227

0

سَرَّاي طلة أمل !

 

بقلم الدكتور محمد مراح

 

نشرت صحف وطنية نبأ تعيين مبارك مالك سراي، على رأس هيئة لمساندة المترشح الحر عبد المجيد تبون.

حقا إنه نِعْمَ العالم الإقتصادي الكبير الكفء المتواضع،  في التسعينيات في ذروة المأساة الوطنية، واستشراء الرعب، كنت مع صديقي الدكتور إبراهيم نويري في طريقنا للسفر للمشاركة في مناسبة دينية كبيرة خارج الوطن،لفت انتباهنا لوحة مَكْتَبٍ عليها اسم الدكتور عبد المالك سراي في عمارة خلف مبنى البرلمان، وكنا من المتابعين المعجبين بالدكتور من خلال كتاباته وأحاديثه في وسائل الإعلام بجاذبيته الساحرة، وموهبته الربانية في براعة عرض المعطيات الإقتصادية الدقيقة و عالية القيمة بحقائق موارد الجزائر الطبيعية التي  كأنما كانت تُدَّخَرُ لاستثمارها في الوقت المناسب ، خاصة لمّا يعود الأمن للبلاد ، وتتوفر الشروط السياسية والنفسية والاجتماعية والاقتصادية الملائمة، وتتهيأ البلاد لوضع  يليق بوزنها الجيوسياسي وإمكاناتاها المادية وإرثها التاريخي الثوري المشرف الناصع، واعتماد  استراتيجية الرؤية العَقْدِيَّة لإنجازات كبرى سياسيا واقتصاديا  وتعليما وغيرها .

 كان الدكتور سراي يبث الأمل الاقتصادي رغم الآفاق المظلمة، والمخاطر العالية باستمرار الدولة، والتربصات الإمبريالية الاستعمارية والتيارات المتصارعة وشمشمة كلاب قوى الاستكبار من ذيول وأواني ، و هزات المآسى المروعة .

            كان وجها مريحا، طَلْعَةً، وحديثا، جذب شباب التسعينيات الوطنيين ذوي الأصالة التاريخية و الثقافية والفكرية، لطروحاته مبهرا أصحاب النفوس الآملة .

والدكتور عبد المالك سراي شديد الإيمان المؤسس بحجج العلم والتجربة واليقين الإيماني بالحل الذي يقدمه الاقتصاد الإسلامي للعالم من تعادلية القيم الإنسانية الفطرية والإسلامية و النظام الاقتصادي العادل والمستدام لمستقبل الإنسان على الأرض.

دخلنا المكتب فخرج لنا الدكتور سراي  بوجه باسم مطمئن ، كان منفردا في المكتب ، لم نلمس منه توجسا لا يؤخذ به أشد الناس رباطة جأش؛ بحكم المروعات التي لا تفتر ليلا أو نهارا ، ولم يكن لنا سابق موعد ولا صلة بأي نحو كانت ، عرّفناه علينا ، وتَطَلُّعَنَا للقائه، واهتماماتنا الثقافية والفكرية والإعلامية ،فَسُرَّ كثيرا لذلك ،وجلسنا معه وقتا لا بأس به اقترب من المغرب فيما أذكر، نناقش قضايا كثيرة ، بكل راحة و سلاسة وطلاقة رغم بُعْد ما بيننا وبينه بكل المعايير. حدّثنا عن جمعية الصداقة الجزائرية السعودية، والتي كان يرأسها ،ويسعى لتمتين الصلة بين البلدين باعتبار العوامل المشتركة الكثيرة، وعبّرنا له عن فكرتنا في هذا التوجه، التي نشرناها في بعض مقالاتنا،من ضرورة مدّ روابط تواصل ثقافية وإعلامية واقتصادية مع عمقنا العربي والخليجي بحكم الروابط الضاربة في التاريخ، بفضل الإسلام، وأن كل نجاح قد تسهم أمثال هذه الجمعية التي تقودها  قيادات فكرية واقتصادية ناضجة أكفياء في تمتينها، ستخفف الضغط الذي تمارسه فرنسا والغرب على بلدنا والمنطقة المغربية ، وترسيخ التيار الوطني الأصيل في مفاصيل الدولة والمؤسسات الثقافية والاقتصادية، مع ضراوة التيار الاستئصالي والفرانكوفوني ، فَتَعديل الكفة ولو قليلا سيكون مقبولا في شروط تلك المرحلة .

