291
0
سن السكاكين مهنة موسمية تنشط أيام قبل عيد الأضحى
تحت حرارة الشمس اللافحة اتخذ مالك زاوية صغيرة على الرصيف المقابل لسوق الخضر والفواكه حاملا بين يديه الخشنتين سكينا لسنه باستخدام حجر ناعم يأتي على شكل قرص دائري يعمل بالكهرباء محدثا صوتا طنانا تسمعه من بعيد، فعلى غرار الايام الماضية تزدهر مهنة سن السكاكين بكثرة هذه الأيام نتيجة اقتراب عيد الأضحى المبارك.
نسيمة الوافي
ومع كل مناسبة دينية أو غيرها تعود إلى الواجهة بعض المهن الموسمية التي يمكن القول عنها أنها اندثرت مع دخول عصر التكنولوجيا و غيرها كمهنة السنان التي تنشط أياما فقط قبيل عيد الأضحى ، وعلى الرغم من وجود طرق حديثة لسن السكاكين وغيرها يفضل غالبية الجزائريين الطريقة التقليدية لسن الاتهم وذلك حفاظا على التقليد والمظاهر القديمة التي يتسم بها عيد الأضحى المبارك، حيث يقف الجزائريون هذه الأيام على وجه الخصوص في طابور طويل كل ينتظر دوره لسن سكينه ومختلف الآلات الحادة التي بحوزتهم كما هو الحال مع خالد الذي يعتبر ان سن السكين قبل عملية الذبح امر مهم لكي لا يعذب الخروف أثناء القيام بذبحه عملا بوصية النبي صلى الله عليه وسلم .
سعر زهيد مقابل خطر كبير
وفي تلك الزاوية من الرصيف ينظر المارة بشغف إلى مالك الذي يقوم بسن السكاكين التي تتناثر شظاياهم الواحد تلو الاخر بتركيز عالي ودقة متناهية حيث تتطلب هذه المهنة التي ورثها عن جده الحيطة والحذر لان اي خطأ بسيط يمكن أن يسبب له عاهة او إعاقة مستديمة حسبه .وعن استمراره في ممارسة السنانة رغم الأجر الزهيد الذي يتلقاه مقارنة بحجم الخطر الذي يمكن أن يتعرض له يقول مالك ان حبه الكبير لجده هو ما جعله يحافظ على هذه المهنة التي يمارسها فقط مع حلول عيد الأضحى كتقليد عائلي ، فمقابل كل سكين يقوم بسنه ياخذ أجرا لا يتعدى 100دج .
بيع الفحم مهنة تعود هي الاخرى إلى الواجهة
سن السكاكين ليست المهنة المناسباتية الوحيدة التي تزدهر بقوة مع حلول عيد الأضحى حيث تنتشر في مختلف الأحياء والاسواق الشعبية طاولات بيع الفحم وغيرها من اللوازم التي ترتبط بشكل مباشر مع العيد حيث يستغل بعض الشباب الذي يبحث عن رزق هذه المهن الموسمية لكسب بعض المال وانعاش جيبوبهم .
حيث وصف أحمد شاب ثلاثيني نفسه بالبائع الموسمي لانه ينشط حسب كل مناسبة فمثلا يقوم ببيع الفحم ومعدات الشواء على طاولته كل عيد أضحى في حين يقوم ببيع المفرقعات في المولد النبوي الشريف كما يستغل موسم الدخول المدرسي لبيع الأدوات والمأزر ،ذكائه واستغلاله للمهن التي تزدهر في المواسم الدينية وغيرها هو ما مكنه حسب قوله من اعالة عائلته وتلبيية كل متطلبات الحياة خاصة في ظل ارتفاع مختلف الأسعار واختلاف مناخ الاستثمار في الجزائر مقارنة بالسنوات الماضية.