162
0
سمير عز الدين " نشهد جامعة تفاعلية مع محيطها الاقتصادي و الإجتماعي، و التكوين أساس للولوج إلى عالم الشغل "
عميد كلية العلوم الإقتصادية والتجارية و علوم التسيير لبركة نيوز

أضحت اليوم كلية العلوم الإقتصادية و التجارية و علوم التسيير تساهم بشكل كبير في تأهيل الكوادر الأكاديمية والمهنية في الجزائر منذ تأسيسها، مؤكدة قدرتها تحت إشراف مسؤوليها على تقديم تعليم متميز في مجالات الاقتصاد والتجارة و المناجمنت، مما جعلها واحدة من أكبر الكليات على المستوى الوطني.
نزيهة سعودي
للحديث أكثر عن جديد الكلية و التخصصات التي تعول عليها لتأهيل كوادرها، و كذا للتطرق إلى آخر مستجداتها تقربت بركة نيوز من أجل حوار مع عميد الكلية البروفيسور سمير عز الدين و الاستفسار أكثر حول الرقمنة و المقاولاتية و كذا الدراسة باللغة الإنجليزية و غيرها من المواضيع المهمة سنتعرف عليها من خلال هذا الحوار الشيق.
بداية ، هل ممكن أن تحدثنا عن خلفيتكم الأكاديمية قبل أن تتقلدوا منصب عميد كلية العلوم الاقتصادية و التجارية و علوم التسيير، و هل يمكن إعطائنا لمحة وجيزة عن دور الكلية في تأهيل الكوادر و الإطارات البشرية ؟
كلية العلوم الاقتصادية و التجارية و علوم التسيير، من أكبر الكليات على المستوى الوطني من حيث عدد الطلبة الذي يفوق 35 ألف طالب، و عدد الأساتذة أيضاً معتبر يصل إلى أكثر من 900 أستاذ.
الأستاذ عز الدين سمير هو إبن الكلية درس فيها ليسانس و الماجستير و الدكتوراه، كما كنت على رأس ملحقة بن عكنون سنة 2014 التي تم استلامها من جامعة الجزائر 1 و التي تعد ملحقة أساسية للكلية، ثم التحقت بجامعة تيبازة كمدير لمعهد العلوم الإقتصادية و التجارية و علوم التسيير، أما نهاية مارس 2022 التحقت بكلية العلوم الإقتصادية و التجارية و علوم التسيير كعميد للكلية إلى يومنا هذا.
الكلية تؤدي دور مهم في تأهيل الكوادر البشرية بداية بالعملية التكوينية للطلبة في هذا المجال كإطارات للعديد من المؤسسات الاقتصادية العمومية و الخاصة حيث أشرف الأساتذة على تخرج العديد من إطارات الكليات الأخرى على مستوى مؤسسات جامعية أخرى و لهذا نعتبر أن الدور الأساسي لأي جامعة هو التكوين و البحث العلمي بالإضافة إلى أدوار أخرى ثانوية و لكنها ضرورية.
تم إنشاء مركز التكوين المتواصل و من خلاله يتم تأهيل الكوادر البشرية لكل المؤسسات الاقتصادية العمومية و الخاصة من خلال إبرام اتفاقية بين الجامعة و المؤسسات، من جهتها المؤسسات تستفيد من خبراء متواجدين بالجامعة.
كيف ترون واقع الجامعات الجزائرية بصفة عامةو ما هي اقتراحاتكم لتطوير الكلية؟
نتحدث على تطور كبير جدا تعرفه الجامعة الجزائرية خاصة بعد مجيئ الوزير الحالي كمال بداري الذي بذل جهد كبير و المؤسسات التي اتبعت استراتيجيته تقدم نموذج ناجح على المستوى الوطني و الدولي.
الوزير بداري من خلال استراتيجيته المنطلقة من خلال الرقمنةو التي اعتمدت كليتنا بالذات هذه الاستراتيجية مئة بالمئة.
