تجسيدا لقرار الحكومة الجزائرية الداعم للمشاريع والأفكار لخلق استثمار محلي جيد، يستمر إقبال الشباب الجزائري على إنشاء مؤسساتهم الاقتصادية، وذلك للعام الثالث على التوالي.

بثينة ناصري

إذ يعد تشجيع الشباب ومشاريعهم التنموية خطوة استراتيجية تعول عليها الحكومة لتوفير مناصب شغل وكذا توسيع النطاق نحو الابتكار والإبداع، لتكون سانحة للتحفيز واستغلال الثروات الجزائرية.

شركة "Studio 11" تشجيع للعمل الشباني ومواكبة التطور التكنولوجي 

وبالحديث عن ذلك ارتأت "بركة نيوز" في زيارة شركة "Studio 11" والتي انشأت سنة 2011 للابتكار التكنولوجي من قبل الاستاذ اكليل ساري، في حين يعد من الشركات الجزائرية المختصة في التصميم الهندسي والجامعة لعدة مجالات لإنشاء مشاريع متكاملة، وهذا لتقديم حلول تصميمية لمختلف المشاكل من خلال جمعها ل11 تخصص (فن، هندسة معمارية، تصميم داخلي، رفاهية Luxury، تصميم الازياء، ديزاين، وسائل الإعلام الرقمية، التكنولوجيا، النمدجة الثلاثية الابعاد، الحيوية، العلوم).

ومما يجذب الإنتباه فإن طاقم العمل بالشركة يعمل على استغلال الطاقات الشبانية، المكونة من فريقين فريق التصميم وفريق الإنجاز والذي يتكون من عدد من الشباب والتنسيق بين الفريقين وهذا لتقديم خدمات ومشاريع تخدم المواطنين، وتحل المشاكل التي تواجهه في مختلف المجالات.

" دفيئة القصبة" تحسينٌ للجانب الجمالي البيئي المتعلق بالزراعة

ومن جهة أخرى، ومن خلال بذل العديد من الجهود والتجارب لطاقم "Studio 11" صممت مشروعا استثماريا يساهم في التخفيف من أعباء المواطن، ويحافظ على الصورة الجمالية لمنطقة القصبة.

وبهذا الصدد أكد لنا حفاف زكرياء مختص في تصميم البساتين "paysagiste"، أن هذا التخصص نادر في الجزائر وكان من اللازم النهوض للابتكار والابداع في هذا المجال، لتوفير حل لمختلف المشاكل التي تواجه البساتين، خاصة فيما يخص الجانب الجمالي للمنظر البيئي المتعلق بالزراعة، متحدثا بذلك عن لقائه مع الأستاذ اكليل ساري والذي طرح عليه عرض تصميم مشروع منظر طبيعي ذو طابع زراعي.

وتابع حفاف حديثه "قمنا بالعديد من التجارب الناجحة في مجال الزراعة والتصميم  ومشاركتها مع المواطنين لتعميم الفائدة، فجاءت الفكرة في تصميم مشروع "دفيئة القصبة" والذي يعد الأول من نوعه في هذه المنطقة".

مشروع ذكي يخفف عناء المواطن ويسهل حياته

وأوضح أن فكرة اختيار تلك المنطقة بالخصوص جاءت بعد الاطلاع على صعوبة الأزقة في القصبة، أين لا يستطيع الناس أو حتى بائعي الخضر والفواكه الوصول إلى ازقتها وهذا لصعوبة مسالكها، وبذلك يتحمل المواطنين عناء الشقاء في حمل مشترياته إلى أعالي القصبة.

وبالحديث عن ما يحمله المشروع في طياته من فوائد أفاد حفاف أنه يتمثل في دائرة عمودية ذو 10 طوابق،يتم استخدام  تقنيات الزراعة (المزارع الاستيوائية، الحدائق المكسيكية، محلات حرف القصبة العتيقة، تكثير وتشتيل الخضر، وكذا طابق الترفيه)، في مساحة 120 متر مربع يحتوي على العديد من المرايا التي تعد حلاً لمشكل التركيب الضوئي، حيث تم تخصيص عدة أعمدة حديدية موصولة بمرايا وهذا من خلال البناء الضوئي الأصلي الذي سيوفر الضوء لمختلف النباتات لتنمو بشكل صحي.

تقنيات تكنولوجية حديثة تستحق التجسيد

  وبخصوص كيفية الزراعة التي استخدمت فيها تقنيات متطورة تحافظ على جودة المنتوج وتحمي من تبذير المياه، أبرز ذات المتحدث أنه تم تخصيص مساحة تحتوي على كل المواد العضوية التي تحتاجها النبتة، ومن جهه أخرى خصص برنامج للزراعة بالمياه وهذا ما يقضي على التبذير المفرط له من خلال إعادة تدويره عبر كامل النباتات، وبهذا تم القضاء على المشاكل المناخية في بناء المشروع، ومن الجانب الزراعي حيث تم توفير المحاصيل بجانبيها "المعمرة والموسمية" ، بالنسبة للمعمرة فمثلا الفراولة تعد نبتة معمرة أي أنها لا تموت مردودها يكون سنويا.

وفي الأخير أشار حفاف بدور هذا المشروع الذي تم تصميمه لتقديم حلول مبتكرة للمشاكل التي يواجهها المواطن في حياته اليومية في جميع الميادين.