في إطار الجهود المبذولة لتنفيذ الالتزام رقم 46 من برنامج السيد رئيس الجمهورية ، وتحديدا البنود التي تركز على تثمين مهنة الفنان وكل الفاعلين في المجال الثقافي، وترقية دورهم الاجتماعي ومكانتهم القانونية، وخلق آليات تكفل لهم حياة كريمة ، تم موخراً وضع حجر الأساس لإنجاز المركز الطبي الاجتماعي للفنانين.

نسرين بوزيان

يهدف المركز، الذي يعتبر نموذجا رائدا في إفريقيا لرعاية المبدعين الثقافيين بشكل متكامل، ويقع في حي المنظر الجميل بعين بنيان في العاصمة، إلى توفير رعاية شاملة للفنانين والمبدعين الجزائريين، من خلال تقديم الدعم النفسي والوقائي، وتنفيذ برامج توعوية صحية عبر ورش عمل وندوات ومعلومات توعوية حول الوقاية.
كما يسعى المشروع لترسيخ رؤية اجتماعية جديدة تخدم الإبداع، متجاوزًا كونه مجرد منشأة تحتضن الخدمات الطبية، ليعكس رؤية إنسانية وتضامنية ضمن السياسة الثقافية، ويجسد التزام وزارة الثقافة والفنون والديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة بضمان كرامة المبدع، ونشر الحماية الاجتماعية المبكرة، وإعادة تأكيد الدور المركزي للفنان في بناء الهوية الثقافية الوطنية.

هيكلية وخدمات المركز

يتكون المركز الطبي الاجتماعي من منشأة تضم طابقًا أرضيًا وثلاثة طوابق علوية بالإضافة إلى طابق سفلي، ويحتوي على ثلاث وحدات رئيسة.
يضم المركز مساحات استشارية متخصصة في الطب العام، وطب العيون، والأنف والأذن والحنجرة، وطب الأطفال، وأمراض القلب، والسكري، وعلم النفس، وطب العمل، إضافة إلى عيادة أسنان مجهزة بثلاث كراسي، ومختبر تحاليل طبية.
كما يشمل مركزاً متكاملاً للتصوير الطبي يشمل الأشعة السينية، والموجات فوق الصوتية، وتصوير الثدي، والرنين المغناطيسي، بالإضافة إلى وحدة استراتيجية تضم عشرين سريرًا موزعة في غرف مزدوجة، وقسمًا للرعاية، ومرافق صحية وغرف ملابس.
يتضمن المركز أيضًا مساحات استقبال وانتظار، وقاعة اجتماعات، ومواقف سيارات، مع تقنيات إدارة داخلية ومساحات تقنية في الطابق السفلي.
تبلغ مساحة الأرض التي يقام عليها المركز 2600 متر مربع، ومساحة البناء 1280 متر مربع. 
وتقدر قيمة الدراسة بـ 48.5 مليون دينار جزائري، وقيمة الأشغال بـ 912.6 مليون دينار جزائري دون احتساب التجهيزات، مع مدة تنفيذ متوقعة تصل إلى 18 شهرًا.

 تقديم الخدمات الطبية عن بعد

سيكون المركز منفتحا على العالم الرقمي من خلال إدماج آليات الطب عن بعد، مما يعزز مبدأ العدالة الثقافية، ويمنع حرمان الفنانين في المناطق النائية من هذه الخدمات الأساسية.
علاوة على ذلك، تعتزم الوزارة إنشاء مراكز مماثلة في مناطق أخرى من الوطن، لتكون نقطة انطلاق مركز عين بنيان لمسار وطني شامل.

زمن التهميش قد ولى

         

 

 

أكد وزير الثقافة والفنون، زهير بللو، أن إطلاق هذا المشروع دليل واضح على أن زمن التهميش قد ولى، وأن الدولة قررت تحصين الثقافة بحماية أهلها ومنتجيها، معتبرًا أن الجزائر تزخر بفنانين ومبدعين ومثقفين يستحقون كل الدعم. وأوضح أن المشروع يأتي ضمن تنفيذ الالتزام الرئاسي بتثمين مهنة الفنان وترقية مكانته، ويعكس استجابة لمطالب مشروعة عبر عنها الفنانون أنفسهم، من خلال خطة وضعتها وزارة الثقافة والفنون بالتعاون مع الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة.

أمنية طال انتظارها تتحقق

       

 

من جانبها، عبّرت الفنانة عتيقة طوبال  ل " بركة نيوز " عن سعادتها الكبيرة بهذه المبادرة، ووصفتها خطوة أساسية لبناء منظومة متكاملة للعناية بالفنانين تجمع بين التكفل الطبي والدعم النفسي والاجتماعي، مشيدة بالاهتمام الكبير الذي يوليه رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون للقطاع الثقافي والفنانين على وجه الخصوص.

 

       

 

بدوره، اعتبر الفنان حسان كشاش المشروع مكسبا هاما للفنانين، لما يقدمه من رعاية ووقاية وتشخيص ومرافقة نفسية،مؤكدًا أن المركز يشكل نقلة نوعية في التكفل الصحي والاجتماعي بالفنانين، معبّرًا عن اعتزازه بهذا الإنجاز الذي يعكس اهتمام الدولة بالفنان ويؤكد مكانته المركزية في المجتمع.

             

 

 

أما الفنان سيد علي بن سالم، فقد عبّر عن اعتزازه بهذا الإنجاز، واصفا إياه بأنه يحقق أمنية طالما راودت الفنانين، لا سيما الذين غادروا الساحة الفنية دون أن يشهدوا ولادة هذا المشروع المتوقع تدشينه نهاية العام المقبل.

           

 

 

وفي نفس السياق، أعرب الفنان عبد الحميد رابية عن سعادته بوضع حجر الأساس لهذا المركز الذي طالما طالب به الفنانون، مؤكدا أن المركز يحتوي على كافة المرافق الصحية الضرورية، مما يجعله مركبًا صحيًا واجتماعيًا شاملاً يوفر العناية الكاملة للفنانين.

 

       

 

 

 

أما كريم عكاك المعروف بـ"شيخ المحروسة"، وعضو المجلس الوطني الإداري للمشروع، فقد عبّر عن أمله في أن تكون انطلاقة المشروع موفقة، مشيرا إلى أن المركز يحتوي على مختلف التخصصات الطبية اللازمة، خاصة وأن الفنانين والمثقفين والمبدعين عند وصولهم إلى سن معينة يعانون من أمراض مزمنة، ويجدون في هذا المركز الدعم والعلاج المناسبين.

يشكل هذا المشروع تتويجا فعليا للالتزام الرئاسي الرامي إلى تثمين مهنة الفنان وترقية مكانته، كما يعد استجابة حقيقية لمطالب طالما نادى بها الفنانون، لترسيخ دورهم المحوري في الحياة الثقافية الوطنية.