الجامعة دورها الأساسي التكوين من خلال عروض لها علاقة بالاقتصاد الوطني و عمليات أخرى جاء بها السيد الوزير و هي ربط الجامعة بالمحيط الاقتصادي و الإجتماعي عن طريق حاضنة أعمال و دار مقاولاتية ودار الذكاء الاصطناعي، و المسرعات التي ستنشأ على مستوى كل الجامعات، وبهذا استطعنا الخروج من الجامعات الجامدة إلى جامعات تفاعلية.
نشهد تقريباً أكثر من 50 بالمئة من العملية التكوينية متخرجين من تخصصات خارج الجامعة بالتعاون مع الوكالة الوطنية لدعم و تنمية المقاولاتية الموضوعة تحت وصاية وزارة المؤسسات الناشئة و هي متواجدة حاليا في الجامعة و لها مكتب خاص بها.
من أكبر العمليات التي قام بها السيد الوزير أيضا هو توظيف أكبر عدد من الدكاترة على مستوى الجزائر خاصة الطلبة البطالين، فهذه العملية استفادت منها الكلية بصفة كبيرة لأكثر من 130 أستاذ داخل الكلية، و خلال السنتين الأخيرتين وظفت الكلية أكثر من 230 أستاذ و هذا ما ساهم في تحسين مؤشر تكوين الطلبة، كما نتمنى أن تتواصل هذه العملية مستقبلاً لدعم الكلية على اعتبار خصوصياتها.
أضحى من الضروري التوجه نحو رقمنة كل القطاعات لاسيما قطاع التعليم العالي بصفر ورق على جميع الأصعدة، ما هي التحديات التي تعيق تطبيقها ؟
الرقمنة مهمة لكل مؤسسة سواء جامعة أو مؤسسات عمومية أو خاصة، انطلقت العملية البيداغوجية المرقمنة 100 بالمئة، والطالب اليوم ليس مطالب بالانتقال إلى الإدارة أو اللجوء إلى الأستاذ، بل يتم معرفة نتائجه أو برنامجه أو تقديم طعون مباشرة من خلال موقع " progress ".
و من الجانب الإداري أيضا كل العمليات مرقمنة سواء من جهة طلب شهادة عمل ، كما أن البوابة الإلكترونية أصبحت فضاء تفاعلي بين الأستاذ و الطالب و الإدارة.
التوجه اليوم إلى نوع آخر من الرقمنة و الكلية ستستفيد من برنامج رقمنة الهياكل التي تم الإعلان عليه من طرف الوزير في جامعة الجزائر 3.
في شق آخر ما هي التسهيلات التي قدمتها الرقمنة خلال مسابقة الإلتحاق بالطور 3 للدكتوراه ؟
مسابقة الدكتوراه عرفت أيضاً تنظيما محكماً و ما زاد من شفافيتها الرقمنة لهذا الآن التشفير أصبح ثنائي داخل القاعة أو المدرج، هذا هو الدور الأساسي للرقمنة في هذه العملية ليتم الإسراع في الإعلان عن النتائج، دون نسيان مجهودات أساتذة الكلية من لجان التكوين و أساتذة مصححين و معدي الأسئلة و كل الذين يسهرون على هذه العملية.
الحمد لله العديد من طلبة الجامعات نجحوا في المسابقة في الشعب الأربعة الموجودة في الكلية كالعلوم الاقتصادية، و شعبة العلوم التجارية و شعبة المالية و المحاسبة و علوم التسيير، كما نقدم التبريكات للطلبة الناجحين متمنيين التوفيق فيما تبقى في حياتهم العملية.
على اعتبار أن الجامعة و من خلال تعليمات السيد الوزير تقدم تحفيزات خاصة بالطلبة للولوج إلى عالم المقاولاتية، كيف تقيمون انخراط الكلية في مسار الاستثمار و المقاولاتية ؟
الكلية تلعب دور كبير في تكوين الطلبة المتخرجين في المقاولاتية على اعتبار أن معظم الخبراء و الأساتذة و الطلبة المتخرجين 80 بالمئة منهم هم طلبة الكلية و بالتالي قدمت الكلية الكثير لدار المقاولاتية التي تشرف عليها جامعة الجزائر 3 ، الكلية تدعمها بالخبراء و المكونين و الطلبة المتخرجين.
