هو نبات عشبي حولي يحتوي على أنواع منبسطة وأخرى منتصبة يصل إرتفاعها إلى حوالي ثلاثين سنتمترًا أوراقه بيضوية الشكل قمتها مستديرة سيقانه وفروعها ملساء ذات لون أحمر قبل أن تكون مخضرة في بداية نمو النبات.
بقلم الكاتب :حسان الجواد
أزهاره الصغيرة صفراء اللون تنفتح في الصباح مع بزوغ الشمس ثم تنغلق عادةً في منتصف النهار.ينمو النبات في المناطق الصحراوية خصوصاً ولطالما إعتبره المزارعون من بين الناباتات الغير مرغوب فيها لإنتشاره بكثرة داخل المزروعات وغالباً ما يتم التخلص منه بإستعمال المبيدات الكيمائية السامة حتى للمحاصيل الزراعية على الرغم من أنه كنز غذائي وعلاجي بالإضافة إلى مساهمته في الحفاظ على رطوبة الأرض ويساعد في الحدٓ في نمو عديد النباتات الضارة الأخرى وصعودها فوق المزروعات ضف إلى صغر جذورها وسهولة إقتلاعها.
منذ اليوم، ستتغير نظرتنا لهذا النبات، خصوصا إذا علمنا أنه يمكن إستعماله كغذاء ودواء أو مكمل غذائي مفيد حيث يمكن إقتناء الأوراق والفروع الصغيرة دون إجتثاث النبات كاملا للإستفادة منه طيلة فترة نموه،
أستعملت أوراق النبات وسيقانه الطازجة منذ أمد بعيد في تحضير أطباق شهية خصوصاً في الجهات الصحراوية مثل تڨرت، وادي سوف و ورڨلة بالجزائر حيث يصلح كخضار لأكلات شعبية عريقة سُميت بإسمه مثل الكسكسي بالبندراڨ وغيره من المأكولات.
يمكن إستعمال الأوراق والسيقان الصغيرة في السلطة حيث تتميز بطعم حامض نوعاً ما،ويحدث أن يتم تصبير النبات أو تخليله وإستعماله مثل باقي الخضروات المصبرة. تركيزنا على قيمة هذا النبات الغذائية له دوافعه حيث لا يجب أن ننسى بأنه يدخل في نظام غذائي هام يسمى بنظام "الكريتوي"crétois"، نسبة إلى المنطقة،
تم إعتماد هذا النظام منذ عام 2010 من طرف منظمة اليونسكو و تسجيله كثروة لا مادية نظراً لأهميته في المساعدة على العيش طويلا...
يقوم هذا النظام الغذائي الهام على إستهلاك الكثير من الخضر ،من بينها نبات البقلة ، الفواكه، زيت الزيتون البكر، الحبوب والبقوليات والسمك مع تقليص نسبة إستهلاك اللحوم قدر الإمكان ،وإذا تحدثنا هنا على فعالية هذا النظام الغذائي فلا يجب أن ننسى بأنه ينصح بإستعمال الخضر البرية بشكل أساسي بإنتظام.
نبات البقلة غني بشكل طبيعي بالفيتامينات والفيتامينات الأولية مثل فيتامين أ، ب، ج، المعادن الضرورية مثل المغنيزيوم ، الكالسيوم، الحديد و البوتاسيوم إلى جانب الألياف الهامة حيث تُكسب هاته الخاصية الهلامية نكهة خاصة للأطعمة ومن ثم تعتبر مليّنة ومضادٓة لإتهابات التجاويف.
تستعمل الأوراق طازجة بعد رحيها لتخفيف وعلاج الحروق الناجمة عن البارود أو تلك التي تصاحب لسعات الشمس الحارقة والنتيجة مضمونة تجربة شخصية في مدينة ڨفصة التونسية ، صائفة عام 2023، بسبب غناءه بالبيتاكاروتين.
يحتوي النبات على حمض الأوكزاليك acide oxelique ،الذي يكسبه الطعم الحامض إلى جانب بعض الزيوت لذلك سمي باللاتينية oleracea "نسبة إلى وجود المواد الدهنية التي يتراوح تركيزها من100إلى500ملغ من الأحماض الدسمة من نوع اوميغا"3 المعروفة في حماية القلب والشرايين خصوصاً وأنها تلعب دور الوقاية من تلف العضلات والأنسجة وحمايتها من إلالتهابات الخطيرة.
أما عن البروتينات فيعتبر النبات بمثابة كنز غذائي حيث يحتوي على نسبة 44% من البروتينات أي 100غرام من البنات المجفف تحتوي على 44غ من البروتينات الضرورية لغذاء الإنسان، أما إذا كان طازجاً فقد تفوق نسبة البروتينات 4,4% الشئ الذي يؤهله، طازجا كان أو مجففا، كي يصبح مكملاً غذائياً طبيعياً بإمتياز لا سيما لمكافحة سوء التغذية في البلدان الفقيرة التي تعاني من المجاعة.
أستعمل النبات منذ قديم الزمان لعلاج أوجاع الرأس ،نزلات البرد ،إلتهاب المفاصل "الروماتيزم ،علاج القروح، الإلتهابات و علاج المثانة.
نتائج البحث الحديثة أثبتت بأن مركبات"البقلة "مضاد طبيعي للجراثيم والفطريات المختلفة لا سيما إلتهابات الفم واللثة كما يمكن تحضير ضمادات من أوراق وأزهار النبات تفيد في علاج الحروق الجلدية ،الصدفية،إلتهاب الصدر والرئتين.
تجدر الإشارة في الختام بأنه لا ينصح بالإكثار من إستعمال النبات بالنسبة للمرضىٰ الذين يعانون من مرض قصور الكلى علماً وأنني أشرف شخصياً على موضوع بحث علمي جامعي نوافيكم بنتائجه حال الإنتهاء منه.