1105
0
بعد الإستثمار في صناعة السيارات ....التوجه نحو صناعة قطع الغيار كخيارا استراتيجيا
أصبح مجال قطع الغيار في الجزائر يحضى بالاهتمام الكبير لدى المستثمرين المحليين وهذا بالنظر للدخل الكبير الذي يوفره فما كان للدولة الجزائرية إلا فتح باب الإنتاج لدى المصانع ولكن يبقى هذا غير كافٍ بغياب مصانع توفر المادة الأولية حسب ما أفاد به المصنعون.
بثينة ناصري
وبحكم الموقع الجغرافي التي تتمتع به الجزائر يرى بعض الخبراء أن شعبة السيارات تعد نهضة اقتصادية قوية وهذا راجع لاهتمام مختلف الدول بها بما يوفر العملة الصعبة عند استغلالها وفتح باب الاستثمار فيها.
وفي ذات الشأن أكد محمد سعيود مستشار دولي في الاستثمار الصناعي، أن الجزائر لديها كل ما يؤهلها لإنتاج وصناعة قطع غيار السيارات وتصديرها للخارج، على غرار لواحق السيارات كالعجلات والبطاريات وهو ما يوفر لنا ملايين الدولارات.
أوضح أن الاستثمار في هذا المجال تحتاج إلى استثمار كبير تراخيص للإنتاج في الجزائر، وهو ما لا يناسب العلامات التجارية الأجنبية، مشيرا إلى أنه يتم إنتاج العديد من قطع الغيار بكميات كبيرة في الخارج، لذا ليس من المربح حقًا تصنيعها للسوق المحلية فقط.
وأشار سعيود أن الجزائر بطيئة نوعا ما في اتخاذ القرارات في مجال الاستثمار وهذا ليس في ثقافة الأوروبيين أو الآسيويين لأن العالم يتطور بسرعة هائلة مقارنة بالعولمة.
وبالحديث عن توفر خلية أو مخبر لمتابعة وضمان مطابقة قطع الغيار، قال ذات المتحدث أن الجزائر لم تنشأ هذه الخلية بعد، وهي ليس موجودة ولكنها ضرورية وهذا بالنظر إلى الحاجة الملحة لها بعد الانتعاش الكبير الذي ستشهده مختلف الشركات.
شركة "Matador Energy" .. رهان واعد يسعى للتوجه نحو التصدير
وبهذا الخصوص توجهت جريدة "بركة نيوز" إلى شركة صناعة البطاريات التي تعد امتداد لشركة "Matador Energy" المختصة في استيراد وتوزيع البطاريات منذ قرابة 15 سنة، أين تحدث لنا كمال بوستة مسير الشركة عن مراحل تطور سوق البطاريات في الجزائر بالنسبة للشركة التي عبرت كبائع تجزئة ثم كبائع بالجملة ثم كشركة استيراد وتوزيع لمختلف العلامات العالمية ثم المرحلة الطبيعية لهذا التطور وهو الانتاج.
وأفاد بوستة أن الشركة كان لها رهان الإنتاج منذ سنة 2017 من خلال صناعة مصنع يخدم بطاريات السيارات، مبرزا إلى أن مراحل الانجاز كانت صعبة والتي أخذت وقتا طويلا، أين تم الاعتماد على الموارد الخاصة لشركة "Matador Energy" في الانجاز، وكذلك تماشيا وطموح الشركة في أن يكون مصنع يوافق ما وصلت له التكنولوجيات الحديثة في صناعة البطاريات.
وأشار ذات المتحدث إلى السياسة الرشيدة لرئيس الجمهورية الذي منح الفرصة لتشجيع الصناعة المحلية، مؤكدا أنه في سنوات مضت كان من الصعب تقديم منتوجات محلية في هذا المجال بحكم المنافسة الشرسة من طرف العلامات المستوردة لأن أغلبية الشركات كانت تعتمد على الطرق السهلة وهي الاستيراد وهذا بالنظر إلى تحصلها على نفس الفائدة أو أكثر وببذل جهدٍ قليل.
ونوه مسير شركة "Matador Energy" إلى ضرورة اعطاء الأولوية للانتاج المحلي مما جعل حظوظ الانتاج واسعة بشكل كبير، فأصبحت الشركة بذلك من بين الشركات المنتجة محليا علامة "REMAX" المتواجدة في السوق الجزائري، مضيفا أن الشركة تسعى لصناعة حوالي 250,000 بطارية في السنة الأولى على أن يتضاعف العدد في السنة المقبلة إلى 500,000 بطارية وهو القدرة الانتاجية للمصنع.