الأبواب مفتوحة من خلال المساهمة في تكوين الطلبة الذين هم في طور التخرج من أجل تسهيل الولوج إلى عالم الشغل و تكوين مؤسسات ناشئة و مصغرة و تسهيل معرفة الطرق و الأساليب التي يتم من خلالها إنشاء هذه المؤسسات.
أصبحت اليوم الجامعة تفاعلية مع محيطها الاقتصادي و الاجتماعي، مثل دار المقاولاتية التي كونت المئات من الطلبة المتخرجين من الكلية و الجامعة و حتى خارج جامعة الجزائر 3 الذين ستكون لهم الأولوية في محيطهم الخارجي في تأسيس المؤسسات و الولوج إلى عالم الاقتصاد و الأعمال.
بالمناسبة ندعو جميع الطلبة خاصة المقبلين على التخرج لأخذ فكرة عامة على إنشاء مؤسسة أو تكوين في المقاولاتية على الأقل عند خروجه من الجامعة يكون لديه فكرة حول مشروعه المستقبلي.
أضحى التدريس باللغة الإنجليزية في الجامعات الجزائرية أمر ملح و ضروري لأنها تعد حالياً لغة العالم، في هذا الشأن أين وصلتم في تلقين هذه اللغة لطلبة الكلية ؟
كليتنا من بين الكليات الأوائل التي اتبعت هذه الاستراتيجية للتدريس باللغة الإنجليزية من محاضرات و أعمال موجهة مئة بالمئة، سنحتفل العام المقبل بتخرج الدفعة الأولى من الطلبة الدارسين باللغة الانجليزية، و الكلية الآن لديها حوالي 1000 طالب في الطورين ليسانس و الماستر.
طور ليسانس حاليا هم في السنة الثانية شعبة العلوم التجارية و علوم التسيير، أما الماستر موجود على مستوى 3 شعب و تخصصات و هذا التوجه مهم جدا بالنسبة للجامعة الجزائرية بصفة عامة حيث نستطيع من خلالها الولوج إلى العالم الخارجي و المؤسسات الاقتصادية العالمية.
كما سيساعد هذا التخصص في استقطاب الطلبة الدوليين من المشرق العربي و افريقيا، و قد زاد الطلب على التدريس باللغة الإنجليزية،كما زاد الاقبال من الطلبة للالتحاق بالكلية.
إن انخراط الطلبة في النوادي العلمية يعد عاملا حيويًا في ترسيخ الثقافة العلمية، وتُشجّعهم على السير على خطى رواد البحث والابتكار، كم نادي علمي تظمه الكلية و كيف يستفيد الطالب من النوادي العلمية ؟
النوادي العلمية لديها أهمية كبيرة في الجامعات، كليتنا تحوز على أربع نوادي علمية واحد منهم مخصص للطلبة الدارسين باللغة الإنجليزية.
هذه النوادي مهمة لأن لديها اتصال مباشر بالطلبة حيث تقدم تكوينات في مختلف التخصصات لطلبة الكلية للاستفادة من تنشيط الملتقيات مع إدارة الكلية أو مخابر و خبراء خارج الكلية، حيث نشهد نشاط كبير تقدمه النوادي و هذه السنة مئات الطلبة تم تكوينهم من طرف هذه النوادي مدة 3 أيام إلى غاية أسبوع ربما هي تكوينات بسيطة و لكن لها أثر كبير بالنسبة للطالب خاصة انه يحضى بمرافقة من الخبراء.