رحّب الدكتور سراي بما يسعنا تقديمه للجمعية خاصة من بوابة صحف وطنية كنا ننشر فيها مقالاتنا وتعاوننا مع بعضها مراسلين كجريدة الحياة الأسبوعية التي أنشأها الصحفي القدير الأستاذ علي بن الطاهر في قسنطينة .

معلومة ذكرها الأستاذ سراي في بعض كتاباته وأحاديثه عن ثروة الجزائرية الطبيعية في تنوع غطائها النباتي ؛إنها تتوفر على عدد مذهل التنوع ، تمثل مستقبلا اقتصاديا هائلا لمّا تتهيأ شروط بحثها مخبريا واستثماراتها  في المجالات المناسبة التي منها الطبية، وللأمانة لا أذكر

تحديدا الرقم الذي ذكره الدكتور، لكنه أولوف .

إذن هذا الخبر مفرح ومبشر؛ جاذب للأمل ، والحيوية لرصيد الكفاءة الوطنية النوعية لطموح مستقبل الجزائر الواسع العريض .

من موقع المواطن المتابع أتمنى أن يكون هذا الإختيار طليعة لنخبة وطنية أصيلة رافقت المسار بحكمة وإثراء وإبداع منذ انطلاق الحراك، كهيكل الصحافة الوطنية الدكتور محي الدين عميمور الذي قاد وحده دور كتيبة صحفية في بعض المواقع الصحفية العربية الخارجية ينقل الصورة الصحيحة للحراك ،ويكشف المؤامرات التي كنت تتربص بالجزائر  للقارئ العربي ، فكان بحق على بوابة الوطن الخارجية إعلاميا ، فأضاف لجهاده الأول جهادا لا يقل قيمة وأهمية عن جهاد التحرير؛ لأن كيان الجزائر كان مهددا بالدمار على أيدي قوى الدمار العالمي وأذنابهم في الداخل ، كان يتصدى هذا التصدي الملحمي باقتدار وخبرة وبراعة وشجاعة ،في الوقت الذي كان كثير من مراسلي الصحف والمواقع والإعلامية الخارجية عربيا وأجنبيا، منهم أسماء لامعة للأسف الشديد، الصحفية يأدون مهمة قلم حملة نابليون الاستعمارية؛  بلغ الأمر بكثير منهم نقل جانب واحد من الوقائع والحقائق والاقتصار  ــــــ  مثلا ـــــ على نقل وجهات نظر دعاة المرحلة الانتقالية فحسب باعتبارها الموقف العام وطنيا وحراكيا ، وهو ما تزقزق له غربان خراب الدول والجمهوريات التي استعصت على "خراب ربيعها{ الذي نصب للعرب سُبَّةً وكراهية .

أترقب أن نشهدفي مشهد  الحملة  والاستمرار الحكيم،   الأستاذ والكاتب الكبير الدكتور سليم قلالة الذي رافق المسار مذ انطلاق الحراك بحكمة وعمق وإبداع الحلول والرؤى والمشروعات المستقبلية الكبيرة للوطن ، وأرجو بكل صدق من عمق القلب والضمير من خلفية واحدة هي شهامتنا الوطنية، وإعزازنا للكبار وأبطالنا الوطنيين، أتوجه  للأستاذ الدكتور محمد لعقاب اهتبال الفرصة السانحة لإعادة استقطاب الصحفي الكبير الأستاذ حبيب راشدين لصدارة المشهد؛ فيما يشبه إعادة اعتبار ،ففي تقديري الشخصي أنه أرفع الصحافيين الوطنيين مكانة وقدرة وعمقا ؛ إذ مزج مُكْنَتَهُ الفكرية الفذة وخبرته العميقة فنيا واستكناها للتيارات التي تعج بها الساحة الوطنية، مزج كلّ ذلك في إبداع صحفي يطاول  به كبار الصحافيين العرب في العصر الحديث .

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2024.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2024.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services