178
0
صحافة "زجاجة بيبسي "...عربي 21 " منصة إرهاب ضد الجزائر
بقلم :الدكتور محمد مراح
شرعتُ في كتابة المقال وفق خطة تشمل الحديث عن عينات من الصحف الثلاثة محل المتابعة، في جسم واحد للمقال غير مجزأ . وبالنسبة لصحيفة "عربي 21 " الإلكترونية اكتفيت من العينة بتعليقات وملاحظات يسيرة؛ لأن الصحيفة اعتمدت غوغائيين إرهابيين لأداء وظيفة عمالة لقوى عربية وإسلامية ، وظيفية بدورها للقوى العظمى الأطلسية، تتولى الآن مجريات العملية " التحريرية" لسوريا . لكني فوجئت بعد أن كدت أنهى المقال ، أن الأمر أفضع مما ظننت ؛ إذ تيقنت أن موقع "عربي 21 " منصة صحفية إلكترونية تعمل ضمن مخطط ضمن يستهدف الجزائر ، تهيئة لظروف ما لمشروع ما ، تعمل عليه دوائر خفية كبرى ، لإحياء ملف الجزائر بعد ملف سوريا الذي كان جاهزا بعد انطلاق أحداثها عام 2011، وواجه بها أنذاك وزير خارجية عربي رئيس الديبلوماسية الجزائرية المرحوم مدلسي ، حين امتنعت الجزائر عن طرد سوريا من الجامعة العربية، بقوله :" سوف ننهى ملف سوريا، ونفتح ملف الجزائر" وهو ما أكده رئيس الجمهورية في حوار لقناة الجزيرة . كما صرح الصحفي الفلسطيني الكبير الأستاذ عبد البارئ عطوان رئيس تحرير صحيفة " رأي اليوم " الإلكترونية، لما قال عام 2014 لدي أدلة قاطعة بأن القوى التي عملت على سوريا ، تعد للجزائر بعدها ، وقال : زارني شخص نافذ وقال لي لقد أعدّ الأمر للجزائر بعد سوريا وكل شيء جاهز: الصحف والملفات والقنوات ، ينتظرون الإنطلاق في الوقت المناسب.وتصريحات الأستاذ عطوان موثقة فيديو وكتابة .
لهذا اتناول بدءا هذا الموقع الوظيفي للقوى العالمية باسم الإسلام والحركة الإسلامية للأسف اِلُشديد الذي وطّأ أكنافه للناتو والإمبريالية الأطلسية أوالغربية ، لضرب استقرار الدول العربية، والتمهيد لمشروع شيمون بيريز ثم كونداليزا رايس ، الشرق الأوسط الجديد .
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
فاقمت أحداث سوريا من أوار"غريزة ديمقراطية" مقموعة في"جمهوريات عربية " ؛ على رأسها الجزائر باعتبار العامل المؤثر و هو سقوط دمشق . فبدا كأنما عثرت القوى الموجهة على المفتاح السحري " للاشتغال على المعظلة الجزائرية" المستعصية عن الاستجابة لوصفة " ديمقراطية مقدسة"، فاستنفرت الآلة الإعلامية "جوقة عبيد المعبد" الديمقراطي الليبرالي ، للشروع في عزف نوتة واحدة للنشيد المقدس، إلهابا للمشاعر ، و محاولة التأثير في المسار الوطني الجاري ، بدافع جارف من مرض " ذُهَان سهولة" الربط بين الحالة السورية والدولة الجزائرية . فالتقطوا قماشة " سقوط الأسد" يلوحون بها تحذيرا أو إنذارا أو وعيدا أو تجييشا لمصير ينبغي أن تلقاه الجزائر الحليفة العربية الكبرى للأسد .
"عربي 21" نموذج لصحف ومواقع عربية مهاجرة ، الجامع بينها أنها محكومة في نظرتها للجزائر أنها من بقايا الدول الشمولية العسكرية ذات النَفَسْ الاشتراكي القريب من المعسكر الشرقي السابق ،المناوئ للديمقراطية و حقوق الإنسان على النمط الغربي الأطلسي . و هذه النظرة تشكل قاعدة توجيه وتأطير المادة الإعلامية التي تتناول الشأن السياسي الجزائري . ويجمع بينها أيضا أنها تصدر من لندن مركز تجميع البيانات المهمة و الفائقة الأهمية للخطط الأطلسية الكبرى ، للاستئناس بها في استخدامات مناسبة ، وسابقة التجميع والإيواء وإطلاق العنان " للحرية" لمختلف التنظيمات المعتدلة والمغالية والمتطرفة لا شك جعلتها المرجع المؤهل لهذه الوظيفة ، فضلا عن خبرتها الفريدة بالمنطقة.
