335
0
"شبكة ندى" ...تنسيق جهود الجمعيات المحلية والدولية لتشكل قوة مؤثرة في مجال حقوق الأطفال
في الجزائر، حيث تواجه الطفولة العديد من التحديات، تبرز الشبكة الجزائرية للدفاع عن حقوق الأطفال كمؤسسة محورية تلعب دورًا كبيرًا في تحسين ظروف الأطفال وحمايتهم. منذ نشأتها في عام 2004، عملت على تنسيق جهود الجمعيات المحلية لتحقيق أهدافها في مجال حقوق الأطفال.
مريم بوطرة
تتناول هذه المؤسسة القضايا الحساسة مثل العنف، التسول، وعمالة الأطفال، مقدمةً حلولاً عملية ومبادرات فعالة لتحسين وضع الأطفال في الجزائر.
اتحاد الجمعيات
رجع بنا عبد الرحمن عرعار، رئيس الشبكة الجزائرية للدفاع عن حقوق الأطفال، إلى الوراء و إلى سنة 2004، عندما تأسست الشبكة كتحالف للجمعيات التي اجتمعت لدعم حقوق الأطفال.
كانت بداية الشبكة نقطة تحول هامة، حيث سعت إلى رفع صوت الأطفال كمواطنين كاملين، وتعزيز حقوقهم الأساسية وحمايتهم من الانتهاكات.
كان هدف الشبكة حسب ما أفاد به ذات المتحدث منذ البداية تقديم الحماية من العنف والنزاعات، والعمل على القضاء على الوضعيات غير القانونية التي تؤثر سلبًا على حياة الأطفال، وسعت إلى ضمان أن تكون حقوق الأطفال أولوية في السياسات العامة.
تمتاز الشبكة الجزائرية للدفاع عن حقوق الأطفال بجهودها المتواصلة لتنفيذ مشاريع متنوعة وشاملة في مجال حماية الطفولة حيث تعزز جهودها بتنفيذ أكثر من 22 مشروعًا، تغطي جوانب متعددة ومتنوعة تهدف إلى تحسين وضع الطفولة في الجزائر.
تشمل هذه المشاريع مبادرات مكثفة في التوعية بالحقوق، التي تهدف إلى زيادة الوعي لدى الأطفال وأسرهم بشأن حقوقهم الأساسية، وتعليمهم كيفية حماية أنفسهم من الانتهاكات كما تسعى الشبكة إلى تقديم الدعم المباشر للضحايا، من خلال توفير المساعدة القانونية والنفسية للأطفال الذين تعرضوا للعنف أو الاستغلال، مما يساعدهم على التعافي والاندماج في المجتمع.
العمل على تحسين التشريعات
بالإضافة إلى ذلك، تركز المشاريع على تحسين التشريعات المتعلقة بالطفولة، من خلال تقديم مقترحات وتوصيات تهدف إلى تحديث وتطوير القوانين الحالية لتواكب المعايير الدولية وتستجيب للتحديات الحديثة، هذه المشاريع تشمل أيضًا تعزيز الشراكات مع الهيئات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني، لضمان تنفيذ السياسات بشكل فعال وتوفير بيئة قانونية داعمة لحقوق الأطفال.
أحد المشاريع البارزة التي نفذتها الشبكة كان في مجال مكافحة العنف ضد الأطفال، حيث أطلقت حملات توعية واسعة النطاق لتسليط الضوء على أشكال العنف المختلفة وكيفية التصدي لها كما قامت بإنشاء مراكز دعم متخصصة تقدم الاستشارة والمساعدة للأطفال الضحايا، وتعمل على تعزيز نظام الإبلاغ والحماية.
كذلك، شملت جهود الشبكة تنفيذ برامج تدريبية للعاملين في مجال حماية الطفولة، لضمان قدرتهم على التعامل بفعالية مع الحالات المختلفة وتقديم الدعم المطلوب للأطفال وعائلاتهم، كما تميزت مشاريع الشبكة بتفعيل دور المجتمع المحلي في حماية حقوق الأطفال من خلال تنظيم ورش عمل وندوات توعوية تشارك فيها الأسر والمجتمع المدني.
