59

0

صحائف الإسناد

 

بقلم: الدكتور  محمد مراح

 

     بعث الطور الجديد للإبادة في غزة بعض الشعوب العربية لممارسة  أحد واجبات الإسناد الرمزية، عبر مظاهرات محتشمة هنا هناك، ومنها وقفات في الجزائر، رشح من أخبار بعضها  محاولة  استهدف ممثل الطرف الداعم التاريخي الدائم  الأكبر للكيان .

   الإسناد محلّ إجماع المجموع الوطني سلطة وشعبا ؛ لكن أشكال ممارسته بدت مختلفة بعض الشيء عمّا ألف الرأي العام ، فأثار  تساؤلات بعضها طبيعي وبعضها سطحي وقليل منها مغرضة .

     لا يمكن الحصول على فهم موضوعي للموقف الرسمي إلا إذا استحضرنا أسئلة عديدة، المركزي الرئيس منها هو : ما مدى ملائمة التغيرات التي طرأت على المنطقة العربية منذ الاشتباكات الأخيرة  مع الكيان في فلسطين ولبنان . وعلاقتها بالمتغيرات الدولية الكبرى، لاستئناف المعهود ؟ فالإجابات على وضوحها عموما، وتعقيدات تفاصيلها، تكون قد حددت للدولة الجزائرية اختياراتها و إمكاناتها .

    وواجب الإسناد يكون بداهة ماديا  عسكريا { مباشرة أو تموين بالسلاح } وإغاثي للمدنيين وإعمارا، ومعنويا عبر المؤسسات الدولية والإقليمية والإسلامية  والمحاكم الدولية المختصة، ورمزيا عبر الاحتجاجات الشعبية .

    وبداهة أيضا فقد فرضت المتغيرات الدولية والإقليمية أو الجيوسياسية استحالة الإسناد المسلح الذي عشناه في الحروب العربية الكبرى مع الكيان في 1967و1973، أما الإسناد السياسي والقانوني فالسلوك السياسي الجزائري فيهما فريد في نوعه منذ إنطلاق الطوفان المبارك ، لا تقارن به موقف أي دولة عربية أو إسلامية عدا مساندة أندونيسيا لدعاوى محكمة العدل الدولية . 

    ويجب التذكير بمواقف الجزائر الصارمة إزاء مؤتمرات القمة العربية وقبلها بيان مجلس التعاون الإسلامي لوزراء االخارجية في بداية الطوفان، الذي فضحت فيه ما يرقى لمستوى المؤامرة على المقاومة والقضية بتسوية مسؤوليات المحتل بالمقاوم  فيما جرى !

          أما واجب الإسناد الإغاثي فالعائقان الرئيسان أمام وصوله لا يخفى على أحد شأننا فيه كشأن أكثر المتبرعين؛ بينما سهلت السبل للمطبعين الذين لعب بعضهم مع الشيطان وصلى مع الملائكة !

       ولابأس بالتذكير هنا بما سبق إيراده في مقال سابق؛ فالمحترمون رأوا كيف حولت الجزائر  جلسات مجلس الأمن إلى جلسات مفتوحة، أما تهنئة البطل الشهيد السينوار للرئيس على فوزه فرمزية لايبصرها أهل الأهواء والمشروعات الأطلسية .

      في محاضرة بالمنتدى العربي بالأردن للدكتور وليد عبد الحي عالم المستقبليات العربي الأول ذكر أنه جلس مع  زميل سابق  وهو مسؤول جزائري كبير حدثه  أنه خلال رحلة الرئيس تبون لدولة عربية كبيرة، جلسنا مع رئيسها ، قال له الرئيس تبون إننا على استعداد لمد غزة بالبترول والغاز مدة عام كامل دون أي مقابل عبر المياه الإقليمية لهاته الدولة العربية الكبيرة، وظل يحاول معه ساعة ونصف دون جدوى.

       إذن بقي الإسناد الرمزي التي تمثل الاحتجاجات الشعبية صورته الأبرز عالميا، السؤال الذي بقي يُطْرح لماذا تخلفنا عنه، وقد كانت لما مَشَاهِدنا في سوابق عديدة ؟ الجواب لدى كلّ عاقل متأني : أن الجزائر لا تزال في أعقاب معافاة من زلزال هدد كيانها ووجودها ، ساهمت أطراف كثيرة في استنقاذ الجزائر منه، وفي مقدمتهم الشعب بمستوى الوعي الذي اتسم به حراكه الذي أذهل العالم، ثم في وعيه بما حيك له من أسباب السحب نحو غايات لم تكن لحظة سببا وباعثا لانطلاقه،  تعاضدت مع جهود المخلصين في مؤسسات الدولة والإعلام وأصحاب الرأي الحكيم، لذا لم يكن من الحكمة والمصلحة الوطنية منح فرص للبقايا والخلايا النائمة وحلقات الوصل بين الداخل والخارج لاستدراك ما فات .

      أما التربص الخارجي فيكفى التذكير بالواقع ؛ فالحدود الوطنية المتحركة رمالها والمهددة وغير المستقرة، في  حين يتكاثف تجمع الكيانات الإرهابية في الساحل الذي ورد في تقرير لـ بي بي سي قبل أسابع قليلة أنه صار أخطر بقعة في العالم بسببها .

    ولعل نموذج تغيير كبير  في الأشهر القليلة قدم نمطا مفاجئا، وبعث الرسالة الجديدة لمن يهمه الأمر، وتلقتها  على هامش أواني العلف واللعق " حاويات "إعلامية عربية ساهمت فيها أيدي جزائرية، أرضت بها غرائزها " الكلبية " و"سخسختها الناتوية " ضد الجزائر. 

إذن نحن في حاجة للتفكير في صور رمزية أخرى للإسناد ، أقترح عبر الواقع الإفتراضى الموازى واقعا وقوة وأثرا، الواقع الحقيقي :  "صحائف إسناد"؛  وتتم عبر تصميم  موقع إلكتروني يعرض على الشعب الجزائري لتسجيل بيانات شخصية وتوقيعات إلكترونية شخصية، تروج بكل الوسائط الاجتماعية المتداولة والبريد الإلكتروني وكل ما تتيحة شبكة العالم الإفتراضى .

" صحائف الإسناد" هي : 1. صحيفة وقف الإبادة فورا . 2. صحيفة فتح المعابر للإغاثة الدولية 4. صحيفة الإعمار . 5 . صحيفة فلسطين لأهلها 6. صحيفة محاكمة مجرمى الحرب والصهيوينة النازية .

تتضمن كلّ صحيفة بيانا شديد الاختصار، يصاغ باللغتين العربية والإنجليزية، توجه عبر مراحل كلّ صحيفة بعد استيفاء ما أمكن من التوقيعات لهيئة الأمم المتحدة ووكالتها ذات الصلة، ولمجلس الأمن، ولرؤساء الدول الكبرى بالأسماء والصفات .

 

 

 

 

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services