كما يلاحظ علوّ نبرتها الإعلامية منذ الحدث السوري الأخير تجاه الجزائر إلى مستوى "المساواة " بين النظام السوري والدولة الجزائرية ؛ في الاستبداد بنظرة دونية وتحقير للسلوك الرسمي الجزائري . ومن ثمة الإيحاء الإعلامي بإحاطة الجو النفسي للتلقين يأن المصير المستحق للدولة الجزائرية لا يقل عما حدث للنظام السوري .
في هذه "الهالة الأطلسية" نسوق نماذج من موادها الإعلامية الأخيرة ب"أصابع جزائرية"؛ فصحيفة "عربي 21" الإلكترونية التي كانت انطلاقتها واعدة برؤية ومسار إعلامي إسلامي متفاعل إيجابيا مع الطيف الإعلامي والثقافي الحرّ واالمناظل في سبيل القضية الفلسطينية على وجه الخصوص ، و الشأن الإسلامي النهضوي ، سرعان ما انحازت لرؤية وسياسة دولة إسلامية كبيرة تبنت التيار الإسلامي الأقدم والأبرز في العالم العربي . فنصّبت " عربي 21" إعلاميا تلك الدولة رسميا مهمة " إدراة شؤون العالم العربي والإسلامي"، فتحولت إلى صحافة " زجاجة بيبسي كولا" محكمة الغلق يشتد غازها فورانا بتحريك يد الإدراة الصلبة على وقع الأحداث . وغني عن الإشارة إلى انها لا تعبأ باستصحاب التحليل الجيو استراتيجي، ولا العوامل المؤثرة في سلوك الدول السياسي ، فضلا عن خصوصياتها، و لا تقاليدها الديبلوماسية والسياسية الخارجية ، ولا التحديات التي قد تكون مهددة لامنها الوطني بل الوجوديز
وهنا يسهل علينا فهم نمط " الهالة النفسية" التي تعمل الآن على تشكيلها عن الجزائر في سياق مأساة سوريا . وانخراطها في الدفع نحو تحللها على النمط الذي يفضحه " النموذج السوري " . ولهذا جاءها التوجيه أو الإيحاء إلى التوجه نحو عنصر وأصابع الكبريت " رشاد" الإرهابية ، فهيات لعناصرها " عريشا" يوقدون فيه نيران الفتنة والفجور والخيانة والتحشيد والتضليل والتغرير . ورغم أن المضمون لا جديد فيه لدى الجزائريين؛ إلا أن الصروة التي يريدون رسمها لدى من يهمه الأمر من متعرض عابر و تهيئة أسانيد تبرر أي مخطط إجرامي أطلسي صهيويني ضد الجزائر . و كثافة نشر هذه "الرشاديات" اللئيمة على موقع "عربي 21"، وتنوع قوالبها الإعلامية ؛ مقالات وحوارات وتصريحات وغيرها، وتعدد " الرشاديين " الوظيفيين دليل دامغ على نية الموقع وأصحاب الخدمة الأصليين على النية الخبيثة المبيتة لترسيخ صورة "الجزائر سند الأسد" .صحيح أن الدمى المتحركة الوظيفية مهلهلة المستوى الثقافي فضلا عن المعرفي، رثة الحجة، تعيسة المقام ؛ إلا أن الهوائية التي خلقتها وسائل التواصل الاجتماعي في الملكات العقلية والنفسية في المجتمع العربي تسمح بدوران الملوثات فيها بحرية كبيرة ، فتساعد على تكون مسّدات دون الحقائق في كثير من الأحوال ؛ حتى إن كانت ماثلة رؤيا العين . فنرى مثلا حوارا مع مطلوب للعدالة [قلل] [نلاحظ التعبير هنا من الموقع] لمن منحه المنصة ؛ من أهية الهجوم الذي شنه الرئيس الجزائري مساء أمس الأحد على فرنسا على خلفية الجرائم التي ارتكبتها بحق بلاده أثناء الفترة الاستعمارية، واعتبر أن هذا الهجوم ليس إلا محاولة أخرى لتوظيف ملف التجارب النووية الفرنسية لخدمة أهداف شعبوية، بعيدًا عن أي التزام حقيقي.بحماية حقوق ومصالح الشعب الجزائري." فالشعبوية تقبل التصنيف في الخطاب السياسي ولدى كلّ أشكال الأنظمة السياسية؛ لكن طشاش كلام ممثل التنظيم الإرهابي يُضحك الصغار قبل الكبار؛ فالجميع تابع ويتابع الجهود المبذولة في الملف على المستوى الرسمي والمدني العامل عليه بجهود مذهلة وفي مقدمتهم المحامية المحترمة فاطمة بن براهم وفريقها الدؤوب من مجاهدين وأكاديميين وبتتسيق مع بعض الحقوققين المستقلين في فرنسا .
