاستراتيجيات التي يتم تسطيرها من قبل المنظمات أو الجهات الدولية، منوها اإلى أن الجزائر تملك باعً كبيرا في محاربة هذه الظاهرة وبالتالي المقاربة الجزائرية أصبحت معيار يقتدى به في ابعاد هذه الظاهرة.
وأما فيما يخص القوانين المسطرة لذلك، فقد كشف ذات المتحدث أن الجزائر من الدول الأولى الرائدة في تكييف هذه القوانين مع ظهور هذه الظاهرة مباشرة مع ظهور الارهاب في قانون الاجراءات الجزائية وفي قانون العقوبة.