وأوضح أن نسبة الاندماج داخل بطارية "REMAX" تقارب 90%، ونعمل من خلال مجهوداتنا إلى أن تصبح 100% بدون أي مواد أولية مستوردة لأن السوق الجزائرية اليوم سوق واسعة تحتوي على أكثر من 11 مؤسسة لصناعة البطاريات من حكومية وخاصة.
وكشف بوستة أنه عند بلوغ الشركة حدها الأقصى من الإنتاج ما يفرض عليها التوجه إلى التصدير والتغلغل في الاسواق الإفريقية خاصة فتح بعد المعبر الحدودي مع موريتانيا التي تفتح آفاق كبيرة للتواجد في مختلف المعارض على مستوى القارة.
شركة "FABCOM" ..صناعة مليون بطارية في السنة
ومن جهة أخرى لفت علي سامعي مدير عام في شركة صناعة البطاريات "FABCOM" أنها تعد من بين 14 شركة صناعة البطاريات في الجزائر، حيث توفر حوالي 80 إلى 90% من الحاجة الوطنية لصناعة البطاريات وهناك مشاريع أخرى طور الانجاز.
ونوه سامعي إلى أن الشركة رائدة في صناعة البطاريات منذ سنة 2015 والتي توظف حوالي 500 عامل بقدرة إنتاجية حوالي مليون بطارية، حيث تم اختيار هذه العلامة من قبل شركة "فيات FIAT" وشركة "Renault" لتمويل فرعها هنا في الجزائر.
وأشار مدير الشركة العروض العديد التي تتلقاها الشركة من قبل الشركات الجزائرية التي تصنع السيارات، بهدف جعلها ممولة لهم، وهذا في إطار مسار تقني يتعلق بجودة التسيير والمنتوج للحاق بمعطيات شركة التصنيع العالمية.
وتحدث سامعي عن نسبة الإدماج في صناعة البطاريات والتي تفوق 90% وتتمثل أساسا في الرصاص المتوفر في الجزائر عن طريق الرسكلة، مشيرا إلى القليل من الندرة التي تعاني منها الشركة في الوقت الحالي وهذا بالرغم من الحاجة الملحة لها على المستوى الوطني.
وأوضح أن الشركة تقوم بالتوجه لمختلف المعارض الإفريقية وحتى العالمية وهذا للتعريف بجودة المنتوج الجزائري والخروج من بوابة الاستيراد إلى التصدير، في حين تقوم الشركة بالتصدير إلى كل من ليبيا وموريتانيا.
توفير قطع غيار ذات جودة عالية للتميز في عالم التصدير
وأوضح من جهته يانيس لوناس مدير علامة "MOTRIO" في الجزائر التابعة لمجمع "Renault" المختصة في قطاع الغيار وشبكة ما بعد البيع، أن الشركة قامت بتصنيع العديد من قطع الغيار ذات علامة جزائرية وجودة عالية، مشيرا إلى أن للشركة حوالي 11 مناول جزائري مُصنِع الذي تم اختياره.
وأكد أن المنتجين المحليين يقومون بصناعة مختلف قطع الغيار المتعلقة بالسيارات، فمثلا البطاريات التي تقوم الشركة بصناعتها تبلغ نسبة الاندماج فيها حوالي 95% ذو تكنولوجيا عالية، موضحا أن الشركة تقوم بإعادة تدوير البطاريات القديمة وإعادة صيانتها لكي تكون جديدة وفق نسبة الادماج المعمول بها.
وبالحديث عن المادة الأولية كشف ذات المتحدث عن توفرها في الجزائر، حيث يمكن اقتنائها بكل سهولة وبهذا تستطيع الجزائر دخول لعالم الانتاج والتصدير من أبوابه الواسعة وهذا بالنظر للإمكانيات المتاحة.
مجمع "IRIS" منتجات ذو تكنولوجيا تغلغلت في العالم
وفي سياق ذو صلة أفاد يحيى جعفري مدير تسويق في مجمع "ايريس IRIS" ان المجمع يقوم بصناعة منتوجات محلية ذات جودة عالية وبتكنولوجيا فائقة، مبرزا إلى ما تقدمه الشركة من تصدير لمختلف الدول مثل البرازيل وفنزويلا كوستاريكا وتونس وفي العديد من الدول الاوروبية والإفريقية.
وأوضح جعفري أن الشركة تسعى إلى تقوية انتاجها للبروز أكثر في الأسواق العالمية حيث تصنع الشركة الآن خلال سنة 2025 عجلات الشاحنات الكبرى في مصانعها مشيرا إلى أن هناك بعض المواد المتوفرة في الجزائر والأخرى يتم استيرادها عبر الاسواق العالمية.