159

0

صور من الحياة مع الناجحين في الباكالوريا ...من جد وجد .. ومن زرع حصد .. !.

بقلم الإعلامي مسعود قادري

شهر جويلية من كل سنة، هو الشهر الذي ارتبط منذ أاكثر من ستين سنة بانتصارثورتنا المباركة  واسترجاع شعبنا لحريته واستقلاله الذي سلب منه بقوة الحديد والنارطيلة قرن و32 سنة .

هذ الشهر الذي هو في  تعداد الشهور الشمسية الثاني من فصل الصيف ارتبط منذ القدم بموسم الحصاد وجني الثمارو تقويم نتائج  العمل السنوي، الجزائريون كانوا قبل الاستقلال باعتبارهم شعب فلاحي وزراعي بالدرجة الأولى لايعرفون عنه غير هذا ، لأن مواسم الدراسية الدينية التي يرتبطون بها لا علاقة بالاشهر الشمسية وعطلها لاعلاقة لها بالحر والقر ولكن تكون بمناسبة العيدين الإسلاميين  " الفطر والأضحى المباركين " .

هما مناسبتا تكريم الحفظة والمجتهدين في الجوامع والكتاتيب ، بإقامة الأفراح على مستوى المساجد وعائلات الحفظة..  أما الجزائريون الذين يحتفلون في نهاية جوان وجويلية بادائهم الدراسي قبل الاستقلال ، فكانوا قلة قليلة من الموالين والمقربين والميسرين الذين تتيح لهم الدوائر الاستدمارية إدماج أبنائهم  بمدارسها  التي ظلت مسدودة  في وجه عامة الجزائريين حتى تأججت نار الثورة التحريرة المباركة وفرضت على المحتلين الفرنسيس ـ  بعد تدخل الأمم المتحدة  في منتصف خمسينيات  القرن المنقضي ـ تغيير المعاملة مع المواطنين الجزائريين ، ليعرف أبناء حواضر البلاد الكبرى  بالدرجة الأولى ، طريق المدارس الحديثة في الخيام ( بالريف ) وبالمجمعات القصديرية  في المدن الصغيرة والقرى ورغم ذلك لم يكن المواطن الجزائري يعير الاهتمام الكبير والاحتفال بنجاح أبنائه في الابتدائية او الالتحاق بالثانوية ( لم تكن المرحلة المتوسطة حينها موجودة ) فمن وفق من عامة الجزائريين في الانتقال إلى الثانوية أو نال الشهادة الابدائية  يكون من المحظوظين جدا لكن أغلبية الفائزين بشهادة التعليم الابتدائي يفرض عليهم الوضع الاجتماعي المزري لعائلاتهم  ، الشروع في رحلة البحث عن منصب عمل يرمم به أحوال الأسرة وهنا يتوقف مساره التعليمي ..

في عهد الاستقلال  ـ والحمد لله ـ عمم التعليم واصبح إجباري وضروري لكل أطفال الجزائر الذين بدأوا تسلق سلم الرقي العلمي عبر الثانويات والجامعات ..  ومع هذا التغير تطورت نظرة الأولياء لطلب العلم وصار ترقب نهاية المواسم الدراسية في مختلف المراحل  التعليمية  أكثر من ترقب الآباء للموسم الفلاحي ومردوده من قبل ..

في بداية عهد الاستقلال كانت العائلات تقيم الأفراح الكبيرة بمناسبة نجاح الأبناء في امتحان الدخول للمرحلة الثانوية وبمرورالزمن وانتشار التعليم وارتفاع عدد المتفوقين خفت هذه الأفراح لكنها استمرت مع تكريم الفائزين في شهادتي التعليم المتوسط والتعليم الثانوي " الباكلوريا "  التي كانت ومازالت حلم كل طالب ومطمح كل أسرة  باعتبارها محطة فاصلة في الرقي العلمي والالتحاق بالجامعات ..

 الشاهد هنا هو: أن الحياة كلها مرتبطة بحكمة  " من جد وجد  ..ومن زرع حصد . وهي حكمة تشمل جميع ميادين الحياة العلمية ، العملية الروحية الاجتماعية..الخ..  وليست مرتبطة بطلب العلم أوالعمل في الفلاحة أو الصناعة  .. فمن جد في أي ميدان  ووفقه الله في تحقيق مقصوده  فالأولى به وبمقربيه شكر الله على التوفيق  باحترام طرق الاحتفال المناسبة  التي تراعي مشاعر الجار وثقافته والابتعاد عن الاحتفالات الماجنة المختلطة لأنها تفتح الأبواب للمعاصي فتتحول إلى كفرا بالنعمة وليست شكرا  ... فبدل أن يعبر الناجح وأهله عن التوفيق بطرق الشكر الكثيرة " بالتواصل مع الأرحام ألصدقات للمحتاجين من الفقراء واليتامى .. والاعتراف بجميل من ساهم في تحقيق الفوز من الأولياء والمربين ـ فمن لايشكر الناس لايشكر الله ـ ثم الاعتبار  بانتهاج الأسلوب الذي اوصل إلى تحقيق النتائج الجيدة وخاصة الإتقان في كل شيء فطلب العلم أيضا يحتاج إلى إحسان  وإتقان لما بين يدي الطالب  وما حوله وما ينوي تحقيقه .. وأخيرا يجب أن يكون النجاح دافعا للتفكير فيمن لم يوفقوا والعمل على مساعدتهم ورفع معنوياتهم بالكلمة الطيبة لكي لايرموا المنشفة وإقناعهم بأن السقوط في هذه المرة هو مجرد كبوة " ولكل جواد كبوة .." والكبوة هي التي تصحح المسار وتحث على الاستمرار واستدراك مافات ....

 وفق الله كل شبابنا ـ من الجنسين ـ وبارك في جهودهم  وجهود آبائهم وأساتذتهم ..

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2024.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2024.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services