723
0
تدريب المدربات في الاقتصاد المنزلي: نحو تغيير إيجابي وتحسين جودة الحياة
شكل اهتمام الأفراد بالاقتصاد المنزلي في الجزائر، تحديًا في الوقت الراهن،كلل بجهود مجموعة من الأساتذة الذين يسعون إلى تقديم دورات تدريبية تساهم في توعية الفرد وتشكيل سلوكياته. هذه الدورات تلعب دورًا فعّالًا في تكوين الأفراد وتزويدهم بالمهارات اللازمة للتأقلم مع الحياة الأسرية والمجتمعية.
مريم بوطرة
في هذا السياق، يتمحور المفهوم حول أهمية الإدارة الجيدة للمنزل، حيث تلعب المرأة دورًا كبيرًا في تحمل هذا العبىء. الإدارة الجيدة تعني إحداث تأثيرا إيجابيا على ظروف المعيشة وجودة حياة الأسرة، ورغم أن هذا الدور غالبًا ما يقع على عاتق المرأة.
إلا أنه يمكن تعلمه من خلال التدريب والتمارين العملية التي أقيمت على ضوء فعاليات الدورة التدريبية بعنوان " تدريب المدربات في الاقتصاد المنزلي " وتحت شعار : التدريب الحسن على الحياة الأسرية، أساس تطور التنمية المحلية " بمقر جامعة الجزائر 3 بدالي ابراهيم .
رفع مستوى الوعي بالاقتصاد المنزلي
وفي هذا الصدد، أوضح رئيس الشبكة الوطنية لمرافقة الشباب الجزائري ودكتور في علم الاجتماع ،رفيق فرحاتي، أن فكرة التدريب في مجال الاقتصاد المنزلي، وتحديداً تدريب المدربات، تهدف إلى إثراء السياسة العامة، بدءًا من التأثير المباشر على قرارات الحكومة، وصولاً إلى التأثير على سياسات وزارة الشباب والرياضة.
وأشار فرحاتي إلى أن الهدف الرئيسي من هذه المبادرة في الجامعة هو نشر ثقافة الاقتصاد المنزلي، خاصةً وأن المشاركين هم أساتذة جامعيين، الذين يمكنهم تأسيس نوادي للتدريب، مستهدفين بشكل عام الشباب، الطلبة، وحتى الموظفين والموظفات، بهدف تحقيق استقرار أسري و وضمان التسيير بفعالية.
معتبرا المدرب الوطني "فرحاتي" ان تعلم مفاهيم الاقتصاد المنزلي ضرورة من ضروريات التعلم الحياتي، حيث يسهم هذا التعلم في تطوير مهارات الفرد وتحسين نواحيه الجسمية والاجتماعية والفنية. يركز علم الاقتصاد المنزلي على رفاهية الأسرة، محورًا جهوده على تعزيز التفاعل الإيجابي وتحقيق تطور شامل لأفراد الأسرة، مما يجعلهم جزءًا فعّالًا ومساهمًا في المجتمع المتقدم.
وفي توجيهه للانتباه إلى المجتمع الجزائري، يسلط ذات المتحدث الضوء على التحديات الاجتماعية التي تعترض النمو والتطور، ويشير إلى أن هذه التحديات تكتسب وجودًا ملحوظًا في معظم الولايات الجزائرية، خاصة في المدن الكبرى ، حيث عبر عن رغبته في تعزيز القيم السامية والأهداف النبيلة التي قد تكون قد تنازلت عنها بعض الأسر الجزائرية، مشددًا على أهمية دور التعليم والعلم في تحقيق هذه الرؤية.
وفيما يتعلق بمفهوم الاقتصاد المنزلي، يبرز فرحاتي أن هذا المفهوم ليس مجرد مصطلح، بل هو نمط حياة يمكن أن يسهم في تحسين جودة الحياة للأفراد والأسر. يستند إلى تجارب دول أخرى حيث يُطلق عليها "تدابير منزلية"، لكنه يؤكد على الحاجة الملحة لتدريب مدربات قادرات على نقل هذا المفهوم بشكل فعال إلى المجتمع، خاصة إلى النساء اللواتي يمكنهن أن يكون العنصر الأساسي في تفعيل هذا النمط الحياتي سي
كما ركز خلال هذه الدورة على الدور الإيجابي للتدريب والتثقيف في تحقيق استقرار أسري وتحسين وضع المرأة. الذي يعكس اهتمامه في تمكين النساء وتفعيل دورهن في الاقتصاد المنزلي، مؤكدًا على أهمية هذا التحول لتحقيق تنمية مستدامة في المجتمع الجزائري.
رؤية مستقبلية للاقتصاد المنزلي: تمكين المرأة وتحولات مفهومية
بناءً على الاعتبار الذي يرى المرأة كعنصر أساسي في تكوين المجتمع، شدد المتحدث على ضرورة توفير تدريب فعّال للمرأة يستند إلى المهارات والتقنيات المتعددة. خلال اليومين الأخيرين، تم تقديم تلك المهارات في مجالات الاقتصاد المنزلي.