وفي ذات السياق، أوضح عرعار أن الشبكة قامت بتطوير علاقات تعاون إقليمي ودولي قوية، مما عزز من قدرتها على تنفيذ مشاريعها وتحقيق أهدافها على الصعيدين المحلي والدولي كانت هذه العلاقات ضرورية لتعزيز موقف حقوق الأطفال في السياسات العمومية وتطوير استراتيجيات فعالة لتحسين وضع الأطفال.
الشبكة تغطي 58 ولاية بفضل 150 عضوًا
بفضل جهودها المستمرة، تغطي الشبكة الجزائرية الآن 58 ولاية في الجزائر، بمساهمة 150 عضوًا، مما يدل على اتساع نطاق عملها وتأثيرها، وقد عملت على تعزيز قدراتها في جميع أنحاء البلاد، مما أتاح لها تقديم الدعم والخدمات اللازمة للأطفال في مختلف المناطق كانت هذه الشبكة الواسعة من الأعضاء ضرورية لضمان وصول البرامج والمبادرات إلى جميع الأطفال المحتاجين، سواء في المناطق الحضرية أو الريفية.
أضاف عرعار أن الشبكة تعتمد على إشراك الأطفال والأولياء والمختصين في مجال حقوق الطفولة في جميع أنشطتها، مما يعزز من فعالية البرامج المقدمة ويضمن استجابة فعالة لاحتياجات الأطفال هذا التعاون الواسع كان له تأثير كبير على تحسين شروط الحياة للأطفال.
التحديات الراهنة... من نقص الموارد البشرية إلى الحاجة للدعم المالي
وعلى صعيد آخر، تناول عرعار التحديات التي تواجهها الشبكة، مشيرًا إلى أن المتاعب تتزايد بسبب الطلب المستمر والمتزايد على خدمات الحماية والدعم للأطفال.
وهذا ما جعلها في حاجة ماسة إلى موارد بشرية مؤهلة ومدربة، بالإضافة إلى الموارد المادية التي تسهل تنفيذ المشاريع وتقديم الدعم اللازم وقال أن عملية تأهيل العاملين في المجال تعتبر أحد الركائز الأساسية لنجاح الشبكة، حيث يتطلب الأمر تدريبًا مستمرًا لضمان جودة الخدمات المقدمة.
كما أشار عرعار إلى أن التحديات لا تقتصر على الموارد البشرية والمادية فقط، بل تشمل أيضًا القدرة على التكيف مع التغيرات في احتياجات الأطفال ومتطلبات العمل، كانت الشبكة تعمل على مواجهة هذه التحديات من خلال تطوير استراتيجيات جديدة وتحسين الأداء بما يتماشى مع التغيرات والمتطلبات.
تطلعات الشبكة نحو تعزيز حماية الطفولة
بالتطلع إلى المستقبل، تسعى الشبكة الجزائرية للدفاع عن حقوق الأطفال إلى تعزيز قدراتها وتوسيع نطاق تأثيرها من خلال استراتيجيات جديدة تركز الشبكة على تعزيز التوعية والوقاية، وتوسيع شراكاتها الاستراتيجية مع الهيئات المحلية والدولية.
من المتوقع أن تعمل على تحسين سياساتها وتطوير استراتيجياتها لمواكبة التحديات الجديدة وتحقيق أهدافها في حماية حقوق الأطفال.
جدد عرعار التأكيد على أن الشبكة تتطلع إلى تحقيق تقدم ملموس في مجال حقوق الأطفال من خلال تعزيز التعاون بين جميع الأطراف المعنية، وتطبيق استراتيجيات واضحة وقابلة للتنفيذ هذه الاستراتيجيات تتضمن تحسين الأداء وتوسيع نطاق البرامج والمبادرات المقدمة للأطفال، بما يتماشى مع المعايير العالمية والإقليمية في مجال حقوق الطفولة.