تنظم الكلية ملتقيات دولية و وطنية شهدت نجاحاً باهراً على الصعيد الداخلي و الخارجي ، مثل هذه الملتقيات ما هي الإضافة التي تمنحها سواء للأساتذة أو للطلبة ؟
كليتنا معروفة بملتقياتها العلمية الهادفة سواء الوطنية و الدولية بشهادة الجميع على نجاح معظم هذه الملتقيات، حيث لدى الكلية خبراء وطنيين و دوليين في الاقتصاد و المناجمنت و المحاسبة كما تم عقد اتفاقيات مع أكاديميين و مهنيين و مؤسسات اقتصادية في هذا الإطار لتكون ملتقياتنا التي تشرف عليها الكلية تتم بالشراكة مع مخابرها الثمانية الناشطة بصفة كبيرة.
حيث تركز على أن تكون هادفة و لها علاقة بالواقع الراهن للاقتصاد الجزائري و واقع الإقتصاد العالمي بمشاركة باحثين من كل المؤسسات الجامعية الجزائرية و كذا من جامعات خارج الوطن و خبراء دوليين و أساتذة من مختلف الجامعات الدولية.
و بخصوص الدراسة في الفترة المسائية ؟
شهدت الكلية نجاح كبير حيث لدينا أكثر من 1000 طالب يدرسون من الساعة الخامسة مساءاً إلى غاية العاشرة ليلاً، و هذه السنة سنشهد تخرج أول دفعة لطلبة الماستر في أربع تخصصات للشعب الأربعة باختلافها.
أصبحت جامعة مواطنة مثلما قال السيد الوزير، خاصة في محيط الجامعة و الكلية في الفترة المسائية و أيضاً في المكتبة من حيث الطلب على الكتب، و هي مبادرة شهدت نجاح كبير على مستوى جامعة الجزائر 3 و خاصة كلية العلوم الإقتصادية و التجارية و علوم التسيير.
كما نشهد التحاق العديد من إطارات المؤسسات الاقتصادية العمومية و الخاصة، هذا الخيار يمكنهم من الدراسة بأريحية كما تم توفير الكاميرات و الإضاءة و الأمن و غير ذلك، لهذا أدعوا الطلبة الذين يريدون الالتحاق بالدراسة في الفترة الليلية أن الأبواب مفتوحة لهم.
كما نشير إلى جديد العملية لهذه السنة هو الدخول في الإستراتيجية الجديدة لوزارة التعليم العالي و البحث العلمي بخصوص الشهادة المزدوجة، كما استفادت الكلية من فتح تخصص الرياضيات و الإعلام الآلي بالتشارك مع جامعة الجزائر 1، و كذلك في إطار الاتفاقية ما بين كلية الاقتصاد و كلية الإعلام تم إنشاء دبلوم تخصص مزدوج " إعلام إقتصادي" و نحن ندرك أهمية الإعلام في الجانب الإقتصادي.
هناك أيضاً تخصصات لمزدوجي الكفاءة في الكلية كتخصص اقتصاد و إعلام الي، و كذا إقتصاد و علاقات دولية و هناك أيضاً مشاريع مستقبلية في هذا المجال مثل تخصص سيستفيد منه طلبة التخصصات المزدوجة و هو "الديبلوماسية الاقتصادية" و هو تخصص مهم جدا سيفتح في المستقبل القريب.
كلمة أخيرة توجهونها لطلبة كلية العلوم الإقتصادية و التجارية علوم التسيير بصفة خاصة، و الطلبة بصفة عامة ؟
أوجه نداء للطلبة الأعزاء بالاهتمام بالعملية التكوينية و الاجتهاد في الدراسة للولوج إلى عالم الشغل و الالتحاق أيضاً بمجمع واجهات جامعة الجزائر 3 الذي يحوي على العديد من المؤسسات الاقتصادية و الذي يربط الطالب مع هذه المؤسسات خارج الجامعة من خلال التربصات لفائدة طلبة ليسانس أو الماستر لتكوين الطبية من أجل تحضيرهم لعالم ما بعد الدبلوم حول كيفية إنشاء مؤسسات اقتصادية.
هذه الواجهات ترافق الطالب إلى غاية تجسيد هذه الأفكار الإبداعية إلى مشاريع حقيقية يلج بها لعالم الشغل.