89
0
سيد أحمد عياشي، رئس جبهة الأمل الوطني (قيد التأسيس) لـ"بركة نيوز":نُثمّن وندعم الإصلاحات الشاملة التي يقُودها الرئيس عبد المجيد تبون"
هو جزائري يعشق الوطن الى النخاع ولخدمته يكرس كل جهده ونضاله، يتعلق الأمر بالسيد عياشي سيد أحمد ، المنتمي إلى الزاوية التيجانية بواد سوف، صاحب مسيرة نضالية في الميدان. في سنة 1995 أسس وترأس جمعية حركة الوفاء، كان ذلك في مرحلة صعبة واجهتها الدولة الجزائرية بسبب آفة الارهاب التي عطلت مسيرة البلاد وخلفت دمارا وآلاف الضحايا من خيرة أبناء هذا الوطن الغالي.
وفي سنة 1997 تولى مهمة أمين عام الرابطة الوطنية للمجتمع المدني وكان من بين مؤسسي حزب التجمع الوطني الديمقراطي، قبل أن يستقيل منه أواخر شهر أكتوبر من ذات السنة، لينظم الى حزب التجمع من أجل الوحدة الوطنية فأصبح النائب الأول لرئيس الحزب إلى غاية سنة 2000.
بعدها أسس أول حزب سياسي بعد قانون الوئام المدني تحت تسمية التجمع من آجل الوئام الوطني إلى غاية 2018، غير أنه لم يحصل على الاعتماد بالرغم من الهيكلة القوية والنشاط المستمر خدمة الجزائر الى جانب القوى الحية في البلاد وصولا الى تأسيس في 2019 حزب جبهة الأمل الوطني Front de L'Espoir National الذي يوجد قيد التأسيس (الملف على مستوى وزارة الداخلية، مصلحة الحريات العامة) آملا في الاعتماد لتعزيز المشهد السياسي وتكريس الانفتاح واستقطاب الطاقات الشبانية لتنخرط في الديناميكية الجديدة التي تعيشها البلاد وتتطلب مساهمة كل القوى السياسية الفاعلة والمخلصة.
حاوره سعيد بن عياد
في اطار لقاءات منتظمة مع مكونات الفاعلين في الساحة السياسية التقينا من بالناشط السياسي سيد أحمد عياشي للحديث عن مسائل تهم الرأي العام وتستحق تسليط الضوء عليها من خلال هذا الحوار:
عرفت الآونة الأخيرة جدلا على مواقع التواصل تستهدف مقومات اللُّحمة الوطنية، علما أن الدستور حدّد معالم الهوية وحسم ركائزها لتتفرغ الأجيال لمواجهة التحدّيات التي تتطلب الالتفاف حول جبهة وطنية داخلية.
أولا أتقدم بجزيل الشكر لجريدة بركة نيوز الإلكترونية أن فتحت لنا هذا المنبر الإعلامي لتنوير الرأي العام الوطني حول بعض القضايا الوطنية والدولية.
حقيقية إننا نثمن ونبارك كل المكتسبات الدستورية التي حققتها الدولة الجزائرية لتعزيز وحدة الصف الوطني وتثمين التضامن الاجتماعي بين أبناء الوطن الواحد حيث أدرجت اللغة الأمازيغية كثابت من ثوابت الأمة الى جانب اللغة العربية والدين الاسلامي. فهذه الركائز هي الاسمنت الحيوي الذي يعزز المناعة الوطنية ويوطد الروابط المجتمعية ليجعل من التنوع قوة فعالة لمواصلة طريق التشييد والدفع بعجلة التطور في كل المجالات.
ولنا في تاريخنا وماضينا العريق دلالات ناصعة تؤكد ان الجزائر واحدة موحدة متماسكة ابا عن جد ولعل المقاومات الشعبية ضد الاحتلال الفرنسي التي تلتها وتوجتها ثورة التحرير المجدية لأول نوفمبر هي الشاهد على الانسجام الوطني والتكامل بين الاجيال التي تعرف كيف تصنع من الاختلاف وليس الخلاف قوة متجددة تقف بالرصاد لكل محاولات ومخططات الذين لم يهضموا بعد استرجاع الجزائر سيادتها وهي تسير بخطى ثابتة في تحصين مقوماتها لتعزز مكانتها اقليميا ودوليا خاصة في المجال الدبلوماسي والاقتصادي والعلمي.