حيث اعتمد المدرب على مهارات العصف الذهني،خلال الأنشطة التي قام بها للأساتذة أي استخدام أسلوب تفكير إبداعي للتوصل إلى أفكار جديدة وحل المشكلات حيث انتهج الفرق طريقة التفكير المشار إليها لابتكار طرق جديدة في التفكير والتسيير الجيد للشؤون المنزلية بشكل جماعي بالإضافة إلى ذلك إعتماد الأسس العلمية التي تقوم عليها نظرية kap.
وعن التغيير في المفاهيم اوضح المتحدث أن مفهوم الاقتصاد المنزلي كان في الماضي يقتصر على الأنشطة التقليدية كالطهي والكي والغسيل. ومع ذلك، أشار إلى التطور الكبير الذي شهده هذا المجال حيث أصبح يشمل اليوم خمس مجالات متنوعة. أين برز اهتمامًا خاصًا في تحويل الاقتصاد المنزلي ليشمل الجانب الإنساني، حيث يسعى إلى تغيير وتطوير الفرد، حتى وإن كان طفلًا صغيرًا، داخل هيكل الأسرة.
وبالحديث عن مجالات هذا الاقتصاد ، تطرق فرحاتي إلى عدة جوانب أساسية، منها الغذاء وعلوم الأطعمة، إدارة المنزل واقتصاديات الأسرة، الملابس والنسيج، العلاقات الأسرية، والمسكن وأثاثه وأجهزته وأدواته. تمثل هذه المجالات متطلبات حياة الأسرة، حيث يكتسب الأفراد من خلالها المعارف والمهارات والاتجاهات التي تلبي رغباتهم وحاجاتهم المتعددة، وتسعى إلى تحقيق سعادتهم الشخصية والأسرية.
توازن الاهتمام: بين جوانب الحياة المالية والفردية في الاقتصاد المنزلي
أكد رئيس الشبكة الوطنية لمرافقة الشباب أنه في كثير من الأحيان أن اهتمام الإنسان يتجه بشكل أساسي نحو الجوانب المالية، إذ يشهد مستويات متباينة للرواتب داخل الأسر، تتنوع بين الضعيفة جداً والمتوسطة والجيدة. ومع ذلك، يؤكد أن الاهتمام بالفرد ذاته يلعب دورًا بارزا في تسيير الميزانية والتفاعل في كافة الشؤون الأسرية.
أما الأستاذة تكارلي صوفية، أستاذة في المالية بجامعة الجزائر 03، أكدت على أهمية التدريب في جميع المجالات، وخصوصا في الاقتصاد المنزلي الذي يمتد ليشمل الحياة الشخصية والمهنية. كما شددت على أن ما يتعلم في هذا الميدان ينعكس على الأولاد بشكل شخصي وعلى الطلبة بصفتها أستاذة جامعية. معبرا بذلك عن أملها في توسيع نطاق التدريب ليشمل النساء الماكثات في المنزل وجميع أفراد المجتمع.
وقدمت الأستاذة نصيحة للطلبة حول ضرورة الالتحاق بدورات التدريب في مجال الاقتصاد المنزلي، مشيرة إلى أهمية هذه الدورات بجانب التكوين النظري والأكاديمي. وسلطت الضوء على أهمية حضور مثل هذه الدورات كجزء من التحضير للحياة العملية، مما يبرز أهمية اكتساب المهارات العملية التي يمكن تطبيقها في الحياة اليومية والمهنية.
استمرت فعاليات هذا التدريب إلى اليوم الثاني، حيث أكمل الأساتذة الأنشطة التي ساعدتهم في فهم واكتساب مهارات هامة في مجال الاقتصاد المنزلي الذين بدورهم أطلقوا على هذه الدورة اسم "دورة غزة اليقظة" حيث تحقق تفاعلًا إيجابيًا وتمكينًا للمدربات.
إلا أن توصلن إلى فهم إجرائي للمفهوم، يعتمد على نمط وأسلوب التدبير وتسيير شؤون الأسرة الواحدة من خلال : التخطيط القائم على توزيع المهام والأدوار والمسؤوليات المتعلقة بالجانب المالي و التربوي والتعليمي المبني على مبدأ الحوار والتشاور واحترام رأي الآخر ، لضمان الاستقرار الأسري.
وفي ختام فعاليات الدورة، أكد المدرب الوطني على أهمية الاستثمار الفعّال في المرأة الماكثة بالمنزل، بتعزيز مهاراتها وتمكينها من المشاركة الفعّالة في تطوير الجانب الاقتصادي المنزلي. كما أبرز أن استثمار الوقت والجهود في تدريب المرأة يعزز الاستقرار الأسري ويسهم في تعزيز النمو الاقتصادي المحلي. .