تستخدم هذه الصحف عبارة " دعم النظام" لأنها أرضية التسوية بين " النظامين " الجزائري والسوري السابق؛ مما يجعلها مهيئة لأي تطورات أو مواقف أو تخطيطات أو إجراءات أو مطالبات تأتي من سلطة الأمر الواقع في سوريا أو من هيئة إقليمية او دولية حقوقية أو سياسية ؛ كإدانات دعم أو تعاون أو " إسناد "إمدادي مهما يكن شكله يكون قد تضرر منه السوريون . وقد بدأت تتسرب إلى الإعلام مزاعم قوائم لدى رئيس السلطة المُغّلّبَة بالخصوم والأعداء الداخليين والخارجيين لدى سلتطه !
واليوم2/1/2025 يطل الموقع الوظيفي على متابعيه بتقرير عنوانه "توتر في علاقات الجزائر مع سوريا ومالي.. ما هي الأسباب؟ تناولت ما وصفته بــ"الجزائر تتردد في التواصل مع حكام سوريا الجدد وتواجه اتهامات مالية بالتدخل في الشؤون الداخلية..
ثم يشرع جامعوا { مادة التقرير } في إيقاد نيران التهويل والأكاذيب والتحريض الوضيع الذي تتطلبه المهام الوظيفية من السادة للعبيد ، فيذهب إلى القول :" تعيش الديبلوماسية الجزائرية هذه الأيام على وقع هزات عنيفة بسبب التغيرات الدراماتيكية التي شهدتها المنطقتان العربية والأفريقية. فعلى خلفية السقوط المدوي لنظام بشار الأسد في سوريا يوم الثامن من كانون الأول / ديسمبر من العام الماضي، الذي كانت تربطه علاقات ود قوية مع النظام الجزائري، تخلف النظام الجزائري في تهنئة حكام سوريا الجدد على خلاف غالبية الدول العربية. ومعلوم أن النظام الجزائري على مدى سنوات الثورة السورية عارض تجميد عضوية سوريا في جامعة الدول العربية عام 2011 ولم يسحب سفيره من دمشق. وقد أثار هذا الموقف علامات استفهام كبرى لدى المراقبين لتطورات السياسات العربية."
وخلطا للزيت بالعسل يعتمد معدوا التقرير أسلوب صحافة " زجاجة بيبسي كولا " بعد أن يحشروا فيها لواقط الذباب ، بالقول :"وقبل أسابيع قليلة، انتقد سياسيون ليبيون مسعى الجزائر للتدخل في الشؤون الداخلية الليبية من خلال لقاءات أجراها سفيرها في طرابلس بعدد من شيوخ ووجهاء بعض القبائل الليبية، في إطار حراك جزائري للوساطة بين الليبيين.ومساء أمس الأربعاء أصدرت الخارجية المالية بلاغا شديد اللهجة تستغرب فيه تصريحات وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف وتندد بالتدخل الجزائري في الشؤون الداخلية لمالي.وأعربت الحكومة المالية عن استيائها الشديد من تصرات بعض رجالات السلطات الجزائرية، التي تواصل التدخل في الشؤون الداخلية لمالي."
ثم لما استوت لديهم الخلطة، أرادوا ان يجلبوا لها البركة، من عراب " رشاد الإرهابية"متشرد لند ن الدموي المدعو" زيتوت "الذي حرض الشباب المراهق أثناء الحراك على دوس العلم الوطني ، يلقى على خلطتهم من خزعبلاته وأكاذيبه التي لا تساوى لدى الجزائريين مثقال حبة من خردل ، بعدما تبينت الحقائق. نكبهم الإرهابي ؛ فميثاق المصالحة الوطنية امتص المحرقة ، والجزائر تسجل موقع " الدولة الناشئة" ، ولا نامت أعين الخونة .
إذن عربي 21 أصبحت رسميا موقعا يروج للإرهاب والإرهابيين ، ويتبنى قصدا توجهاتهم، وجرائمهم . تريد أن تقول على لسان الشريد الإرهابي إن النظام الجزائري إرهابي مثل النظام السوري . وأقترح على الجهات المعنية جحب هذا الموقع الخبيث ، مع تتبعه من قبل المتخصصين؛ للاستخلاص ما يلزم .
الجزائر تتولى اليوم رئاسة مجلس الأمن