الجزائر قلعة الثوار وقبلة الشعوب المضطهدة
كيف يمكن للأحزاب والمجتمع المدني والاعلام المساهمة في تعزيز تحصين الجبهة الداخلية لإحباط المخططات الهدامة؟
إن الأحزاب السياسية وفواعل المجتمع المدني تحمل رسائل وبرامج مجتمعية هادفة إلى نشر الوعي المجتمعي للتصدي لكافة المخططات الهدامة التي تريد النيل من الجزائر الحضارة والأصالة والتاريخ، الجزائر قلعة الثوار وقبلة الشعوب المضطهدة. وعليه فقد حان الأوان اليوم للتجند التام والجاهزية القصوى من خلال التكاتف بين الطبقة السياسية والمجتمع المدني للمضي على طريق مواجهة وإفشال كافة الدسائس والمؤامرات التي تحاك ضد الجزائر من طرف الخونة وبائعي الضمير.
حقيقة اصبحت الجزائر تزعج أكثر من جهة اقليما ودوليا بعد أن استطاعت أن تتجاوز محطات صعبة بفضل وعي شعبها وتجند شبابها الحريص على سيادته والغيور على تاريخه والمتمسك بمقوماته في وقت تتحرك فيه قوى الشر لاستهداف الدول الناشئة من أجل تعطيل مسيرتها التنموية خوفا من المنافسة في شتى مناحي الحياة سواء الاقتصادية او العلمية.
كل هذه التحديات تستدعي الرفع من وتيرة التكامل بين الفاعلين في الحياة السياسية من أجل انجاز الأهداف الوطنية التي سطرتها الدولة برؤية استشرافية تراعي مصالح الأجيال اليوم ومستقبلا في جزائر سيّدة تحرص على مصالحها وتقول كلمة الحق في وجه أي كان.
"جبهة الآمل الوطني" من التيار الوطني الأصيل
كناشط سياسي وفي انتظار الحصول على اعتماد رسمي لحزب جبهة الأمل الوطني، ما هي الرسالة التي توجهها لمختلف مكونات المجتمع بهذا الخصوص؟
نثمن ونبارك كافة الإصلاحات التي ما فتئ يبذلها رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون لتمكين الشباب من فرض وجوده في الساحة سواء على مستوى الجانب الاجتماعي أو الاقتصادي أو السياسي.
ومن خلاله يعتبر حزبنا الجديد في الساحة السياسية "جبهة الآمل الوطني" الذي ينتمي الى التيار الوطني الأصيل الذي ولد من رحم الأزمة التي مرت بها البلاد 2019 ويسعى لتحقيق آمال وتطلعات المواطن الجزائري عن طريق التواجد في الميدان والعمل الجواري تحت مظلة الجزائر أولا وأبدا.
وعلى الرغم من الظروف الصعبة التي واجهت مؤسسي الحزب، لاسيما في فترة "الحراك المبارك"، إلا أننا مازلنا في انتظار تأشيرة في ممارسة الحق السياسي دستوريا وقانونيا والمساهمة في تنمية وترقية النشاط السياسي الذي يعطي يعزز الثقة ويفتح المجال للطاقات الشابة.
لقد ساندنا رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون في عهدتيه الأولى والثانية لنحافظ بذلك على أسس الدولة الجزائرية ووقوفنا بجانب المؤسسة العسكرية وكل أسلاك الآمن هو دليل قاطع لحبنا للجزائر ووفاء لشهدائنا الأبرار وشهداء الواجب الوطني.
إن خدمة البلاد والدفاع عنها أكثر من واجب وهو سلوك مواطنة ينبغي أن يتميز به كل غيور على بلاده خاصة في أوقات الازمات ونحن نرى كيف يمر العالم بتهديدات تستدعي اليقظة والحيطة ورص الصف الوطني بكل مكوناته من اجل غاية واحد الدفاع عن مصالح الجزائر والذود عن سيادتها وقراراها المستقل ونعتز بالأداء الذي تشهده الدبلوماسية الجزائرية من خلال المواقف المعلنة على أعلى مستوى في هرم الدولة وكذا في مجلس الأمن الدولي حيث صوت الجزائر يصدح بلغة واضحة ومباشرة.
الجزائر قبلة للرأسمال الأجنبي وبالأخص العربي
جهات عديدة من حولنا تستهدف بلادنا من خلال هجمة اعلامية حاقدة وتهديد المواطن بمختلف السموم، لتعطيل مسار التنمية الشاملة كيف، تقرأ هذا المشهد؟
أكيد إنه لا يخفى على أحد أن الإصلاحات الشاملة التي تشهدها البلاد تحت القيادة الرشيدة لرئيس الجمهورية في شتى المجالات تحقق ثمارا ملموسة على كافة الأصعدة، وهذه الإصلاحات المحققة أبانت عن فارق بين بلادنا وبلدان أخرى مجاورة تعيش أزمات داخلية خاصة تلك التي انسلخت عن شعوبها وارتمت في أحضان القوى الاستعمارية الجديدة والصهيونية المقيتة.
هذه الجهات العاجزة عن مواكبة التغيرات على صعيد التنمية الاقتصادية والبشرية لا يهذا لها بال ولذلك تنفث سمومها بهدف محاولة التشويش على مسيرة التنموية المشهود لها من طرف الأعداء قبل الأصدقاء. ويكفي رصد ما تم تجسيده في قطاعات اقتصادية واجتماعية بفضل تحرير الاستثمار المنتج للقيمة المضافة واستقطاب الشباب للعمل في بلاده في ظل مناخ تنافسي لا توفره جهات أخرى اقليما وعالميا. لذلك لما تتحول الجزائر الى قبلة للرأسمال الأجنبي وبالأخص العربي فإنها تزعج أكثر من جهة. غير أن هذا لا أعتقد أنه يؤثر على عجلة النمو فقد انطلق قطار التغيير ولا شيء يكبحه طالما المواطن يقطف ثماره.
قيم بيان أول نوفمبر مرجعية للدولة الجزائرية
برأيك لماذا كل هذا التكالب على الجزائر التي تؤكد عبر الموقف والدبلوماسية والخطاب ومن منبر مجلس الأمن الدولي التمسك بالشرعية الدولية وحسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية؟
انطلاقا من القيم المثلى التي كرسها بيان أول نوفمبر كمرجعية للدولة الجزائرية في نصرة القضايا التحررية للشعوب المستعمرة وعلى رأسها القضية المركزية للأمة العربية، فلسطين الأبية وعاصمتها القدس أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين وكفاحها المستمر ضد الكيان الصهيوني الغاشم، وكذا القضية الصحراوية (آخر مستعمرة في افريقيا) فإن الدبلوماسية الجزائرية المشرفة والوفية لتاريخها تنادي دوما إلى الحوار السلمي وتسوية النزاعات في ظل احترام الشرعية الأممية والعهود الدولية، وباعتبار الجزائر عضوا غير دائم في مجلس الأمن الدولي فإنها تؤكد تضامنها مع كافة القضايا التحريرية والدعوة إلى حسن الجوار وترجح صوت القانون الدولي لعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول.
ولعل هذا الموقف الثابت بالرغم من تغير النظام الدولي هو ما يحرك قوى الشر التي تستهدف البلدان الناشئة وتسعى بكل الوسائل للسيطرة على مواردها الطبيعية والهيمنة على أسواقها وهذا ترفضه الجزائر بإعلانها صراحة مناهضة الاحتلال والموقف الى اجنب الشعوب المضطهدة والتمسك بالقانون الدولي من أجل تكريس السلم وحماية الأمن العالمي.
فلسطين والصحراء الغربية مسؤولية المجتمع الدولي
تستمر حرب الابادة ضد الشعب الفلسطيني ويستمر احتلال المغرب للصحراء الغربية، ولم تتخل الجزائر عن سعيها لكسر الصمت الدولي مسمعة صوت القانون الدولي والشرعية الدولية؟
نندد دوما بما يحدث من مجازر على أيادي الكيان الصهيوني الإسرائيلي الجبان الغاصب للأرض والعرض والشرف في غزة الجريحة وندعو المجتمع الدولي دوما إلى انهاء الحصار وتوقيف المذابح المستمرة بحق شعبنا الفلسطيني الشقيق الذي أكد تمسكه بالحرية والاستقلال مهما كانت التضحيات وهو اليوم يحقق مكاسب بالاعتراف الدولي وتضامن المجتمعات الحرة في العالم أمام الارهاب الصهيوني المدعوم من أمريكا.
وكذلك الأمر بالنسبة لتصفية الاستعمار من الصحراء الغربية وتمكين الشعب الصحراوي الشقيق من تقرير المصير طبقا لقرارات الأمم المتحدة والشرعية الدولية في إطار يسمح له بإقامة دولته المستقلة وعاصمتها وممارسة سيادته على ثرواته الطبيعية التي تستنزفها شركات لا تزال حكوماتها الغربية تغطي على جرائم الاحتلال المغربي ضاربة عرض الحائك بالقانون الدولي.
ديناميكية اقتصادية تحركها مشاريع عملاقة
شقت بلادنا طريق البناء والتنمية متجاوزة تداعيات "كوفيد" والازمة الاقتصادية الدولية كما تعزز تواجدها في مختلف الفضاءات الدولية والاقليمية مثل القارة الافريقية والفضاء العربي وتعزيز علاقات التعاون والشراكة المتنوعة.
سؤالكم جوهري بحيث أنه يمثل التعهدات والتزامات المتضمنة في برنامج رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون في شقه الإقتصادي والتي كانت أولى محطاته بإطلاق مخطط بعث النمو الاقتصادي الذي ساهم بشكل كبير في تطوير عجلة التنمية الاقتصادية الوطنية من خلال إصلاحات مناخ الأعمال وتحفيز المتعاملين والمستثمرين الاقتصاديين ورقمنة القطاعات الاستراتيجية المدرة للثروة البديلة، بحيث تم التوجه نحو القطاع الفلاحي وإعداد قانون يدقق كيفية الحصول على العقار الفلاحي في إطار الامتياز واسترجاع الأراضي الشاسعة التي كانت منهوبة في وقت مضى مما ساهم في تنويع الصادرات الجزائرية من محاصيل فلاحية اصبحت تصدّر نحو الأسواق الإفريقية والعربية والأوروبية في إطار الدبلوماسية الاقتصادية وهو الأمر الذي يبشر بمستقبل واعد.
كما لا ننسى أن رئيس الجمهورية مكّن الشباب من حاملي الشهادات من انشاء مؤسسات ناشئة وصغيرة فباتت هذه الوثبة الجديدة للاقتصاد تعزز مسار التعافي من تداعيات الأزمة الصحية (كوفيد 19) التي شهدتها الجزائر على غرار كافة الدول وهي ظاهرة أثرت على اقتصاديات الدول.
ان لغة الأرقام تكشف بأن الخيارات الوطنية الدقيقة قلصت من الواردات وأدت إلى ارتفاع الصادرات بما سمح بتحسين الميزان التجاري الجزائري. كما رافقت الديناميكية الاقتصادية بعث عديد المشاريع العملاقة منها، منجم الحديد غار جبيلات ومنجم الزنك والرصاص في بجاية والشراكة الفلاحية الجزائرية القطرية في أدرار ومصنع عجينة الورق بولاية النعامة أكبر مصنع في إفريقي، مما سوف يعزز من الناتج الداخلي الخام وكل هذا يقود الى استحداث مناصب عمل في إطار ما تعهد به رئيس الجمهورية.
يقظة تنجد تام وراء قيادة البلاد
في ختام الحوار، هل لديك كلمة تود توجيهها للمواطن وكل الشركاء السياسيين والاقتصاديين والفاعلين الاجتماعيين؟
مرة ثانية أشكر جريدة بركة نيوز الإلكترونية على هذه السانحة الإعلامية برفقة الأخ الفاضل والصديق الحميم الذي تربطني به صداقة سنوات نضال فكان نعم الأخ والرفيق ومن خلاله لطاقم الجريدة ومديرتها العامة.
انها فرصة من خلال هذا الحوار لتناول بعض القضايا الوطنية والدولية وتسليط الضوء عليها لتنوير القارئ والراي العام.
ومن خلالكم أوجه ندائي إلى المواطن الجزائري لليقظة التنجد التام وراء قيادة البلاد ومؤسساتها لاسيما الجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير الوطني في إطار عقيدة جيش أمة للتصدي لكافة المناورات التي تواجهها بلادنا، خاصة مع الظروف الجيواستراتيجية المحيطة ببلادنا.
كما نجدد الدعوة لكل الشركاء السياسيين والاجتماعيين والاقتصاديين للتجند الدائم من أجل بناء جدار وطني متين ومنيع تتكسر عليه كل المناورات التي تستهدف النيل من الجزائر المنتصرة في كل الظروف ويكفي التمعن في الرسالة القوية التي عكستها مظاهر احياء مجاز الثامن ماي 1945 جسدتها كلمو واحدة هي الوفاء للشهداء.
لذلك فان حزب جبهة الأمل الوطني باعتباره فضاء سياسيا مجند بكل قواعده النضالية للانخراط في مشروع التعبئة العامة وتثمين قيم المواطنة وبصفتي أعتز وأفتخر بإنتمائي إلى الطريقة التيجانية فإن المسعى الوطني سوف يكون كبيرا في التنجد التام وراء التعبئة العامة بإخلاص ووفاء لرسالة الشهداء الأبرار . ونلتمس فقط من الدولة الجزائرية الترخيص القانوني لنشاطنا الوطني من أجل جزائر منتصرة.